عائشة نصار تكتب: ترامب يتمسك بمحاكمة أمريكية ويناور بتجميد عقوبة الإعدام ضد كوتى والشيخ

مقالات الرأي

بوابة الفجر


القضاء البريطانى يحصن أدلة إدانة «فرقة الذباحين» شبح جوانتانامو يطارد «بيتلز» داعش

هل ينتهى المطاف بـ«بيتلز» داعش، فى الأخير، سجناء فى «جوانتانامو»، المعتقل الأمريكى الأشهر فى كوبا، والذى طالما ذاع صيته دوليًا بوصفه مكان الاحتجاز الأكثر شراسة فى العالم لقيادات وكوادر القاعدة، بعد 11سبتمبر؟.

ما يعنى أن «البيتلز»، إذا ما آلت الأمور إلى نقلهم لـ«جوانتانامو»، فسيصبحون بذلك أول من يفتتح الوجود الداعشى داخل السجن، الذى طالما كان حصريا على الإرهابيين من أصحاب الانتماء القاعدى .

1من هم «بيتلز» داعش؟

«البيتلز» أو «الخنافس»، فى الأصل، هم فرقة الروك الغنائية البريطانية الأشهر، التى تشكلت فى بداية الستينيات من القرن الماضى.

لكننا نتكلم هذه المرة عن فرقة من رباعى مختلف تمامًا، وهو رباعى «الرعب» الذى تكونت منه فرقة الذباحين «الإعدامات» فى داعش، وتزعمهم البريطانى محمد إموازى الملقب بـ«الجهادى جون»، بالإضافة إلى إين ديفيس، والشافعى الشيخ، وألكساندا كوتى.

ووفقًا لشهادات الرهائن، فقد أطلق الاربعة على أنفسهم أسماء، بول ورينجو وجون وجورج، أى نفس أسماء أعضاء الفرقة الغنائية الإنجليزية الشهيرة.

واشتهر أعضاء تلك الخلية بوحشيتهم، خلال العمليات التى تخصصوا فيها ونفذوها من خطف وذبح الرهائن لصالح التنظيم.

وأطلق على البيتلز الدواعش، هذه التسمية، بسبب لكنتهم البريطانية الواضحة، التى تذكّر بفريق الروك الغنائى الذى اجتاح العالم قبل عقود، وجميعهم أيضًا من العاصمة البريطانية لندن.

ونال محمد إموازى أو «الجهادى جون» شهرته الإرهابية المروعة أولًا، من الفيديو الذى ظهر فيه ملثمًا، وهو يذبح الصحفى الأمريكى جيمس فولى، ثم فيديوهات ذبح الصحفى ستيف ستولف وديفيد هيز على التوالى.

وفى عام 2014 نشر تنظيم داعش فيديو آخر لإموازى وهو يذبح عامل الإغاثة آلان هينجينج، بخلاف مقطعين فيديو آخرين عام 2015 ظهر فى أحدهما زعيم خلية البيتلز وهو يقتل جنديًا سوريًا، ويقطع فى الفيديو الثانى رأس الرهينة اليابانى كينجى جوت.

وينسب لخلية البيتلز، اختطاف وإعدام 27 من الرهائن الغربيين، بينهم 4 صحفيين، ومصورين أمريكيين. بخلاف الصحفى البريطانى جون كانتلى، وعاملة الإغاثة الأمريكية أيضًا كايلا مولر.

2جون يسقط

عبر مجلته الرسمية دابق، أعلن تنظيم داعش مقتل سفاحه الأشهر، زعيم خلية البيتلز الجهادى جون، محمد إموازى، أبو محارب المهاجر، كما نشر صوره بعد مقتله، مؤكدًا بذلك الأنباء الأمريكية بشأن استهداف إموازى بطائرة بدون طيار، أودت بحياته على الفور 12نوفمبر2015.

3ديفيز فى اسطنبول

فى نفس شهر مقتل جون الجهادى، سقط عضو آخر من البيتلز، وهو إين ديفيز البالغ من العمر33 عامًا آنذاك، ولكن فى قبضة الأمن التركى هذه المرة، مع ثلاثة بريطانيين آخرين، أثناء تجهيزه لهجمات فى إسطنبول على غرار احتجاز الرهائن فى مسرح الباتكلان بفرنسا.

وفى 19 مايو 2017، صدر ضده حكم قضائى بالسجن 7سنوات ونصف السنة.

