محام بدرجة سفاح| قطع جسد طفلته بالمنشار ورمى أشلاءها في الشارع.. ونجله يكشف "جريمة الـ16 شهرا"

حوادث

بوابة الفجر


كلمات غير مفهومة يرددها طفل لم يتجاوز الـ10 سنوات من عمره، جالس يتسول بالشارع بحي السيدة زينب بمحافظة القاهرة، لتشاهده سيدة، معروفة بـ"الطيبة"، لمراعاتها أطفال الشوارع، فحاولت التحدث معه لتطمئنه، وترعاه، ولدى اطمئنانه لها، وشعوره بالارتياح في الحديث معها، أخبرها بأن والده يعمل محام، وقتل شقيقته، وقطع جثتها، ثم ألقى أشلائها في الشارع.

طفل متسول.. أبويا محامي وقتل اختي
رواية غريبة على سمع السيدة، لكنها صدقتها، بسبب ملابس الطفل وملامحه.. "شكله إبن ناس مش متربي في الشارع"، لتصطحب الطفل وتتوجه إلى قسم شرطة السيدة زينب، وتُخبر ضباط وحدة مباحث القسم بما سمعته من الطفل، ليتم استدعاء والده، لسماع أقواله حول ما قاله طفله.

الأب.. ابني كذاب وتعبان نفسيًا
وحضر الأب ورفقته الشقيق التوأم لـ"المتسول"، وبسؤاله نفي ما قاله نجله.. "ابني تعبان نفسيًا يا بيه وبيهرب كل شوية من البيت، وأدور عليه لغاية لما ألاقيه تاني"، ليصدق ضباط مباحث القسم كذبة المحام، ويسمحوا له باصطحاب نجله ومغادرة القسم.

المحام في جلسة كيف.. أنا قتلت ابنتي ورميت جثتها في الشارع.
ومرت أيام على الحكاية، ليجتمع المحام بعدد من أصدقائه في ' قعدة كيف' يتعاطوا المخدرات.. وبعد تعاطيهم المخدر، أخبر المحام أحد أصدقائه المحامين بـ"سر أخفاه عن الجميع 16 شهرًا".. "أقولك على حاجة مش هتصدقني.. أنا قتلت بنتي وقطعتها كمان ورميت جثتها في الشارع".

صاحب المحام يبلغ عنه
أحد أصدقاء قعدة الكيف، الذي يعمل محام أيضًا، لم تمر عليه الكلمات مرور الكرام، ليُبلغ وحدة مباحث قسم شرطة العمرانية، بما قاله صديقه، وبالإستعانة بالمصادر السرية، وإجراء تحريات المباحث، تأكد المقدم مصطفي كمال وكيل فرقة غرب الجيزة من صحة المعلومات الواردة.

القبض على المحام بقتل طفلته
وسرعان ما أعدت مأمورية من قسم شرطة العمرانية برئاسة الرائد أحمد عكاشة رئيس مباحث القسم ومعاونيه الرائد محمد نجيب والنقيب عبد الرحمن محمدين، وتمكنت من القبض على المحام، وبمواجهته أقر بارتكابه الجريمة أمام العميد طارق حمزة رئيس قطاع غرب الجيزة.. "عرفتوا إزاي ده سر مخبيه بقالي 16 شهر، ورميت الجثة في أماكن مختلفة ومعملتش محضر بغياب ابنتي علشان محدش يعرف.. حتى العربية بيعتها بعد الجريمة".

العثور على أشلاء آدمية من 16 شهرًا
اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، كان قد تلقى إخطارًا مفاده بورود بلاغا لرئيس مباحث قسم شرطة الطالبية يوم 26 أبريل عام 2019 بالعثور على جزء سُفليٍّ من جثمان أنثى ملقى بشارع عمر بن الخطاب، بدائرة القسم، وفي اليوم التالي عثر على 2 كيس بداخلهما أجزاء آدمية "ساعدين وذراعين وساقين وقدمين" أسفل الطريق الدائري الإقليمي بمركز منشاة القناطر تطابقت مع الأجزاء السابق العثور عليها، بمنطقة الطالبية.

فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة
وشكلت أجهزة الأمن بالجيزة تنسيقا مع قطاع الأمن العام برئاسة اللواء علاء سليم، فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة، لكن لم تتمكن تحريات الشرطة وقتئذٍ من التوصل إلى ملابسات الواقعة أو تحديد هوية المجني عليها.

