زيارة فيروز وزراعة شجرة.. ماذا فعل ماكرون في لبنان؟

تقارير وحوارات

ارشيفية
ارشيفية


كان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ولم يزل من أوائل الداعمين للبنان، فى مواجهة أزماته الأخيرة، وخصوصا كارثة انفجار مرفأ بيروت، إذ حرص على زيارة البلد العربى الجريح، وتوجيه الدعم له ولشعبه لتخطى الأزمة.

واليوم، يجدد الرئيس الفرنسى زيارته للبنان، التى يخوض فيها رهانا صعبا، في إطار مساعيه للضغط على الطبقة السياسية لتشكيل "حكومة بمهمة محددة" سريعا، وإجراء إصلاحات من شأنها أن تهدئ غضب اللبنانيين الذين فاقم انفجار المرفأ المروع نقمتهم على السلطات.

غرس شجرة أرز

وبدأ ماكرون زيارته للبنان، بغرس شجرة أرز فى محمية جاج، شمال بيروت، بالتزامن مع إحياء المئوية الأولى لتأسيس لبنان الكبير.

وعرضت دورية الاستعراض الجوى الفرنسى، ألوان العلم اللبنانى، فوق بلدة جاج، بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسى لمحمية أرز جاج، التى غرس فيها شجرة أرز.

مؤتمر ثان للمانحين

وأبدى ماكرون استعداده لاستضافة مؤتمر ثان للمانحيين الدوليين للبنان، وذلك في شهر أكتوبر المقبل، بعدما استضافت باريس، مؤتمرا للمانحين الشهر الماضي، فى أعقاب أكارثة انفجار المرفأ

وأكد ماكرون أن بلاده تقف إلى جوار لبنان وشعبه خلال الظرف الراهن، حتى العبور به إلى بر الأمان

وكتب الرئيس الفرنسى على حسابه الرسمى على موقع "تويتر": "أقولها بالنيابة عن الفرنسيين: سنكون دائما إلى جانب الشعب اللبناني".

وأضاف: "أقول للبنانيين إنكم كأخوة للفرنسيين، وكما وعدتكم، فها أنا أعود إلى بيروت لاستعراض المستجدات بشأن المساعدات الطارئة، وللعمل سويا على تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والاستقرار".

وتابع ماكرون: "الحرية والحوار والتعايش قيم مترسخة في لبنان، هذا البلد الذي يستمد قوته من التاريخ المئوي لدولة لبنان الكبير، سيتمكّن لبنان من التعافي من الأزمة التي يمر بها، ودعوني أقول لكم بالنيابة عن الفرنسيين إننا سنقف دائمًا إلى جانب الشعب اللبناني".

وأوضح الرئيس الفرنسى أنه جاء إلى بيروت "للتحقق من وصول المساعدات الطارئة إلى مكانها الصحيح وإلى الأشخاص المناسبين، وقال إنه في المرفأ، تتجلى ثمرة ما بذلناه من جهود، ففي أقل من شهر، أنجزت أفرقتنا بمعية المجتمع المدني اللبناني عملا استثنائيا، فكل التحيّة لهم".

زيارة فيروز

كما زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المطربة اللبنانية فيروز في منزلها، وذلك على خلفية زيارته لبيروت لبحث تداعيات تفجير مرفأ بيروت ومساندته للمسئولين اللبنانيين لعبور تلك الأزمة بنجاح خلال الفترة الحالية.

وعندما دخل الرئيس الفرنسي منزل فيروز وجدها تنتظره مرتدية قناع زجاجي واقي من فيروس كورونا المستجد، كما ارتسمت على وجهها ابتسامة رقيقة تعبيرا منها على ترحيبها بإيمانويل ماكرون، ليبدأ الطرفان لقاء استمر قرابة 75 دقيقة. 

وشهد اللقاء هدايا متبادلة بين الطرفين، حيث حظي الرئيس الفرنسي خلاله بهدية من فيروز، بدا أنها لوحة فنيّة، فيما منح إيمانويل ماكرون، الفنانة اللبنانية فيروز وسام جوقة الشرف الفرنسي وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا.

وأثناء مغادرته منزل فيروز، توجه ماكرون بكلمة للصحفيين، قال فيها إنه "يعد بأن يكون لبنان أفضل من ما هو عليه، وأن السيدة فيروز أيقونة ولها مكانة خاصة بقلوب الفرنسيين واللقاء معها كان استثنائيا".

كما وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المطربة فيروز بأنها "جميلة وقوية للغاية وتحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي عن لبنان نحبه وينتظره الكثير منا.. عن الحنين الذي ينتابنا".

وعندما سُئل عن أغنيته المفضلة لفيروز أجاب بأنها "لبيروت" التي كانت تذيعها القنوات المحلية، بينما كانت تعرض صورا للانفجار وتبعاته.

وقال الرئيس الفرنسي في بث تلفزيوني عقب اللقاء "قطعت التزاما لها "فيروز"، مثلما أقطع التزاما لكم هنا الليلة بأن أبذل كل شيء حتى تطبق إصلاحات ويحصل لبنان على ما هو أفضل.. أعدكم بأنني لن أترككم"، بحسب ما نشرت "رويترز".