قامات ماسبيرو.. حاورت مشاهير الفن.. وهذه حقيقة إيقافها بعد حلقة أحمد رمزي.. ما لا تعرفه عن ليلى رستم

الفجر الفني

ليلى رستم
ليلى رستم



ومازلنا مع قامات ماسبيرو الذين قدموا للتليفزيون المصري مجموعة كبيرة من البرامج المختلفة والقوية التي لا زال يتذكرها الجمهور حتى الآن.

ويُقدم لك "الفجر الفني" اليوم قامة من قامات ماسبيرو، وهي الإعلامية الكبيرة ليلى رستم، نجمة نجوم العصر الذهبي للتليفزيون المصري.

هي ليلى بنت الذوات سليلة الحسب والنسب، ذات الملامح التركية التي ورثتها عن عائلة أبيها، سيدة الفكر، والثقافة، والإعلام أيضًا، محاورة عمالقة الأدب والفن والسياسة، في زمن كانت فيه هي الصغيرة، التي سُمح لها باقتحام عوالمهم.

كان الميلاد في القاهرة في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي، ثم كان الانتقال للعيش بالإسكندرية، بسبب ظروف عمل والدها، المهندس عبد الحميد بك رستم، الشقيق الأصغر، للفنان زكى رستم، إلا أن الإقامة في الإسكندرية لم تدم كثيرًا، مع تقدم الجيش الألمانى عام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية، لتكون المنصورة هي المحطة التالية فى حياة ليلى رستم، فتلتحق فيها بمدرسة للراهبات التي تدين لها بالكثير مما آل إليها، لا فى العلم والثقافة وحسب، ولكن فى الخلق والتربية والفكر أيضًا.

ليلى عبد الحميد محمود رستم، ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم وابنة أخ الفنان زكي رستم. مذيعة تليفزيون مصرية اشتهرت في فترة الستينات. حاصلة على ماجستير في الصحافة من جامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة الأمريكية، بدأت بالبرنامج الأوروبي ي الإذاعة ولمدة 6 أشهر، لتلفت إليها الأنظار، فيكون ترشيحها للعمل فى التليفزيون قبل بدء بثه الرسمى في يوليو من عام1960، وتعرف عليها الجمهور كمذيعة ربط، ثم قارئة للنشرة الفرنسية.

وتبرز ليلى رستم، وسط جيل من عمالقة المبدعين في عالم التليفزيون، فتولد نجمة بين النجوم، مع أماني ناشد، وزينب حياتي، وسلوى حجازي.



قدمت العديد من البرامج السياسية والإجتماعية والفنية منها "نافذة على العالم" ويتضمن أهم الأحداث في كل أسبوع وبرنامج "الغرفة المضيئة" وكان يعده مفيد فوزي، ويتضمن أهم حدث محلي، وبرنامج "نجمك المفضل" من إعداد مفيد فوزي أيضًا.

وكان برنامجًا أسبوعيًا واستمر لمدة ثلاث سنوات قدمت خلالها 150 حلقة مع كبار الممثلين والأدباء والشعراء، منهم محمد عبد الوهاب، فاتن حمامة، طه حسين، يوسف السباعي، إحسان عبد القدوس، عمر الشريف، مصطفى أمين وعلي أمين.

ورغم ابتعادها عن الشاشات منذ سنوات طويلة إلا أنها لا تزال هدفًا للشائعات، التى تقول آخرها إن سبب إيقافها هو لقاؤها مع الفنان أحمد رمزي.

كانت حلقة أحمد رمزي، مع ليلى رستم، في برنامج "نجمك المفضل" واحدة من أكثر حلقات برنامجها إثارة للجدل، ليس فقط وقت عرضها وإنما حتى الآن.

استضافت في الحلقة النجم الشاب آنذاك أحمد رمزى، والذي كان يرتدي قميصًا بأزرار مفتوحة، ويكشف عن صدره، ويرتدي سلسلة بها خرزة زرقاء، وانتقدت ليلى ارتداءه للخرزة الزرقاء، فسألته لماذا ترتدي هذه الخرزة؟ فأجابها ضاحكًا بأن المدام تخاف عليه من الحسد، وهي من قامت بجعله يرتديها فردت قائلة: "ياختى عليه".

