الكنيسة القبطية تحيي تذكار عيد التجلي المجيد على جبل طابور

أقباط وكنائس

أيقونة عيد التجلي
أيقونة عيد التجلي


تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأربعاء، تذكار عيد التجلي المجيد.

قصة عيد التجلي
وعيد التجلي هو أحد أعيادها السيدية في أعياد الكنيسة، لأن فيه أظهر رب المجد يسوع المسيح مجد لاهوته، وأزاح الستار عن حقيقة لاهوته، وأبان من هو وان كان محتجبًا في إنسانيته مستترًا في الجسد إنما من هو في حقيقته؟ هو الكلمة مقيم السماء الذي نزل من السماء. (يو 6: 51).

وبحسب الكتاب المقدس أنه كثيرًا ما يصف نفسه بأنه أبن الإنسان ذلك لأنه من حيث الجسد هو ابن مريم ولأنه أخذ طبيعة الإنسان، [ الكلمة اتخذ جسدًا وحل بيننا ] (يو 1: 14).

ويقول النص القبطي حل فينا لأنه حل في طبيعتنا وأخذ الجسد المطابع لجسدنا من طبيعة جسدنا أخذه من مريم العذراء وأتحد به في أقنوم واحد في طبيعة واحدة اتحاد بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.

المسيح إذًا وإن كان قد ظهر إنسانًا وقد لبس صورة البشر وأخلى نفسه من صورة المجد ولبس صورة العبد. ظهر في الهيئة كإنسان، لكنه في حقيقته ليس مجرد إنسان. هو الله وقد ظهر في الجسد.

بالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الأمم أومن به في العالم رفع في المجد (1تي 3: 16).

الله لم يراه أحد قط ولن يقدر آن يراه (الأبن الوحيد الذي هو في حضن الأب هو خبر) (يو 18: 1)

ولكنه لكي يجعل نفسه مرئيًا من الناس اتخذ جسدًا أستتر فيه أحتجب في هذا الجسد وهو الذي أروع وأبرع جمالًا من بنى البشر وأخفى لاهوته عن الناس وعن الشيطان حتى يتمم عمل الفداء لانهم لو عرفوا المسيح على حقيقته لما صلبوه (1كو 2: 8)، ويتعطل خلاص الإنسان من أجل هذا استتر واحتجب في إنسانية كاملة حتى يجعل نفسه مرئيًا من البشر.

من هو المسيح؟
اذًا من هو المسيح على حقيقته؟ هل هو ابن الإنسان؟ ابن مريم؟ نعم هو ابن مريم بحسب الجسد ولكنه قبل آن يولد من مريم هو اله وخالق القديسة مريم (أنا هو الكائن الذي كان الدائم إلى الأبد. الألف والياء. البداية والنهاية. الأول والأخر. والحي وكنت ميتًا وها أنا حي إلى أبد الآبدين). (رؤ 1: 8، 11، 18)، وقبل مغادرته هذا العالم. 

وقبل أن يدخل الى مجده بالصعود المجيد بعد صلبه وقيامته أراد آن يكشف حقيقة لاهوته. صعد إلى جبل طابور وأخذ من تلاميذه ثلاثة وهم بطرس ويعقوب ويوحنا كنواب عن التلاميذ ولم يأخذ التلاميذ كلهم حفاظًا على كتمان هذا السر العظيم حتى يقوم من بين الأموات، والذي سوف يعلن عنه هؤلاء الثلاثة بعد القيامة.

ولما صعد الى جبل عال وهو جبل طابور (تغيرت هيئته قدامهم) (مر 9: 2)، ماذا يعنى هذا التغير فى الهيئة؟، إن المجد الذي أعلن بتجليه ليس بالأمر الجديد عليه ولا بهبة خارجية قدمت له، انما هو مجرد إعلان لمجد خفي فيه ظهر في هذه اللحظات قدامهم.

وأن هذا التغيير امر لا يخص طبيعة السيد المسيح وإنما يخص أعين التلاميذ التي انفتحت لتعاين ما تستطيع معاينته.

وصارت ثيابه تلمع بيضاء جدًا كالثلج لا يقدر قصار على الأرض أن يبيض مثل ذلك (مر3: 9).

وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم أن لا يحدثوا أحد بما ابصروا ألا متى قام ابن الإنسان من الأموات إن التلاميذ بعدما رجعوا التزموا بوصة الرب ولم يكلموا أحد عن ما رأوه، وشبعت نفوسهم منه ولكن بعد قيامة الرب من الأموات، أخبروا العالم أجمع بتجلي الرب عند جبل طابور.