4كوتى والشيخ فى قبضة ترامب

فى مطلع يناير 2018، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» نجاحها فى إلقاء القبض على ضلعى خلية بيتلز داعش المتبقيين، وهما ألكساندا كوتى، والشافعى الشيخ واحتجازهما.

لكن مع الغزو العسكرى التركى لشمال شرق سوريا، والذى أطلقت عليه تركيا اسم عملية نبع السلام، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قرار بلاده بنقل البيتلز فورا إلى العراق، خوفا من هروبهما.

وتبدأ التكهنات والتسريبات الأمنية للمرة الأولى باحتمالية نقل كوتى والشافعى إلى معتقل جوانتانامو، الذى لم يستقبل سجناء جددًا منذ 19 عامًا، فيما أنه لا يخضع للقانون الدولى بالأساس.

5- مقصلة الإعدام الأمريكية تتفاوض

غير أنه فى مرحلة لاحقة، بدأ استنفار قضائى وحقوقى داخل بريطانيا بشأن، عضوى بيتلز الداعشيين، الذين تم سحب جنسيتهما البريطانية بالفعل عام 2015، وأصبحا عرضة لخطر تنفيذ عقوبة الإعدام ضدهما فى حال محاكمتهما قضائيًا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وثبوت تهم القتل والتعذيب ضدهما لأمريكيين، وهى العقوبة المحظورة داخل بريطانيا.

وذلك علمًا بأن ألكساندا كوتى هو بريطانى من أصول غينية، نشأ فى منطقة شيبوردز غرب لندن، وكان مشجعًا لنادى كوينز بارك رينجرز لكرة القدم.

أما الشافعى الشيخ فهو نجل للاجئ سودانى انتقل إلى بريطانيا عام 1990، وعرف بين أصدقائه باسم «شاف».

كما اعترف كلاهما بتوليهما عملية التواصل مع أهالى الرهائن الغربيين والتفاوض معهم للحصول على الفدية.

فيما يواجهان اتهامات أيضا بتعذيب هؤلاء الرهائن عن طريق صلبهم و صعقهم بالكهرباء وإيهامهم بالغرق حيث كانا يقوما بحراستهم، كما مارس كوتى أيضًا مهمة التجنيد لصالح التنظيم.

وطالب محامون عن الداعشيين من «المحكمة العليا» فى بريطانيا، إخضاعهما للمحاكمة على أراضى المملكة المتحدة وليس فى الولايات المتحدة.

كما تمكنت مها الغيزولى، أم الشافعى الشيخ، بالحصول على قرار من المحكمة العليا فى بريطانيا، بإلغاء قرار وزير الداخلية السابق، ساجد جاويد، بالسماح للأمن البريطانية بمنح الولايات المتحدة الأمريكية، التى تنفذ عقوبة الإعدام، بأدلة إدانة ضد ابنها، ما يتعارض مع قوانين المملكة المتحدة، كما أمرت المحكمة أجهزة الأمن البريطانية باسترجاع الأدلة.

وفى محاولة لنزع فتيل الأزمة القضائية البريطانية، تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية بعدم تطبيق عقوبة الإعدام ضد عضوى البيتلز، إذا تمت إدانتهما بقتل رهائن غربيين فى العراق وسوريا، وكذلك بعدم تنفيذ العقوبة فى حال صدورها.

غير أن الموقف البريطانى المعقد، والذى لم يظهر استجابة رسمية حتى الآن على العرض الأمريكى، يفتح فى هذه الحالة لتجدد التكهنات باضطرار الولايات المتحدة الأمريكية فى النهاية لإرسال بيتلز داعش، لمعتقل جوانتانامو، حيث لن تحتاج فى هذه الحالة للحصول على أدلة الإدانة البريطانية، أو عرض المتهمين الداعشيين للمحاكمة من الأساس.

وهو الحل الذى تحاول الإدارة الأمريكية وفقًا لتقارير سياسية عدة، تجنب اللجوء إليه لما له من وقع سيئ على حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها فى ملف مكافحة الإرهاب، وكذلك على أعدائها على حد سواء، ولما سيؤدى إليه ذلك من فتح ملف معتقل جوانتانامو مجددا، وقد تحول إلى «الثقب الأسود» فى ضمير العدالة الأمريكية، بسمعته السيئة.