ومنذ إذاعة الحلقة في منتصف الستينيات ترددت الكثير من الأقاويل عنها، فتردد بقوة أنها كانت سببًا فى طلاقها، إذ اعتبر زوجها الجملة مغازلة منها للضيف، مما أثار حفيظته وطلقها، ولكنها في جميع لقاءاتها التي تحدثت فيها عن الحلقة لم تتطرق إلى هذا الموضوع سواء بالتأكيد أو النفى.

أما الشائعة الجديدة فكانت أن هذه الحلقة تسببت في إيقافها من التليفزيون المصري، لأنها خرجت عن اللياقة والقواعد أمام الكاميرا.

ولكن في الحقيقة لم يتسبب هذا اللقاء في إيقاف ليلى رستم، لأنها تركت التليفزيون المصري مرتين، فالمرة الأولى عندما سافرت مع زوجها رجل الأعمال "حاتم الكردي" إلى بيروت بعد أن عجز عن العمل بمصر سنة 1967.

رغم حبها للفن إلا أن عمها زكي رستم، رائها تجسيد شخصية امرأة عجوز فى إحدى المسرحيات، فأبدى إعجابًا متحفظًا على أدائها، ثم طلب منها الامتناع عن التمثيل نهائيًا وهو ما قد كان بعدما شاهدها تمثل في مسرحية بالجامعة الأمريكية أثناء دراستها.

وتتذكر ليلى رستم، بعض من حاورتهم فتقول: "أبهرني طه حسين الذي أعتقد أنه لم يقل الكثير مما كان يفكر فيه، فما قاله أقل بكثير مما كان يدور فى داخله، وأحترم الأديب عباس العقاد كعبقري، وأعشقه كمفكر، ولكنني لا أتقبل نظرته للمرأة، أما نجيب محفوظ فأرى أنه نجح فى فهم طبيعة الشخصية المصرية وتحليلها نفسيًا بأسلوب عالمي".

في حياة تلك المرأة العديد من المواقف المؤثرة، في مقدمتها حادث مقتل شقيقها الوحيد، الكابتن نبيل رستم، عام 1963 في حادث سقوط الطائرة التي كان يعمل عليها أثناء طيرانها فوق مومباي، في المحيط الهندي ووفاة جميع ركابها، وهو الحادث الذي هز كيان ليلى رستم لقوة علاقتها بأخيها.

أيضًا قرار زوجها رجل الأعمال حاتم الكرداني، بالهجرة لبيروت بعد صدور قرارات التأميم، وعجزه عن العمل في مصر في ظل تلك القرارات، وهو ما استتبعه تركها العمل في التليفزيون المصرى عام 1967، ولتقدم خلال فترة تواجدها فى بيروت، العديد من البرامج التى أكدت نجوميتها، مثل برنامج "سهرة مع الماضي"، و"بين الحقيقة والخيال"، و"محاكمات أدبية".

عملت على مدى 20 عامًا فى جريدة "الهيرالد تريبيون"، كما عملت كمراسلة لمجلة "الحوادث" فى تغطية أحداث الحرب الأهلية اللبنانية، وتتذكر ليلى رستم، لقاءها مع الزعيم اللبناني كمال جنبلاط، الذي تصفه بقولها: "هناك أشخاص يكون حجمهم أكبر من بلادهم، وبالتالي يكون مصيرهم الاغتيال، وقد كان كمال جنبلاط من هؤلاء، وفي رأيي أنه لو رشح العالم عشرة مثقفين، فلابد أن يكون كمال جنبلاط واحدًا منهم".

عادت إلى مصر والشاشة المصرية في عام 1980 وقدمت برنامجًا آخر وهو "قمم" واستضافت من خلاله رموز المجتمع المصرى ومن بينهم الدكتور مصطفى محمود.

ولكن البرنامج خضع لرقابة مشددة من قبل المسؤولين بالتليفزيون، هنا قررت الابتعاد للمرة الثانية من التليفزيون وبررت ذلك القرار بأن "التليفزيون لم يعد كما كان".