حل لغز الجريمة والمتهم لم يحرر محضرًا بغياب طفلته
وفي يوم الثالث والعشرين من شهر أغسطس الجاري، نجحت أجهزة الأمن بالجيزة في تحديد هوية المجني عليها، حيث تبين أنها طالبة عمرها 14 سنة، وكانت تقيم صحبة والدها 40 سنة، محام، وإختفائها في وقت معاصر لوقت العثور على الأشلاء الآدمية، وعدم تحريره محضرًا بغيابها، كما تم التوصل إلى أن والدها هو مَن قتلها لخلافات بينهما حيث اعتاد التعدي عليها سبًّا وضربًا.

المحام لطفليه.. أختكم في مستشفى الأمراض العقلية
تحريات اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، توصلت إلى أن المجني عليها بعدما انفصل والداها -منذ سنوات- أقامت مع والدتها حتى تزوجت الأخيرة بآخر، فانتقلت للإقامة مع والدها وشقيقيها التوأم، ونشبت خلافات بينها وبين زوجة والدها، فأخذت المجني عليها مبلغًا نقديًّا كبيرًا من مسكن والدها سلمته إلى شقيقها في كيس وأوهمته أنه يحوي قمامة فألقاه، وقد كان قصدها من ذلك الانتقام من سوء معاملتها، ولدي علم والدها بذلك قتلها، ثم ادعى لشقيقيها إيداعَها بمستشفى الأمراض العقلية لإصابتها بآفة عقلية، ولكنَّ أحد التوأم لم يطمئن لهذا الادعاء ففرَّ هاربًا من والده، قبل أيام قليلة من إكتشاف الجريمة حتى لاقته سيدة اطمأن إليها وأبلغها بالواقعة، فأبلغا الشرطة التي أجرت تحرياتها وكشفت ملابسات الحادث.

المتهم.. قتلتها علشان رمت الفلوس في القمامة
وبمناقشة المتهم أقر خلال التحقيقات التي أجريت معه بإشراف اللواء سامح الحميلي نائب مدير مباحث الجيزة بارتكابها واقعة قتل ابنته على إثر خلاف بينهما لإلقائها مبلغًا كبيرًا في القمامة، واعترف بأنه قام بتقطيعها بـ"مُنشار ووزع جثتها إلى أجزاء وألقاها أسفل الدائري الإقليمي وطريق مصر الإسكندرية الصحراوي" ولم يكن يتوقع القبض عليه بعد مرور 16 شهرا، خاصة أنه لم يبلغ بغيابها، وتخلص من جثتها في أكثر من مكان، في محاولة لإخفاء جريمته، مضيفًا بسابقة زواجه من ربة منزل، وإنجابه المجني عليها، وطفلين آخرين، وانفصاله عن والدتهم وزواجه من أُخرى، لديها أطفال، وإقامة المجني عليها وشقيقيها صحبته، وأولاده من زوجته الثانية.

المحام قطع جثة طفلته بـ"منشار"
وعن يوم الجريمة، قال المحام أنه أثناء تواجدهم بالشقة قام بالتعدي على ابنته بالضرب بسكين فأحدث إصابتها بجروح بالرقبة والبطن التي أودت بحياتها وعقب ذلك قام بتقطيعها باستخدام مُنشار إلى أجزاء ثم نقلها باستخدام سيارته الملاكي وتخلص منهم بإلقائهم بمناطق العثور ومناطق أُخرى بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، وباع السيارة عقب ذلك، مشيرًا إلى أنه حاول التودد إلى ابنيه حتى لا يفضحا أمره، ولكن أحدهما فرَّ منه، وفُضح أمره.

شقيقي المجني عليها.. خوفنا نتكلم فـ نضرب 
وبمناقشة شقيقي المجني عليها  أيدا مشاهدتهما لوالدهما حال قيامه بالتعدي على شقيقتهما بالسكين، وقررا قيامه بحجزهما بإحدى الغرف وعقب ذلك اكتشفا عدم تواجد شقيقتهما، وأضافا بعدم إبلاغهما عن الواقعة خشية تعدي والدهما عليهما بالضرب كما أرشد المتهم عن أماكن تخلصه من أجزاء الجثة وتعذر العثور على الرأس والجذع، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة بإخطار اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة.

حبس المحام وإيداع طفليه في دار رعاية
وبالعرض على النيابة العامة، حاكى المتهم كيفية ارتكابه الجريمة خلال معاينة تصويرية أجراها فريق من النيابة العامة بمسرح الحادث، وتطابقت أقوال الابن الأخير للمتهم مع أقوال شقيقه بشأن الواقعة، وأمرت النيابة بحبس المتهم أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وإيداع ابنيه إحدى دور الرعاية الاجتماعية، وضبط وإحضار زوجته.