هل يمكن أن تنشب حرب قريبة في المتوسط؟.. خبير سياسي يجيب

عربي ودولي

بوابة الفجر


كل يوم، تقترب أكثر طبول الحرب بين تركيا واليونان، وذلك نتيجة انتهاكات تركيا في البحر المتوسط، وتهديدها المستمر بالحرب، واعتدائها على حقوق جاراتها "اليونان وتركيا".

واليوم، أعلنت تركيا أنها قررت إجراء تدريبات عسكرية شرقي البحر المتوسط خلال الأسبوعين المقبلين، وأبلغت أنقرة البحارة بأنها ستجري تدريبات على القصف بالمدفعية بدءا من يوم السبت في منطقة شمال غرب قبرص.

على جانب آخر، يعكف الاتحاد الأوروبي على إعداد عقوبات ضد تركيا، وهو ما أثار ردا غاضبا من نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، وذلك مع إصرار تركيا على رفض مطالبات اليونان بحقوقها البحرية في المنطقة.
،حول ذلك، علق الخبير بالشأن التركي، محمد ربيع، قائلا إن الخلاف اليوناني التركي يعود إلى جذور تاريخية تقريبا إلى قبل أكثر من 100 عام حينما وقعت تركيا على اتفاقية لوزان، وأعطت الاتفاقية حق السيادة على الجزر في البحر ايجة لليونان، حيث تقع العديد من الجزر اليونانية في بحر إيجة وشرق المتوسط على مرمى البصر من الساحل التركي، وإذا ما تم السماح لليونان بمد حدود مياهها الإقليمية من 6 أميال إلى 12 ميلًا وهو الحد الأقصى المسموح به دوليا، لن يتبقي لانقرة اي حدود بحرية.

وأضاف في تصريح خاص:" ظل الصراع بين اليونان وانقرة يتجدد من حين إلى اخر، حتي تمت اكتشافات شرق المتوسط والتي فجرات الصرع مرة أخري من جديد في ظل تواجد نظام تركي مارق لا يحترم القوانين والاتفاقيات الدولية ويحاول ان يفرض واقع من خلال القوي المسلحة في المنطقة، ومن هنا بدأ الخلاف في التجدد حتي كاد أن يصل إلى حرب في هذه المنطقة خلال شهر مايو الماضي لولا وساطة ألمانيا لتهدئة الاوضاع في هذه المنطقة، خاصة وأن الصراع سوف يكون معقد للغاية وقد يترتب عليه صراع أكبر وتجا>بات وتحالفات دولية وهو الامر الذي قد يضع المنطقة والعالم على اعتاب حرب عالمية ثالثة.

وأوضح أن تصريحات نائب أردوغان، فؤاد أقطاي، بأن التوترات في بحر ايجه سبب للحرب، هو امر في غاية الغرابة، فالتوترات في الاقليم والمنطقة تعود أسبابها إلى السياسات التركية والسعي التركي للتنقيب على الغاز في الحدود اليونانية فضلا عن تحرش انقرة الدائم بالسيادة اليونانية مثل اختراقات الاجواء اليونانية بصفة دائمة، ناهيك عن الحديث الدائم من جانب انقرة بعدم أحقية اليونان في السيادة على هذه الجزر.

وأكد أن هذه التصريحات تهدف إلى تخفيف حدة الضغط الدولي والادانات الدولية للنظام التركي نتيجة لسياساته، فانقرة ترغب في أن تظهر امام المجتمع الدولي وكأنها لم ترتكب شئ أو تهدد سيادة اليونان وان افعال انقرة قانونية، وهو الأمر الذي يرفضة المجتمع الدولي والادلة على ذلك كثيرة، لعل ابرزها اجراء الولايات المتحدة الامريكية تدريب بحري عسكري مع اليونان فضلا عن تدريبات عسكرية مشتركة مع البحرية الفرنسية واليونانية، ناهيك عن الموقف الداعم لموقف اليونان خاصة وأن القانون الدولي ياتي في مصلحة اليونان.

وبين أن احتمالات الحرب في شرق المتوسط مازالت ضعيف خاصة وأن القوي الدولية مازالت على موقف الحياد وتدعم قواعد القانون الدولي لذلك، فالمهاترات التركية في المتوسط ما هي إلا تضييع للوقت، وسعي أردوغان لتصدير ازماته الداخلية إلى الخارج بدلا من العكوف على حلها في ظل اخفاقات كثيرة تلحق بالنظام التركي على كافة الاصعدة والملفات الداخلية والخارجية.

واستطرد قائلا:"لكن في حال اشتعال الحرب في المتوسط سوف يكون هناك تحالفات وانقسامات بعضهم سوف يدعم أنقرة والاخري سوف يدعم اليونان، وتاتي على رأس الدول التي سوف تدعم تركيا هي قطر اضافة الى ذلك النظام الايراني وبعض الدول التي سوف يكون من مصلحتها عدم اشعال الصراع في المتوسط لعدم استكمال الاكتشافات الغازية، أما عن حلفاء اليونان سوف يكونوا كثر منهم دول الاتحاد الاوروبي وعلى رأسهم فرنسا وايطاليا، إضافة إلى دول منتدي شرق المتوسط، والولايات المتحدة الامريكية التي ابرمت اتفاقية دفاع وتعاون عسكري مع اليونان في عام 2019.