حرب البحر المتوسط.. ماذا يحدث بين تركيا واليونان؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


طبول الحرب تدق فى منطقة شرق البحر المتوسط، التى تشهد توترات بين قبرص واليونان من ناحية، وتركيا من ناحية أخرى، على خلفية قيام تركيا بتبنى العديد من السياسات والممارسات التخريبية، فتنتهك سيادة دول المنطقة، من خلال التنقيب عن الغاز في المناطق الاقتصادية الخالصة لقبرص واليونان، ضاربة بكل الاتفاقيات الدولية عرض الحائط، إلى جانب إرسال طائرات بشكل مستمر لاختراق أجواء اليونان.

فالرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، الطامع فى السطو على ثروات غيره، ومقدرات البلدان، دون وجه حق، دفع ببلاده إلى إلى العزلة السياسية، بعد توتر علاقاتها بمختلف الدول، نتيجة سياساتها التخريبية التى لا تحترم القانون الدولى، ولا الاتفاقيات الملزمة لها، بل يصل الأمر أيضا إلى استخدام ورقة الهجرة غير الشرعية للضغط على الدول الأوروبية المنددة بسياساته، من خلال التهديد الدائم والمستمر بفتح حدود بلاده المغلقة مع أوروبا منذ اتفاق 2016، ومن ثم إطلاق المهاجرين غير الشرعيين إلى أراضى.

تركيا تهدد بشن حرب على اليونان

وبينما تتصاعد حدة التوتر فى منطقة شرق المتوسط، تأتى التصريحات التركية المستفزة، التى تحاول جر دول المنطقة إلى الخيارات العسكرية، ومهددا بشن حرب على اليونان، إذ قال وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، إن اليونان لا يمكن أن تزيد حدود مياهها الإقليمية فى بحر إيجة 12 ميلا، وإلا يكون ذلك سببا للحرب، بحسب ما أفادت به وكالة "الأناضول" التركية الرسمية.

كما أنه وعلى الرغم من التحذيرات الدولية لتركيا، أعلن أوغلو تمديد مهام السفينة "أوروتش رئيس" فى المنطقة 90 يوما إضافية.

واستطرد وزير الخارجية التركى تصريحاته الاستفزازية، وقال إن بلاده بدأت أعمال الحفر والتنقيب عن الغاز الطبيعى فى المنطقة، زاعما أن ذلك يأتى فى إطار حقوق بلاده.

وتأتى تصريحات وزير الخارجية التركى، متناسقة مع التصريحات التى سبق أن أدلى بها فؤاد أقطاى، نائب الرئيس التركى، إذ إن كل منهما هدد بشن حرب على اليونان، الأمر الذى تتجلى من خلاله نوايا أنقرة فى زيادة التوترات بالمنطقة، وجرها إلى الاقتتال.

قوات عسكرية

وقبل أيام، نشرت فرنسا وإيطاليا قوات عسكرية في المنطقة، للمشاركة في تدريبات عسكرية مع اليونان وقبرص.

وأعلنت وزارة الدفاع اليونانية أنه تم الاتفاق بين اليونان، وقبرص، وفرنسا، وإيطاليا، على نشر قوات عسكرية مشتركة في منطقة شرق المتوسط، بموجب مبادرة التعاون الرباعية.

من جانبه، قال كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس الوزراء اليوناني، في كلمة ألقاها أمام البرلمان: "إن قواتنا المسلحة تبقى في حالة تأهب"، مضيفا أن بلاده قوية في الميدان على قدر قوتها في الحوار.

أما وزارة الدفاع القبرصية، فقالت، في بيان لها، إن التوتر ومحاولات زعزعة الاستقرار في منطقة شرق المتوسط بلغت الذروة ".

كما أدان وزير الخارجية القبرصي ممارسات تركيا التي تجريها في المنطقة الاقتصادية لبلاده، وقال إن عمليات التنقيب التركية تظهر بوضوح أن دعوات تركيا للحوار غير جدية.

فرنسا: شرق المتوسط ملكية مشتركة

وكانت فرنسا، التي يخيم توتر على علاقاتها مع تركيا، قد طالبت بمحادثات داخل الاتحاد الأوروبي، بهدف توضيح الموقف الواجب اعتماده حيال تركيا، إذ إن خلافا كبيرا يسود بين أنقرة وشركائها في الاتحاد الأوروبي.

وحذرت فرنسا تركيا من أن منطقة شرق المتوسط لا يمكن أن تصبح ملعبا لطموحات وطنية، إذ قالت فلورانس بارلي، وزيرة الجيوش الفرنسية، إن هناك تدريبات مشتركة مع قبرص واليونان وإيطاليا، مضيفة أن المنطقة يجب ألا يكون ملعبا لطموحات البعض، وتابعت: "شرق المتوسط ملكية مشتركة، واحترام القانون الدولي يجب أن يكون القاعدة وليس الاستثناء ".

أردوغان يلوح بتخريب اليونان

على الناحية الأخرى، جاء رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على نشر قوات عسكرية أوروبية في منطقة شرق المتوسط، محذرا من أن ارتكاب أي خطأ سيؤدى إلى خرابها، يقصد بذلك اليونان، لكنه لم يسمها.

وأكد الرئيس التركي أن بلاده لن تقدم أي تنازل في الدفاع عن مصالحها المرتبطة بالغاز في المنطقة.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أن سفينتين عسكريتين أجرتا، الأربعاء الماضى، تدريبات عسكرية مع مدمرة أمريكية في منطقة شرق المتوسط.

ونشرت الوزارة، عبر حسابها الرسمي على موقع "تويتر"، عددا من الصور لسفن حربية، تمثلت في الفرقاطة التركية "تى سى جى بارباروس"، والسفينة الحربية "تى سى جى بورغازادا"، وقالت إنهما أجرتا تدريبات عسكرية مع المدمرة الأمريكية "يو إس إس وينستون إس تشرشل"، دون أن تورد أي تفاصيل أخرى تتعلق بتلك التدريبات.