241 مليار جنيه للتعليم و258 للصحة.. استراتيجية بناء الإنسان المصري مستمرة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تولى الدولة المصرية اهتماما بالغا لاستراتيجية بناء الإنسان المصرى، التى نادى بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى لم يزل يوجه بالاستثمار فى العنصر البشرى، ووضعه على رأس أولويات الدولة وخطط التنمية، وهو ما اتخذته الحكومة بعين الاعتبار، فمثلت خطوات بناء الإنسان أحد أهم المحاور الرئيسية لبرنامج عملها 2018 - 2022.

تكليف رئاسى بتطوير منظومة التعليم الجامعى

ففيما يتعلق بتطوير منظومة التعليم الجامعى، قال وزير المالية، اليوم السبت، إن هناك تكليفًا رئاسيًا من القيادة السياسية بدعم مشروعات تطوير منظومة التعليم الجامعى؛ لتعظيم الاستفادة العلمية والأكاديمية من الجامعات، من خلال تعزيز الشراكة مع كبرى الجامعات العالمية، والتوظيف الأمثل لأحدث الوسائل التكنولوجية فى نظم التعليم والتقويم، على النحو الذى يلبى احتياجات سوق العمل المحلية والدولية بجيل من الخريجين المؤهلين فى التخصصات الحديثة المطلوبة فى ظل جهود الدولة الرامية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بشتى القطاعات، بما يسهم فى الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين والخدمات المقدمة إليهم.

وأكد الوزير أن الاهتمام بتطوير منظومة التعليم الجامعى وفقًا لأفضل الخبرات الدولية، يعكس حرص الحكومة على استكمال مسيرة بناء الإنسان المصرى، التى أرسى دعائمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى إطار السعى الجاد لتعظيم قدرات الدولة، لافتًا إلى أن موازنة العام المالى الحالى تضـع ضمن مستهدفاتها الرئيسية النهوض بمنظومة التعليم الجامعى جنبًا إلى جنب مع تطوير منظومة التعليم قبل الجامعى، فالعلم السبيل الأمثل لتقدم أى مجتمع.

وأضاف أنه تم تخصيص 3.8 مليار جنيه بموازنة العام المالى الحالى لإنشاء وتطوير الجامعات التكنولوجية والأهلية بخبرات دولية، مع مراعاة تلبية التخصصات المطلوبة بالأنشطة الصناعية فى محيطها الجغرافى، خصوصا فى ظل التوجه العالمى نحو تعظيم الاستفادة من النظم التكنولوجية فى شتى مناحى الحياة، والتحول إلى الاقتصاد الرقمى، وخطة الدولة للانتقال التدريجى إلى "مصر الرقمية" التى تعد ضمانة جديدة لتعزيز الحوكمة والشفافية وحسن إدارة موارد الدولة، ودقة البيانات والإجراءات، وترسيخ تكافؤ الفرص بين المواطنين، وتيسير حصولهم على الخدمات العامة بقيمتها الفعلية.

وأشار إلى أن موازنة العام المالى الحالى تعكس توجهات الحكومة وتدعم خططها التنموية فى مختلف المجالات، بما فى ذلك قطاع التعليم الجامعى، لما له من تأثير مباشر فى تطوير القدرات البشرية لمصر، والمنافسة فى سوق العمل الدولى والإقليمى، موضحًا أنه تم تخصيص 280.7 مليار جـنيه للاسـتثمارات الحكومـية، وزيــادة الجانب الممول مــن الخزانة العامة بنســبة 26.4? عــن العام المالى الماضى.

وقال الوزير إنه تم تخصيص 122 مليار جنيه بموازنة العام المالى الحالى لقطاع التعليم العالى، و60.4 مليار جنيه للبحث العلمى، بما يُسهم فى استكمال المشروع القومى لتطوير منظومة التعليم والبحث العلمى، عـلى النحو الذى يخـلق جـيلًا مـن المبدعين والمبتكرين، مشيرًا إلى أنه تم تخصيص 1.5 مليار جنيه لحافز الجودة بالجامعات والمراكز والمعاهد والهيئات البحثية فى إطار الجهود المبذولة لتحسين دخول أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم.

موزانة العام المالى الحالى تستهدف استكمال مسيرة بناء الإنسان المصرى

وكان الدكتور محمد معيط، وزير المالية، قد قال مطلع الشهر الحالي، إن موازنة العام المالي الحالي، 2020 - 2021، تضع ضمن مستهدفاتها الرئيسية استكمال مسيرة بناء الإنسان المصرى، صحيًا وتعليميًا واجتماعيًا، على النحو الذى يتسق مع توجيهات القيادة السياسية بتعزيز التنمية البشرية، جنبًا إلى جنب مع الجهود التي تبذلها الدولة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف وزير المالية أن الصحة والتعليم والبحث العلمي ودعم شبكة الحماية الاجتماعية، تحتل أولوية متقدمة خلال العام المالي الحالى، بما يُسهم في توفير رعاية صحية جيدة للمواطنين، خصوصا في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، ويساعد في استكمال تطوير منظومة التعليم الجامعى، وقبل الجامعى، والبحث العلمى، إضافة إلى تخفيف العبء عن محدودى الدخل، بحيث يصل الدعم إلى مستحقيه، ويشعر جميع المواطنين بثمار التنمية، والإصلاحات الاقتصادية التى تسعى الدولة للحفاظ على مكتسباتها من خلال التعامل الإيجابى والسريع والمتوازن مع تداعيات الجائحة.

