العلاقة بين الصحافة ومشاهير المجتمع والفن.. قُبلة وقلم «2»

منوعات

بوابة الفجر


 شهيرة النجار

تحدثت العدد الأخير عن العلاقة بين الصحافة والمجتمع، وكيف أنها مثل علاقة القط والفأر والقُبلة والكأس تارة أخرى، فتارة يقترب أهل المجتمع من أقلام صاحبة الجلالة بغية تلميع أنفسهم، بل يتذللون ولو وصل الأمر للدفع بإعلانات مدفوعة الأجر المهم يظهرون أنهم وجوه اجتماعية تظهر فى المناسبات والحفلات وعلى طاولات المفاوضات الاجتماعية، ربما تكون النوايا تلميع اجتماعى أو كيد نسائى أو الترتيب لمنصب ما أو الرد على شائعة بطريقة الظهور وسط كوكبة معروفة أو البحث عن عمل أو زيادة أسهمهم فى السوق، وهذا الأمر ينطبق على أهل الفن وأهل الوجوه الاجتماعية، وما أن يصلوا لما يريدونه حتى تبدأ نبرة التعالى والغطرسة على أصحاب صاحبة الجلالة وينسون ويتناسون أنهم كانوا من يهرولون إليهم، وبعد أن يصلوا لما يريدونه وأصبحوا أسماء معروفة كل فى مكانه يظهر الوجه الآخر، ولا ننكر أن بظهور السوشيال ميديا آخر 12 عاماً وتطور ظهور خواص النشر والطبع والتويتر وانستجرام ويوتيوب والتيك توك وقبلهم جميعاً الفيس بوك جعل وجوهاً كثيرة تظهر وتلمع نفسها، بل إن شخصيات كثيرة أفرزها هذا العالم الافتراضى ومنهم من أصبحوا نجوماً من خلال قنوات اليوتيوب التى أتابعها وأجد كثيرين ينشئونها وكثير من معلومات مغلوطة بل خاطئة وتتعمق فى حياة البعض وتخوض فى الأعراض وبالاسم، ناهيك عن قنوات الطبخ والبث المباشر عبر الفيس بوك ونشر صور الحفلات والمناسبات، كل هذا أدى لتراجع الصحافة المجتمعية وإعادة ترتيب أوراقها، فبعد أن كان يحمل العدد صورة وخبراً لمناسبة أو زفاف فى صحيفة يومية أو أسبوعية أصبح ذلك الخبر قديماً لمجرد مرور ساعات على نشره فى السوشيال ميديا، وبعد أن كان أهل الفن يرسلون أخبارهم عبر البريد الإلكترونى ويستحضرون طاقم عمل لذلك أصبحت أخبارهم عبر صفحاتهم الخاصة بالسوشيال ميديا بل مصحوبة بفيديوهات حية، ليتطور الأمر مما جعل الصحافة الورقية التى كانت تعتمد على صورة أو مناسبة أو مادة حيوية تطوير نفسها وإيجاد الأحدث أو ما هو خلف الكواليس ليكون مادة للنشر طازجة وغير متوقعة، وعندما يحدث هذا ربما يقع كاتب الخبر فى مأزق أنه قرر أن يخرج حشايا الشيء المخفى خلف صورة، أو بين ثنايا سطور منشورة ربما لا يود أصحابها أن يعرفها الجميع، فقط يريدون تصدير شكل وبرواز معين، وعندما يحدث ذلك تجد الحروب والأقنعة التى تسقط من وجوه هؤلاء لتظهر وجوها غير الناعمة الودودة المصدرة للمشهد العام، وإن دل هذا على شيء فهو يدل على قوة الصحافة وأنها مازالت وستزال هكذا، فهى الذاكرة الصحيحة وليس ما يسطره البعض عن نفسه عبر العالم الافتراضى أو يصدره للجميع أنه قديس أو منظّر أو فاهم فى كل حاجة أو واصل لدرجة الوصول العظمى..

وللحديث بقية عن العلاقة بين الصحافة والمجتمع قُبلة وقلم.