محلل سياسي: الموقف العربي من التصريحات العدائية التركية هزيل

عربي ودولي

بوابة الفجر


قال الدكتور راكز الزعارير، المحلل السياسي بجامعة الأردن، إن ما تقوم به أنقرة في الفترة الأخيرة، يعتبر تحدي كبير للأمن القومي العربي، وهذا الدور مستجد مع القيادة التركية الحالية، مشيرًا إلى أن ما تقوم به القيادة السياسية لا يهدف إلى تحقيق أي مصالح للأمة الإسلامية أو العربية، ولكن يعكس نوايا لا تحمد عقباها في المستقبل، من أجل تحقيق مصالح تركية خالصة.

وأضاف "الزعارير"، خلال مداخلة هاتفية مع فضائية "dmc"، مساء الثلاثاء، أن الإمارات التي تهاجم من قبل أنقرة، لديها بصمات خير في كل العالم العربي، وهذا الأمر مشهود لدولة الإمارات منذ عهد الشيخ زايد، بينما تركيا لم تقدم أي شيء للعالم العربي أو الإسلامي على حد سواء، متسائلًا: "ماذا قدمت أنقرة للأمة العربية أو فلسطين أو مصر قلب الامة العربية؟".

وأشار إلى أن الموقف العربي من التصريحات والاعتداءات التركية هزيل، ويقف عند البيانات والتصريحات، مشددًا على ضرورة اتخاذ اجراءات فعلية على أرض الواقع، ضد الاعتداءات التركية.

ويستمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في محاولات زعزعة استقرار المنطقة العربية، ونشر مرتزقته في أنحاء متفرقة من العالمين العربي والإسلامي لتحقيق طموحاته في إحياء الخلافة العثمانية، أملًا في نهب ثروات المنطقة ووضعها تحت الاحتلال التركي مجددًا.

وبعيدًا عن العالم العربي، يسعى أردوغان لمد نفوذه في الهند، وقالت مصادر هندية، إن "منظمات إسلامية متعددة تتمركز في ولاية كيرلا الهندية والشطر الهندي كشمير باتت تتلقى دعمًا من مؤسسات تركية مختلفة محسوبة على الرئيس التركي أردوغان"، وفقًا لما ذكرته صحيفة "هندوستان تايمز" أمس الأول.

وأكد مسؤول حكومي هندي رفيع المستوى، أن "هناك محاولة لنشر التطرف بين المسلمين الهنود وتجنيد الأصوليين بتعليمات من تركيا"، مشددًا على أن تقييمات حديثة من الحكومة الهندية باتت تعتبر تركيا "مركزًا للأنشطة المعادية للهند".

وقال مسؤولون آخرون في الحكومة الهندية، إن "الحكومة التركية مولت الزعيم الانفصالي المتشدد في كشمير والعضو في الحركة الإسلامية سيد علي شاه جيلاني لسنوات طويلة"، مؤكدين أن حجم الدعم بدأ يتزايد تدريجيًا ما الأجهزة الأمنية الهندية إلى إجراء مراجعة شاملة للجهات المشبوهة والتي تتلقى دعمًا من أطراف خارجية.

وأشارت التقارير، إلى أن حكومة أردوغان تقوم بتمويل المؤتمرات والندوات الدينية في مناطق مختلفة من الهند، وتعمل بقوة على تجنيد الأصوليين المتطرفين من المسلمين الهنود. 

وأوضحت، أن تركيا نقلت عددًا كبيرًا من القياديين الأصوليين والمتطرفين إلى أراضيها لتعليمهم وتدريسهم في المراكز التركية تمهيدًا لإعادتهم إلى مناطقهم في الهند والبدء في العمل على نشر أفكار أردوغان الاستعمارية.

وأشارت التقارير الأمنية الهندية، إلى وجود صلة بين منظمة إسلامية متطرفة تتخذ من ولاية كيرلا مقرًا لها، وتركيا، حيث أفادت التقارير أن العلاقة توثقت بين الطرفين بعد مد تركيا للمنظمة بالأموال والدعم اللازم لتوسيع وجودها في المجتمع الهندي المسلم.

ويرى مسؤولون استخباراتيون، أن تركيا استغلت موجة الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت في الهند بسبب قانون الجنسية المثير للجدل، ليس لانتقاد التغيير الذي كان يُعتقد أنه قد يضر بمصالح المسلمين ولكن لتأجيج الاحتجاجات وتغذيتها بالمال اللازم لاستمرارها حتى زعزعة استقرار البلاد وبث الفوضى فيها.