كيف يخرج السراج من مأزق تظاهرات طرابلس؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تدخل الاحتجاجات الليبية يومها الخامس، وتتصاعد وتيرة الغضب الليبي ضد فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، المنهية ولايتها، الذى يواجه أزمة كبرى، تتمثل في التظاهرات التي تشهدها العاصمة طرابلس، ومدن الغرب الليبي التي تسيطر عليها حكومة الوفاق وميليشياتها، والتي ازدادت أعداد الليبيين المشاركين فيها، ولا تزال، حتى بلغ الأمر إلى محاصرتهم مقر حكومة الوفاق، ومنزل رئيسها فايز السراج. 

فالمحتجون الليبيون لا يزالون مصرين على مطالبهم برحيل فايز السراج، وحكومة الوفاق، وميليشياتها، فضلا عن المسلحين المرتزقة، الذين دفعت بهم تركيا إلى ليبيا للاقتتال، ومعاونة السراج وميليشياته في مواجهة الجيش الوطني الليبي، فكان آخرهم فيصل بلو، القيادي الخطير بتنظيم "داعش" الإرهابي، الذى وصل إلى الأراضي الليبية قادما من تركيا. 

رحيل السراج وحكومته 
ولكى يخرج فايز السراج من مأزق التظاهرات التي تشهدها طرابلس ومدن الغرب الليبي، بات عليه الانصياع للإرادة الشعبية المطالبة برحيله وأعوانه، والتنحي عن المشهد السياسي الليبي برمته، إذ إن المحتجين الليبيين، يؤكدون أن حكومة الوفاق لم يعد أمامها خيار سوى الرحيل، نزولا على رغبة الليبيين، واحتراما لمطالب الشعب الذى يلفظهم، ويأبى إلا أن يخرجهم بعيدا عن المشهد السياسي. 

هل يحاكم الليبيون فايز السراج وميليشياته؟ 
وفى حين لم يبدِ الليبيون، حتى الآن، نيتهم فى المطالبة بمحاكمة فايز السراج، وحكومته المنتهية ولايتها، وميليشياته، إلا أن هناك من يرى أن سقف المطالب الليبية ربما يرتفع خلال الأيام المقبلة، ردا على ما اقترفته حكومة الوفاق من أخطاء بحق الشعب الليبي، مما أدى إلى تدهور الظروف المعيشية، وانتشار الفساد في البلاد، فضلا عن ضلوعها فى إيقاع ليبيا فى بحر من النزاعات المسلحة التي تدور على أرضها منذ سنوات عدة. 

كما يرى البعض أن الأيام المقبلة ربما تكشف عن مطالب جديدة للمحتجين الليبيين، بمحاكمة السراج وحكومته، بعد تجنيبهم العمل السياسي، وذلك بعد محاولاته المستميتة، والوقوف ضد إرادة الليبيين، دون تراجع عن موقفهم غير المشروع، وإن كلفهم ذلك إطلاق النار على المواطنين، وإزهاق أرواحهم، وهو ما تجلى بوضوح فى اعتداء ميليشيات السراج والموالين لحكومة الوفاق، على المتظاهرين، سعيا نحو إخراجهم من ساحة الشهداء، وسط طرابلس، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام ليبية. 

انتفاضة شعبية ضد السراج وميليشياته 
وبدأت انتفاضة الليبيين ضد السراج وميليشياته، يوم الأحد الماضي، حين خرج جمع كبير من الليبيين، أغلبهم من جيل الشباب، في تظاهرات بمدينة طرابلس، وعدد من مدن ومناطق الغرب الليبي، التي تسيطر عليها حكومة الوفاق المنتهية ولايتها. 

وردد المشاركون في المظاهرات عددا الهتافات المنددة بالفساد، وأخرى مطالبة برحيل فايز السراج وحكومته، كما أبدى المتظاهرون غضبهم من تدنى مستوى المعيشة، وتدهور الظروف الاقتصادية نتيجة النزاع المسلح، فضلا عن تدهور الظروف المعيشية، وغياب أبسط حقوقهم في المياه والكهرباء التي تنقطع باستمرار، فضلا عن طوابير السيارات التي تقف أمام محطات الوقود في انتظار دورها. 

وكان من بين أبرز مطالب المتظاهرين الليبيين المنتفضين ضد السراج وحكومته إخراج ميليشيات المرتزقة المسلحين من البلاد، وعدم تعريض حياة المواطنين الليبيين للخطر على يد هؤلاء المرتزقة التي تدفع بهم تركيا إلى ليبيا، من أجل استمرار الاقتتال والنزاعات المسلحة، التي لا تصب في نهاية الأمر إلا في مصلحة الغازي التركي. 

حصار ليبي على منزل السراج 
وفى تطور واضح للأحداث، حاصر متظاهرون ليبيون، منزل فايز السراج بمنطقة النوفليين، في مدينة
طرابلس. 

وأمام تلك الأعداد الغاضبة من الشعب الليبي، قامت عناصر الأمن الموالية للسراج بتفريقالتظاهرات التي حاصرت منزله، واعتقلت عددا من المتظاهرين الليبيين.