قامات ماسبيرو.. أول رئيس للتليفزيون عقب ثورة 25 يناير.. تزوجت من الأبنودي.. ما لا تعرفه عن نهال كمال

الفجر الفني

بوابة الفجر


قامات ماسبيرو اليوم عن قامة كبيرة وهي الإعلامية نهال كمال، صاحبة المشوار الإعلامي الطويل.

نهال كمال محمد السيد، تخرجت في كلية التجارة بجامعة الإسكندرية عام1979 بدأت في إذاعة الشباب والرياضة، وعملت في البرامج السياحية، وأصبح لها برنامج بعنوان "مرحبا بك فى مصر"، واستمر عملها لمدة 7 شهور.

ورغم قصر المدة فإنها كانت غنية وتدربت على الصوت والأداء وتعرفت على رواد الإذاعة، مثل إيناس جوهر ونادية صالح، وتدربت مع نادية مبروك. فعملها في الإذاعة في بداية مشوارها صقل خبرتها.

وجاءت فرصة عمل نهال كمال، في التليفزيون عن طريق قراءتها إعلانا لطلب مذيعين للعمل في قطاع الأخبار، تقدم ألف متسابق ونجح ثلاثة فقط، هي، ومها مظهر ومها الشيمي.

كانت الاختبارات شفهية وتحريرية ولم يوا أعضاء لجنة التحكيم، لأنهم كانوا في "الكنترول روم"، لكنها عرفت الإعلامي الراحل فاروق شوشة من صوته عندما طلب منها أن تقرأ خبرًا من الجريدة في اختبار اللغه العربية وطريقة الأداء والصوت ومخارج الألفاظ.

وبعدها اتجهت للعمل في برامج الشباب، لكن كان يستهوها "الفن والسينما"، واستضفت من خلالها مطربين شبابًا في ذلك الوقت، مثل إيمان البحر درويش، ومحمد ثروت، وعلى الحجار، ثم عملت برامج أخرى شبابية وثقافية، واستضافت فيها يوسف إدريس، وأحمد بهجت، وصلاح جاهين.

جاء اختيارها لعمل سهرة عن العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، عن طريق إدارة المنوعات بالقناة، وكانت وقتها مذيعة جديدة فذهبت للتسجيل في منزله مع أقاربه وشقيقته الحاجة علية، واستضافت في هذه السهرة الموسيقار الكبير محمد الموجى، والشحرورة صباح وحققت نجاحًا، مما جعلها تقدم سلسلة سهرات عن الرواد كان منهم الفنان الكبير محمد فوزى.

" تاكسى السهرة" من البرامج القريبة إلى قلبها، ومن أهم البرامج، وجاءت فكرته من الراحلة هند أبوالسعود، عندما كانت رئيس القناة الأولى، حيث طلبت من عبدالله قاسم، صاحب فكرة "تاكسى السهرة " الذي يقدم على إذاعة صوت العرب تقديم هذه الفكرة في برنامج تليفزيوني، لتشمل مسرحًا وسينما وفيلمًا أجنبيًا وآخر عربيًا، وتم ترشيحها للعمل مع الزملاء نهلة عبدالعزيز، وشافكي المنيري، وأحلام شلبي وآمال المغربي، وكلًا منهم تقدم فقرة كاملة، أول حلقة لها كانت مع النجم الكبير أحمد زكي.

استضافت مجموعة كبيرة من الفنانين، مثل أحمد زكي الذي غنى أغاني فيلم "كابوريا" لايف قبل عرضها في الفيلم، ثم حلقات المسرحيات مثل مسرحية "أخويا هايص وأنا لايص" مع سمير غانم، وهذا البرنامج الوحيد الذي كان مسموحًا له بالتسجيل مع أعمال مسرحية تابعة للقطاع الخاص ولم يكن ذلك إعلانا، فالبرنامج عمل قاعدة جماهرية كبيرة على مدى عشر سنوات تقريبًا، من بداية التسعينات حتى عام 2000.

