أثري يكشف حقيقة عروس النيل ويطالب بإحياء الاحتفال مرة أخرى

أخبار مصر

بوابة الفجر


احتلفت مصر في مثل هذا الوقت من كل عام بأعياد وفاء النيل وهو الاحتفال الذي استمر عبر العصر من مصر القديمة مرورًا بمصر الإسلامية وحتى وقت قريب، وارتبطت أسطورة بهذا الاحتفال وهي أسطورة عروس النيل، فما هي حقيقتها؟ 

حقيقة عروس النيل 

قال مجدي شاكر كبير أثريين، إن عروس النيل تدور حولها روايات منها رواية المؤرخ بلوتارك اليوناني والمؤرخ الإسلامي بن الحكم حيث ذكروا أنهم كانوا يختارون فتاة جميلة ويتم تزينها ويلقونها في النيل وأن هناك ملك عادل يحبه شعبه وعندما لم يجدوا فتاة مناسبة طلب منه أن يضحى بأبنته الوحيدة وحزن عليها ولكن خادمتها كانت قد استبدلتها بعروس خشبية وعندما أخبرت والدها فرح وقرر عمل ذلك، ولكننا نعلم أن قدماء المصريين كانوا يقدرون الإنسان ولم يعرف عنهم تقديم أضحية بشرية لألهتهم. 

روايات مشكوك فيها

وتلك الرواية مشكوك في صحتها لأسباب أولها مثلًا أن هيرودوت أشهر مؤرخ كتب عن مصر لم يذكرها أبدًا كم أن هذه الروايات نسجت بعد غروب شمس الحضارة المصرية القديمة، كما أن المصري القديم سجل كل مظاهر حياته اليومية على جدران مقابره ومعابده لم يذكر أو يسجل هذه الأسطورة إضافة إلى أن مصر كانت قبل الفتح الإسلامي كانت تدين بالمسيحية التي لا تُقر ذلك الفعل والتضحية البشرية كل ما ذكره المؤرخين أنه كان يلقى احد أصابع الشهداء في تابوت خشبي ويسمى عندهم عيد الشهيد والرواية التي ذكرها المؤرخ ابن عبد الحكم بعد دخول الإسلام مصر بمائتي عام ولم يذكره أي مؤرخ عربي قبله ولا بعده. 

سمكة الأطم 

وهناك باحث فرنسي اسمه بول لانجيه ظل يبحث عن أي أصل لفكرة عروس النيل، وتوصل إلى أن قدماء المصريين كانوا يلقون سمكة من نوع الأطم وهو نوع قريب الشبه بالإنسان ويسمى بإنسان البحر لأن أنثاه تتميز بشعر كثيف ووجهها أقرب لكلب البحر فكان المصريون يزينون السمكة بألوان زاهيه ويزفونها للنيل. 

ورغم ذلك ظلت أسطورة إلقاء فتاة حية للنيل في عيده مستمرة، وتناولها الشعراء والأدباء والفنانين وتناولتها السينما في الأفلام مثل فليم "عروس النيل" لرشدي أباظة ولبنى عبد العزبز، وفي النهاية اذا كان البعض يرى أنه لولا النيل لما قامت لمصر حضارة ولا كان للمصريين ذكر في التاريخ، نقول لهم أن المسرح الجيد لا يخلق عملا فنيا جيدًا لولا وجود ممثلين أجود فعندما زار المؤرخ أسترابون أثيوبيا ذكر أن شعبها يعيش حياة خشنة رغم انها مثل مصر، لديها نيل أيضًا. 

لماذا لا نحول المناسبة لاحتفال عالمي؟ 

وأضاف شاكر أن أجدادنا اعتنوا بالنيل، فلماذا لا نستغل الحدث لإقامة احتفال عالمي بمظاهر قديمة وملابس وطقوس مصرية قديمة لإلقاء الزهور وتنظيف النيل وعمل حفل زواج عالمي مثلما يتزوج النيل عروسه هي أرض مصر مع ارتداء ملابس ملوك وملكات مصر على مراكب بشكل مصري قديم وحمل زهور اللوتس والبردي وعمل أكلات مصرية قديمة مع الوعد بأن كل من ينجب من هذا الزواج يكون للطفل حق دخول الأثار والمتاحف المصرية مجانًا. 

وإقامة أوبرا عالمية على صفحة النيل وهي أوبرا إيزيس وأوزوريس الإيطالية وأوبرا أبو سمبل لعزيز الشوان، وأوبرا عايدة وهو ما سيحول الحدث لعالمية يجذب الآلاف لو أحسن التسويق له وكل عام ونيلنا الذى اعتقد أجدادنا أنه ينبع من السماء حيث الجنة يجري في بلدنا بأمان بأذن الله.