دون خجل.. كيف تحدث مسؤولو لبنان عن الأزمات المتلاحقة؟

تقارير وحوارات

انفجار بيروت
انفجار بيروت


أزمات متلاحقة يشهدها لبنان، بدءًا من الأزمة الاقتصادية التى جعلت منه بلدًا على حافة الهاوية، لما يشهده من انهيار اقتصادى متسارع، يعد الأسوأ منذ عقود، وانتهاءً بتلك الكارثة التى زادت الأزمة تفاقما، بعد انفجار مرفأ بيروت، الذى أودى بحياة العشرات من الضحايا وتسبب فى إصابة المئات.

مسؤولو لبنان تناولوا أزمات بلدهم فى معرض حديثهم وتصريحاتهم، نرصد أبرزها فى السطور التالية:

فى مايو الماضي، قال الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، إن الأزمة الاقتصادية والمالية المعقدة في بلاده ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج تراكمات متتالية وسياسات وممارسات خاطئة اعتمدت اقتصاد الريع وأغفلت اقتصاد الإنتاج، وأن انتشار فيروس كورونا زاد من حدة الأزمة.

وأكد الرئيس اللبناني، في اجتماعه -آنذاك- مع رؤساء الكتل النيابية لمناقشة برنامج الإصلاح المالي للحكومة، أن "الإنقاذ الذي نسعى إليه مسؤولية الجميع، وليس مسؤولية طرف واحد، أو جهة سياسية واحدة"، موضحا أن الأزمة الاقتصادية في لبنان ليست وليدة اللحظة، بل نتاج تراكمات متتالية، وسياسات وممارسات خاطئة اعتمدت اقتصاد الريع وأغفلت اقتصاد الإنتاج، وفضلت الربح السريع على الربح المألوف والدائم، الذي يأتي من قطاعات الإنتاج والخدمات والمعرفة.

وشدد الرئيس اللبناني على ضرورة البدء في اتخاذ إجراءات تنفيذية فورية تعيد الثقة في الدولة والقطاع المصرفي على الصعيدين الداخلي والخارجي، واعتماد خطوات تطبيقية سريعة وضرورية.

وفيما يتعلق بكارثة تفجير مرفأ بيروت، قال الرئيس اللبناني، أمس الجمعة، إن هناك احتمالين للانفجار الذي وقع، الأول هو الإهمال، والثاني "تدخل خارجي بواسطة صاروخ أو قنبلة"، مؤكدا أنه طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تزويده بالصور الجوية كي يتم تحديد إذا ما كانت هناك طائرات في الأجواء أو صواريخ، لافتا إلى أنه سيطلب من دول أخرى هذه المساعدة إذا لم تكن لدى الفرنسيين.

أما رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، فسبق أن علق على الأزمة المالية فى لبنان، حين قال إن حكومته خاضت تحديات كبيرة وضخمة، لكنها كانت مصرة على معالجة الواقع المالي والاقتصادي، خصوصا في ظل واقع ضاغط على كل المستويات، لافتا إلى أن أغلب اللبنانيين صاروا عاجزين عن الحصول على أموالهم في المصارف، في حين تمكن آخرون من تحويل أموالهم إلى الخارج، بينما كان سقف الدين العام قد بلغ مستوى لا يمكن للدولة أن تستمر بالتعامل معه بمنطق التأجيل وقذف المشكلة إلى الأمام.

وأكد دياب أن حكومته قررت التصدي لهذه المعضلة المالية وعدم تأجيلها، ثم جاء وباء كورونا ليزيد الضغوط على الواقع الداخلي، وفي ظل قدرات محدودة جدا للدولة.

وبشأن تفجير مرفأ بيروت، قال رئيس الحكومة اللبنانية، إن التحقيق في الكارثة لن يطول، مضيفًا أن هناك مؤشرات من القضاء على ذلك، ومؤكدا أن التحقيق سيكون سريعًا وسيكشف الحقائق.

ودعا رئيس الحكومة اللبنانية، القوى السياسية للتوصل إلى حل وطني للأزمة اللبنانية، كما دعا لإجراء انتخابات نيابية مبكرة في لبنان، مشيرًا إلى أنها حلًا للخروج من الأزمة.

وفى يناير الماضى، علق وزير المالية اللبناني غازي وزني، على الأزمة الأزمة المالية والنقدية، وقال إن تلك الأزمة التى لم يشهدها لبنان "منذ ولادته" تحتاج إلى دعم الداخل والخارج.

وأكد وزني أنه إذا استمرت هذه الأزمة فسوف نصل إلى الإفلاس، لافتا إلى أن لبنان يعيش في انكماش اقتصادي، وأنه يتعين على الحكومة أن تضع خطة أو برنامج إنقاذ شامل من أجل استعادة الثقة.

واليوم، وتعليقا على انفجار مرفأ بيروت، قال الوزير اللبنانى إن لبنان يشهد كارثة على المستويات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، مما يجعله فى حاجة إلى مساعدات عدة يأتى فى مقدمتها الغذاء والدواء ومواد البناء، مشيرًا إلى أن اتصالات دولية عدة جرت من أجل إعادة إعمار مرفأ بيروت، وقال إنهم طلبوا من فرنسا فتح اعتمادات لدعم لبنان ماليWا من أجل استيراد ما يلزمه من مواد ضرورية، مؤكدا أن ذلك يأتى فى إطار الإغاثة بعد ما تعرضت له البلاد.

كما أعلن مروان عبود، محافظ بيروت، أن انفجار المرفأ دمر أكثر من نصف العاصمة اللبنانية بيروت، وشرد 300 ألف شخص.

وقال محافظ بيروت، إن حجم الأضرار بسبب انفجار بيروت يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار، مؤكدا أن 300 ألف لبناني أصبحوا بلا مأوى بعد الانفجار.