زيادة استثمارات الصحة

وأوضح معيط أن مخصصات قطاع الصحة فى موازنة العام المالى الحالى بلغت 258.5 مليار جنيه، مع زيادة الاستثمارات بمبلغ 7 مليارات جـنيه لـدعـم هـذا الـقطاع الـحيوى، ودعم الـعديد من المبادرات الـصحية بــمبلغ 16.3 مليار جنيه، وتخصيص 11 مليار جنيه للأدوية، و1.75 مليار جنيه لدعـم ا?لـبان الأطـفال، و7 مليارات جـنيه لبرنامج العلاج على نفقة الدولة، و1.1 مليار لسداد اشـتراكـات غـير القادرين في نظام التا?مين الصحي الشامل، و800 مليون جنيه لدعم التا?مين الصحى للطلاب، والمرأة المعيلة، والأطفال دون السن المدرسى، والفلاحين، بما يُسهم فى تحسين خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمواطـنين، مشددًا على تقديم كل الدعم للقطاع الصحى بتوفير ا?ى اعـتمادات مالية ا?ضافية خلال التنفيذ الفعلى لموازنة هذا العام.

برامج الدعم السلعى

وأضاف أن الموازنة الحالية راعت البعد الاجتماعي، بما يتسق مع توجيهات القيادة السياسية بتعزيز شبكة الحماية الاجتماعية، وقد بلغت مـخصصات بـرامـج الـدعـم السـلعي 115.1 مـليار جـنيه مـنها: 84.5 مـليار جـنيه لدعــم السلع الـتموينية، إضافة إلى دعم نقل الركاب بـ3.4 مليار جنيه، علاوة على 6.4 مليار جـنيه منحًا ودعمًا لقطاعات التنمية، بما فيها بـرنامـــج الإسكان الاجتماعى، وتنمية الصعيد، وتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل.

وأشار معيط إلى أن الحكومة حريصة على التوسع فى المبادرات الداعمة للمواطنين، خصوصا محدودى الدخل فى شتى المجالات، إذ تمضى فى تنفيذ المبادرات الرئاسية الرامية لدعم المنظومة الصحية، وتطوير أداء الخدمة، وتوفير الرعاية الطبية اللائقة للمصريين جنبًا إلى جنب مع مواجهة فيروس كورونا، ومنها: مبادرة "100 مليون صحة"، كما تواصل الحكومة جهودها فى القضاء على العشوائيات وإيجاد مسكن ملائم بمدن حضارية لكل من سكان المناطق غير الآمنة والخطرة، لافتًا إلى المبادرة الرئاسية لدعم المستهلك المصرى التى تستهدف تخفيف الأعباء عن المواطنين بتوفير السلع المعمرة وغير المعمرة بخصومات تصل إلى 20%، وخصم إضافى 10% لحاملى البطاقات التموينية، تتحمله الخزانة العامة للدولة بإجمالى 12.25 مليار جنيه.

الثقافة واستراتيجية بناء الإنسان المصرى

فى السياق ذاته، استعرض الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اليوم السبت، تقريرا من الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، حول جهود الوزارة التى تمت بالتعاون مع عدد من الوزارات والجهات المعنية، فى إطار تنفيذ تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بضرورة إعداد خطة متكاملة لنشر الأفكار الصحيحة، ومواجهة الآثار السلبية المترتبة على انتشار الفكر المتطرف، وذلك من خلال إقامة العديد من الأنشطة والفعاليات المشتركة.

وأشار رئيس الوزراء إلى اهتمام الحكومة بالثقافة، ودعمها لأنشطتها المختلفة، والذى يأتى ضمن استراتيجية الحكومة لبناء الإنسان المصرى، مؤكدا أن وزارات التعليم والثقافة والرياضة، هى الوزارات المنوط بها تنفيذ هذه الاستراتيجية، وهناك جهود واسعة فى هذه القطاعات.

وفى مستهل التقرير، أشارت وزيرة الثقافة إلى عدد من الأنشطة والفعاليات التى تم تنفيذها بالتنسيق والتعاون مع عدد من الوزارات.

نشر الوعى وتصحيح المفاهيم المغلوطة

ففيما يتعلق بوزارة الأوقاف، تم عقد مجموعة من الاجتماعات التحضيرية، أسفرت عن إصدار سلسلة "رؤية"، التى تهدف لنشر الوعى وتصحيح المفاهيم المغلوطة، فى ضوء الكتاب والسنة، وإجماع العلماء، بعيدا عن الغلو والتطرف، وتم تدشين هذه السلسلة خلال معرض القاهرة الدولى للكتاب.