اختار أغنية تتر البرنامج المخرج شفيق حنين، كما اختار سيمون أيضًا، وحققت نجاحًا كبيرًا، فهو من المخرجين الكبار وأخرج برنامج "جولة الكاميرا" للراحلة هند أبوالسعود.

قدمت برنامج "لسة فاكر" وكان فكرتها فهو أول برنامج عن كواليس الأفلام من أفواه الفنانين أنفسهم، مثل شكرى سرحان الذي حكى عن كواليس "رد قلبي" وأحمد مظهر عن فيلم "الأيدي الناعمة"، وشويكار التي تحدثت عن ذكرياتها والمسرحيات، وحكى أحمد زكي عن كواليس فيلمى "زوجة رجل مهم والبيه البواب" وليلى فوزي عن فيلم "ليلى بنت الشاطئ".

وقالت نهال كمال، في أحد الحوارات الصحفية لها بأنها سجلت مع يحيى شاهين، للحديث عن فيلم "بين القصرين" سألته عن سي السيد فرد قائلًًا: "على الزوجة أن تعلم زوجها قبل خروجها من المنزل، فربما حدث لها أي أمر خطير"، فقد وجدته سي سيد في الحقيقة أيضًا.

وتابعت: "أما أحمد زكي، فأعتبره سوبر ستار وسجلت معه ساعتين عن فيلم "البيه البواب"، وبعد انتهاء كلامه قال لي: "أريد إعادة التسجيل مرة أخرى لأني غير راض عن الذي سجلته، فقلت له كيف نوفر استوديو مرة أخرى، فالمسألة صعبة وثق بي سوف أختار الكلام الجيد في المونتاج، وأعطاني الثقة وظهرت الحلقة بشكل جيد، وقال لي "برافو عليكي".

وأضافت: "وأيضًا قابلني موقف في منتهى الصعوبة في حلقة الفنانة ليلى فوزي، فهي قليلة الكلام وكنت عندما أسال يكون ردها: فعلًا أو بالظبط كده.. فأصبح كلامي أكثر منها بكثير، وقمنا بحل المشكلة بوضع مقاطع كثيرة من أفلامها خلال الحلقة، وأيضًا حلقة فاطمة رشدي التي أصرت على أن أسجل لها، فهى شخصية قوية وعاشت طوال حياتها بنفس القوة، وعندما تتحدث تشعر بأنها تتحدث من على خشبة المسرح، فضلًا عن حبها للسينما ودخولها عالم الإنتاج السينمائى، أما شكرى سرحان، فأبهرني بتواضعه وبذوقه العالي وأحمد مظهر أيضًا.

وقدمت نهال كمال، برنامج "ألحان لكل زمان" انطلق البرنامج في شهر رمضان، وكان من إعداد الصحفي الراحل عصام بصيلة، واستضاف كبار المطربين مثل وديع الصافي وماجدة الرومي وراغب علامة وأنغام وهي طفلة وأيضًا كاظم الساهر في أول مرة يأتى فيها إلى مصر، وعلى الحجار ومحمد الحلو.

تولت منصب مدير عام برامج السياحة وخدمة المجتمع بالقناة الأولى، وعملت مجموعة من البرامج السياحية وتميزت بفكرتها الجديدة، مثل استضافة الكاتب الراحل أسامه أنور عكاشة، للحديث عن أهم الأماكن التي يتردد عليها أثناء كتاباته الدرامية، كما تولت منصب نائب رئيس القناة الثانية، ثم رئيس القناة الأولى، ثم نائب رئيس التليفزيون تحت رئاسة نادية حليم، وعملت وقتها فواصل جديدة من أحاديث نبوية وأغان دينية أعجبت الجمهور ومازالت تذاع حتى الآن.

كانت أول رئيس للتليفزيون عقب ثورة 25 يناير، جائها اتصال هاتفي من رئيس الاتحاد وقتها الدكتور سامي الشريف ليبلغها بتكليفها بمنصب رئيس التليفزيون، ترددت وقتها جدًا وشجعها على الموافقة الراحل عبدالرحمن الأبنودى، وقال لها "وافقى لأنه ده واجب وطني".

