تنذر بحرب أهلية.. اشتباكات لبنان تضع الأمن في مهب الريح

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


لم تعد مشكلات لبنان قاصرة على الأزمة الاقتصادية التى لم يعهد مثلها على مدى عقود، ولا على أزمة تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19" التى أنهكت القطاع الصحى، قبل أن تأتى كارثة انفجار مرفأ بيروت التى قضت على مواد الدولة، وما تبقى من إمكانات لدى القطاع الصحى، فضلا عن تبعاتها من سقوط عشرات الضحايا ومئات الجرحى والمصابين، إلى جانب تشريد نحو 300 ألف شخص، جراء الدمار الهائل الذى لحق بالعاصمة اللبنانية بيروت.

فبعد أزمات عدة تداعت جميعها على لبنان فى آن واحد، وبشكل متكرر، بدت أزمة جديدة تنذر بوقوع حرب أهلية إن لم يستطع لبنان الجريح السيطرة عليها والخروج منها، لا سيما مع الاشتباكات التى تقع بشكل مستمر فى مناطق وبلدان عدة فى لبنان، والتى عادة ما تستدعى تدخل قوات الجيش لاحتوائها.

إصابة شخص فى اشتباكات بصيدا

ففى صباح اليوم الثلاثاء، شهدت صيدا اشتباكا بالنار الحى بين عدد من أهالى مخيم عين الحلوة، مما أسفر عن إصابة شخص

وبحسب "الوكالة الوطنية للإعلام" التابعة لوزارة الإعلام اللبنانية، فإن اشتباكا وقع فى صيدا، وتحديدا فى الشارع التحتانى داخل مخيم عين الحلوة، تطور إلى إطلاق نار، ما أدى إلى إصابة شخص فى قدميه، وتم نقله إلى مستشفى النداء، لإسعافه وتلقى العلاج اللازم.

وأكدت الوكالة اللبنانية أن القوة المشتركة الفلسطينية انتقلت إلى موقع الاشتباكات لتطويقه واحتواء الأزمة.

إطلاق نار فى خلدة

وبعد مضى ساعات قليلة، شهدت منطقة خلدة حادث إطلاق نار، تدخلت على إثره قوات من الجيش.

وأفادت الوكالة التابعة لوزارة الإعلام اللبنانية، بأنه جرى تسجيل إطلاق نار، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، فى منطقة خلدة، عند المدخل الجنوبى لدوحة عرمون.

وعلى الفور، تدخلت قوات الجيش اللبنانى، الموجودة أساسا أمام سنتر شبلى وسوبر ماركت رمال، لتهدئة الوضع، وأخضعت السيارات المتوجهة اإلى المنطقة وصعودا باتجاه الدوحة للتفتيش بشكل دقيق.

اشتباكات سابقة فى خلدة واعتقال 4 أشخاص

وكانت منطقة خلدة، فى جبل لبنان، قد شهدت يوم الخميس الماضى، اشتباكات، أسفرت عن مقتل شخصين، وأصابة 3 آخرين.

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية، بأن المتوفيين أحدهما من أبناء العشائر العربية، والآخر سورى الجنسية، مؤكدة أنه جرى استقدام وحدات من الجيش إلى المنطقة لفض الاشتباكات الدائرة، ومنع الانفلات الذى يأتى تباعا لها.

وبعد مضى نصف ساعة، تجددت الاشتباكات وإطلاق النار فى محيط سوبر ماركت رمال، وظل الوضع فى منطقة خلدة - دوحة عرمون، متوترا، جراء الاشتباكات المتجددة فى المنطقة، والتى وقعت على خلفية تعليق رايات دينية، وأعلام حزبية، بين جهات ومناصرين حزبيين، وبين العرب من سكان المنطقة، وتدخل الجيش لملاحقة مطلقى النار، واعتقالهم، بعدما أغلق جميع المداخل فى المنطقة، ونشر قواته بكثافة على الطرقات.

وذكرت قناة "LBC" اللبنانية أن الرايات الدينية التى جرى تعليقها، والتى أدت إلى وقوع الاشتباكات، تتعلق بذكرى عاشوراء التى تحل علينا بعد يومين.

وأعلن الجيش اللبناني، عبر حسابه الرسمى على موقع "تويتر" أن قواته تعمل على تطويق الاشتباكات، وتسيير دوريات فى منطقة خلدة، وقد تم توقيف 4 أشخاص، بينهم اثنان من الجنسية السورية، وجار ملاحقة باقى المتورطين لتوقيفهم، منوها بأنه تم الدفع بتعزيزات إضافية إلى المنطقة لضبط الوضع، وإعادة الهدوء إليها، فضلا عن تسيير دوريات لملاحقة مفتعلي الأزمة والاشتباكات واعتقالهم.

وذكر الجيش أن قواته تعمل على فتح الطرقات التى تم قطعها فى كل من: قصقص، وخلدة، والناعمة، والحيصة - عكار، لافتا إلى الإجراءات والتعزيزات الأمنية المكثفة لوحداته فى المنطقة، وتسيير دوريات كثيفة لمنع المظاهر المسلحة.

نار وقذائف صاروخية فى بعلبك

كما وقع اشتباك فردى بحي الشراونة، في بعلبك، تطور إلى حد إطلاق نار كثيف، وقذائف صاروخية.

وانتشرت قوات الجيش للسيطرة على تلك الاشتباكات، وملاحقة مطلقى النار لاعتقالهم.