وأضافت الوزيرة أن السلسلة تضمنت إصدار 20 عنوانا منها، فقه الدولة وفقه الجماعة، والحوار الثقافى بين الشرق والغرب، وحماية دور العبادة، ونعمة الماء "نحو استخدام رشيد للمياه"، وضلالات الإرهابيين وتفنيدها، وبناء الشخصية الوطنية، ومفاهيم يجب أن تصحح فى السيرة النبوية، والكليات الست، ومخاطر الإلحاد، وبناء الوعى، وفى رحاب فن المقال، والإسلام يتحدث عن نفسه، وفقه بناء الدول، والأدب مع سيدنا رسول الله، وقواعد الفقه الكلية، ومفاهيم يجب أن تصحح فى مواجهة التطرف، وهويتنا الواقية فى زمن العولمة، وفقه النوازل "فيروس كورونا نموذجا"، والكمال والجمال فى القرآن الكريم، مشيرة إلى أنه جار حاليا العمل على ترجمة بعض هذه الاصدارات إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، كما أنه تم إتاحة جميع إصدارات السلسلة "On line"، وذلك ضمن مبادرة وزارة الثقافة "خليك فى البيت"، هذا إلى جانب العمل على طباعة 20 ألف نسخة من السلسلة كاملة لتوزيعها على عدد من الجهات، وذلك كتبرع من وزارة الاوقاف، بهدف تعظيم الاستفادة من محتوى هذه السلسلة.

مسارح متنقلة

وإنطلاقا من سعى وزارة الثقافة لتحقيق وتأكيد مبدأ العدالة الثقافية، وحرصا على الوصول بالمنتج الثقافى لجميع ربوع وقرى الوطن بغرض اكتشاف وتنمية الموهوبين والنابغين والمبدعين، وخصوصا فى مجال المسرح، باعتباره أحد أهم ركائز العمل الثقافى والفنى نظرا لاحتوائه على مجالات متعددة للإبداع، أشارت وزيرة الثقافة إلى الجهود التى تمت بالتعاون مع وزارتى التخطيط والتنمية الاقتصادية، والإنتاج الحربى، لشراء وتوريد عدد من المسارح المتنقلة، للاستفادة منها فى تنفيذ رؤية الوزارة بهذا الإطار، مضيفة أنه جار تدريب العاملين على عملية تشغيل تلك المسارح، المقرر استلامها قريبا.

بنك المعرفة المصرى

وتناولت وزيرة الثقافة جهود التعاون والتنسيق التى تمت مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، مشيرة إلى أنه تم عقد لقاء مع الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، على هامش ندوة بنك المعرفة المصرى "بين الإنجازات والتطلعات"، والتى نظمها المجلس الأعلى للثقافة، وتم الإشارة خلالها إلى ما شاركت به وزارة الثقافة من محتوى ثقافى وفكرى وفنى وإبداعى ضمن مشروع بنك المعرفة، وإتاحة هذا المحتوى بالمجان للمواطن داخل مصر، وهو ما يبرز جهود الدولة فى التحول الرقمى وإتاحة الخدمات المعرفية لجميع المصريين، من خلال إحدى المنصات التى تعد من أكبر قواعد البيانات التعليمية الرقمية المجانية على مستوى العالم، وذلك بهدف تطوير الوعى الجمعى للمجتمع.

بث المواد الإبداعية عبر قنوات التليفزيون الوطنى

ولفتت وزيرة الثقافة إلى التعاون القائم بين وزارتى الثقافة، والدولة للإعلام، لدعم استراتيجية الدولة الخاصة بنشر التنوير وتنمية الوعى وبناء الإنسان المصرى، مشيرة إلى الاتفاق الذى تم مع وزارة الدولة للإعلام، والذى تضمن تخصيص عدد ساعات يومية لبث المواد الإبداعية التى تنتجها وزارة الثقافة بمختلف قطاعاتها، والتى تشمل حفلات موسيقية وغنائية، وأوبرات وباليهات عالمية، واحتفالات بمناسبات قومية ودينية، وصالونات ثقافية، وأمسيات شعرية، ومعارض فنية، ومتاحف، وأفلام تسجيلية، وغيرها من المواد الإبداعية التى تعبر عن الحراك الفكرى فى المجتمع من خلال شبكة قنوات التليفزيون الوطنى.

وأشارت إلى ما تم من دراسة لتوقيع بروتوكول تعاون بين الوزارتين لتصوير الأعمال الإبداعية التى تنتجها وزارة الثقافة وتعرض فى مختلف مواقعها بالقاهرة والمحافظات، وتقديمها عبر شاشة التليفزيون الرسمى للدولة، بما يجسد التوجهات العامة للدولة الهادفة إلى الحفاظ على منظومة القيم والأخلاق والارتقاء بالذوق العام، وذلك من خلال نشر الوعى بين جموع المواطنين، عن طريق نشر المحتوى الذى يتميز بالتنوع والتعدد الثقافى والفكرى.