البابا فرنسيس يصلّي من أجل الأوضاع في لبنان وبيلاروسيا

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


قال قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، إنه لا زال يٌصلي من أجل لبنان ومن أجل الأوضاع المأساوية الأخرى في العالم التي تسبب الألم للناس، كما أنه يتوجّه فكره أيضًا إلى بيلاروسيا العزيزة، مؤكدًا أنه يتابع باهتمام الوضع بعد الانتخابات في هذا البلد؛ داعيًا إلى الحوار ونبذ العنف واحترام العدالة والقانون؛ ويوكل جميع شعب بيلاروسيا إلى حماية العذراء مريم، ملكة السلام.

جاء ذلك خلال كلمته التي القاها أثناء ترؤسه صلاة القداس الإلهي، صباح اليوم الأحد، في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.

وأكد " فرنسيس" أن هذه الأيام هي أيام إجازة: لتكن وقتًا لإراحة الجسد، وإنما لإراحة الروح أيضًا من خلال وقفات مخصصة للصلاة والصمت والاسترخاء بالتواصل مع جمال الطبيعة، عطيّة الله، مضيفًا أنه لا يجب لهذا الأمر أن ينسينا المشاكل التي يسببها فيروس الكورونا: العديد من العائلات التي ليس لديها عمل، أو التي فقدته وليس لديها طعام، لتكن عطلتنا الصيفية مصحوبة أيضًا بأعمال المحبة والقرب من هذه العائلات.

ووصف قداسته إنجيل قداس اليوم، بأن اللقاء بين يسوع والمرأة الكنعانيّة، فكان يسوع في شمال الجليل في أرض غريبة ليكون مع تلاميذه بعيدًا عن الجموع الكثيرة التي كانت تبحث عنه. وإذا امرأة تقترب منه متوسّلة المساعدة من أجل ابنتها المريضة: "رُحماكَ، يا رَبّ!"، لافتًا الى إنها الصرخة التي تولد من حياة مطبوعة بالمعاناة، وبالإحساس بالعجز لأم ترى ابنتها تتعذب بسبب الشر.

واستطرد: لقد تجاهلها يسوع في البداية، لكن هذه الأم بقيت تُصر، حتى عندما أخبر المعلّم تلاميذه أن رسالته موجهة فقط إلى "الخِرافِ الضّالَّةِ مِن آلِ إِسرائيل"؛ ولكنّها بقيت تتوسّله، وعندها ولكي يمتحنها استعان بأحد الأمثال قائلًا: "لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنينَ فَيُلقى إِلى صِغارِ الكِلاب" فأجابت المرأة على الفور: "نَعم، يا رَبّ! فَصِغارُ الكِلابِ نَفسُها تَأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الَّذي يَتَساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها".

وأضاف بابا الفاتيكان أن هذه الكلمات، تُظهر الأم أنها قد أدركت أن صلاح الله العلي، الحاضر في يسوع، منفتح على جميع احتياجات مخلوقاته. هذه الحكمة المفعمة بالثقة قد أثّرت في قلب يسوع وسرقت منه كلمات الإعجاب: "ما أَعظمَ إيمانَكِ، أَيَّتُها المَرأَة! فَليَكُن لَكِ ما تُريدين".

وتساءل: ما هو الإيمان العظيم؟، الإيمان العظيم هو الذي يحمل تاريخ الشخص الخاص، المطبوع أيضًا بالجراح، عند أقدام الرب طالبًا منه أن يشفيها وأن يعطيها معنى. لكل منا قصّته وهي ليست على الدوام قصّة خالية من الشوائب... غالبًا ما تكون قصّة صعبة مُشبعة بالآلام والمشاكل والخطايا، متسائلًا: فماذا أفعل بقصّتي؟ هل يجب عليّ أن أخفيها؟!؛ لا علينا أن نحملها للرب قائلين: "يا ربي إن شئت فأنت قادر أن تُبرأني!".

وتابع أن هذا ما تعلّمنا إياه هذه المرأة وهذه الأم الصالحة: الشجاعة بأن نحمل قصّة الآلام خاصتنا إلى الله وإلى يسوع وأن نلمس حنان الله وحنان يسوع، كما اننا لنختبر نحن أيضًا هذه القصّة وهذه الصلاة وليفكّر كلٌّ منا في قصّته. في كلِّ قصة تحدث على الدوام أمور سيئة، ولكن لنذهب إلى يسوع ولنقرع على باب قلبه قائلين: "يا ربي إن شئت فأنت قادر أن تُبرأني!" وسنتمكّن من فعل ذلك فقط إن وضعنا على الدوام وجه يسوع نصب أعيننا وإن فهمنا كيف هو قلب يسوع: قلب يتحلّى بالشفقة، قلب يأخذ على عاتقه آلامنا وخطايانا وأخطائنا وفشلنا؛ ولكنّه أيضًا قلب يحبّنا بما نحن عليه.