وكشفت نهال كمال، بأنها كانت فترة عصيبة من اعتصامات أمام وداخل المبنى، وكان باب المكتب مفتوحًا طوال الـ 24 ساعة للعمل والشكاوى، لدرجة أنها لم أكن تجد وقتا للطعام، فالمجهود الذي بذلته كان كبيرًا، ووقتها لم يكن هناك مساعدون أو معاونون، وكانت تتخذ القرارت بمفردها ومعها إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار نظرًا لعدم وجود وزير للإعلام في ذلك الوقت.

تولت الإشراف على القطاع الفضائي وقت رئاستها للتليفزيون، وانتجت 16 برنامجًا منها "دفتر أحوال شخصية" الذي أعده خالد حنفي رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون.

وعن أسباب تركها لرئاشة التليفزيون قالت نهال كمال، بأنهاوافقت على تولىي رئاسة التليفزيون في ذلك الوقت لأنها بنت ماسبيرو، وفي نفس الوقت كواجب وطني، وظلت موجودة تعمل في منصبها حتى جاء وزير الإعلام الأسبق أسامة هيكل، ليتولى المهام، فاعتذرت عن المنصب خاصة أن الأبنودى بدأ يتعب، وهذه أول مرة في تاريخ التليفزيون يعتذر فيها أحد عن منصب الرئيس، وبالفعل الجميع "استغرب"، لكن كانت مهامها الأخرى مثل بيتها وعائلتها لها الأولوية.

تزوجت نهال كمال، من الشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودي، لقاءها الأول بالأبنودي، والذي كان في أمسية بالإسكندرية، وكانت أول مرة تسمع به، حيث كانت تقرأ الشعر لصلاح جاهين ونجيب سرور وقتها، ولم تكن تعرف بالأبنودي، وانقطعت العلاقة بعد ذلك لسنوات، ثم التقت به مرة ثانية حين دعته ليكون محكّما في أحد برامج الشباب الخاصة بالشِّعر التي بدأت بها في التلفزيون، وبعد ذلك نشأت بينهما علاقة صداقة استمرت لسنوات، ولم يكن هناك أي مؤشر لتحولها لعلاقة زواج.

وكشت نهال كمال، في احدى اللقاءات التليفزيونية عن زواجها من الأبنودي قائلة: "ذات يوم قال لها الخال إن والدته الحاجة فاطمة قنديل سوف تأتي لزيارته، فطلبت منه أن تراها، وبالفعل حدد لها موعدا ولكنه نسي، ولم يكن موجودا في البيت حين وصلت نهال، فجلست نهال مع والدته، وحين عاد للمنزل قالت له والدته إن نهال أتت حسب الموعد لزيارته، وقضوا وقتا لطيفا معها.

وتابعت فاطمة قنديل كلامها عارضة على عبدالرحمن أن يتزوجها، فغضب الأبنودي من اقتراح والدته، لأنه كان يعتبر نهال مثل ابنته، وقال لوالدته: "إذا قلتي هذا الكلام مرة أخري سأعود بكي إلى الصعيد، ولن تأتي إلى هنا مرة ثانية". فما كانت من والدته إلا أن ردت عليه قائلة: "وحياة فاطمة قنديل دي أم عيالك".

وتحققت نبوءة فاطمة قنديل بعد أشهر قليلة، وكانت الزيارة الثانية لها في بيتها بالصعيد وأنا زوجة ابنها"، وكان مهر الأبنودي لزوجته أغنيتين، وهما: "قبل النهارده"، و"طبعا أحباب"، وغنتهما وردة، ولديها من الأبنودي ابنتان.

وصدر مؤخرًا للإعلامية نهال كمال، عن دار ريشة للنشر والتوزيع، كتاب "مذكرات نهال كمال.. ساكن في سواد النني" وتروي فيه سيرتها مع "الأبنودي"، منذ لقائهما الأول وحتى أيامه الأخيرة ورحيله عن دنيانا.