بعد كارثة مرفأ بيروت.. كيف يتعافى لبنان؟

تقارير وحوارات

انفجار بيروت
انفجار بيروت


يترقب المجتمع الدولى بأسره فضلا عن عدد كبير من اللبنانيين تبعات الأوضاع الكارثية التى آل إليها لبنان، بعد الأزمات المتلاحقة التى تعرض لها البلد العربى، بدءًا من الأزمة الاقتصادية التى تعد هى الأسوأ منذ عقود، ووصولا إلى الكارثة الإنسانية التى وقعت مؤخرا، بانفجار مرفأ بيروت الذى لحق بالعاصمة دمارا شاملا، فأودى بحياة العشرات وتسبب فى إصابة المئات، فضلا عن تشريد نحو 300 شخص، على ما أفاد به مروان عبود، محافظ بيروت.

ووسط ما يجرى على الأراضى اللبنانية، يتطلع الكثير من محبى لبنان لأن يعبر كبوته التى طال أمدها، وأن يفيق من أزماته كافة.

الأزمة معقدة

فى هذا السياق، قال الدكتور سعيد عبد العزيز، أستاذ الاقتصاد والمالية العامة بكلية التجارة جامعة الإسكندرية، والعميد السابق لكلية التجارة وإدارة الأعمال بجامعة بيروت العربية، إن الأزمة فى لبنان معقدة، لأن لها شقا سياسيا ينعكس على الشق الاقتصادى، لكون النظام فى لبنان طائفيا، ولأن حزب الله له الدور المحورى.

حل الأزمتين السياسية والاقتصادية

وأكد العميد السابق بجامعة بيروت العربية، فى تصريحاته لـ "الفجر" أنه لا يمكن حل الأزمة الاقتصادية دون حل الجانب السياسى، لأنهما متلازمين مع بعضهما البعض، لافتا إلى أن المشكلة فى لبنان تكمن فى أن الحكومة لا تحظى برضا دولى، مما أدى إلى توقف المساعدات التى كانت ترد إليها، فالمملكة العربية السعودية، وهى الداعم الأكبر للبنان، أوقفت مساعداتها نتيجة لتدخلات حزب الله فى اليمن.

الدعم الدولى وإعادة إعمار بيروت

وأضاف أستاذ الاقتصاد والمالية العامة أنه من وجهة نظره فإن التدخل الدولى فى لبنان خلال تلك الفترة، سيكون مشروطا، لافتا إلى أن هناك موقفا إنسانيا وهو الجزء الإصلاحى، الذى يتمثل فى إعادة إعمار المرفأ المنكوب، إلى جانب إعادة إعمار بيروت التى شهدت ذلك الدمار، لكن استمرارية الدعم العربى والدولى سيتوقف على أجندة تختص بالإصلاح السياسى.

وقال عبد العزيز: "يتوجب على لبنان أن يستغل الفرصة لأن جميع الدول لديها الرغبة فى مساعدته، ولا بد أن يصاحب ذلك إصلاح للأجندة السياسية"، مضيفا: "أعتقد أن هناك توجها عاما فى لبنان لإصلاح الجزء السياسى، وأنا أرى أنه لا بد من تشكيل حكومة مؤقتة تعمل على إصلاح الشق السياسى، من خلال إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة، يتبعها إصلاح دستورى لإنهاء الصراع الداخلى الذى يمثل أجندات خارجية متعددة".

مصر فى صدارة الداعمين للبنان

وفور وقوع حادث تفجير مرفأ بيروت، حلت مصر فى صدارة الدول الداعمة للبنان، حين بادر الرئيس عبد الفتاح السيسى بدعم البلد العربى الشقيق معنويا، إذ أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس اللبنانى العماد ميشيل عون لتقديم واجب العزاء فى ضحايا الانفجار.

وأعرب الرئيس السيسى، خلال الاتصال، عن خالص المواساة للأشقاء فى لبنان حكومة وشعبًا، داعيًا المولى عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى وأن يلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان، مؤكدا تضامن مصر حكومة وشعبًا مع الأشقاء فى لبنان والاستعداد لتسخير كل الإمكانات لمساعدة ودعم لبنان فى محنته.

كما وجه الرئيس السيسى، الأربعاء الماضى، بتجيهز طائرتين تضم كل منهما مساعدات طبية عاجلة لإرسالها إلى بيروت، وفق ما أعلنه أسامة هيكل، وزير الإعلام، الذى أكد أن ذلك يأتى ضمن الإجراءات التى تتخذها مصر لمساعدة لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت الذى أسفر عن مئات القتلى والمصابين والمفقودين، بالإضافة إلى الخسائر المادية التى خلفها الانفجار.

ووجه الرئيس السيسى، اليوم السبت، بفتح جسر جوى لاستمرار تقديم المساعدات إلى الشعب اللبناني لمواجهة تبعات الانفجار، إذ أقلعت طائرة نقل عسكرية ثانية محملة بشحنة مساعدات عاجلة.

وتتضمن تلك المساعدات كميات كبيرة من المستلزمات الطبية والمواد الغذائية المقدمة من مصر إلى لبنان، دعما لها فى مواجهة تداعيات انفجار مرفأ بيروت.