بعد انهيار سد "بوط" السوداني.. ما هو مصير سد النهضة الإثيوبي؟ خبراء يجيبون

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


آثارت السيول التي ضربت بعض مناطق وسط السودان والانهيار المفاجئ لسد بوط بولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد، سؤال حول علاقتها بالتقدم الذي حدث في مشروع سد النهضة الإثيوبي على مسافة أقل من 100 كيلومتر من الحدود السودانية.

أسباب الانهيار
استبعد خبراء، أن يكون انهيار السد الصغير في السودان أو السيول التي ضربت مناطق أخرى، لها أي علاقة بملء المرحلة الأولي لسد النهضة، والتي اكتملت قبل أقل أسبوعين، إلا أنهم أكدوا أنه يوجد احتمال لحدوث تأثيرات مستقبلية على السودان من السد الإثيوبي، هو ما يستدعي التوصل إلى اتفاق تشغيل يمنع أي تأثيرات سلبية.

وتسبب، الأسبوع الماضي، سد بوط في إدارية التضامن في ولاية النيل الأزرق المواجهة للحدود الإثيوبية، في انهيار أكثر من 600 منزل وخسائر كبيرة في الممتلكات، كما ضربت خلال اليومين الماضيين، سيول بعدة مناطق في شمال السودان، مما تسبب في انهيار عشرات المنازل، بدون إعلان رسمي بشأن حصيلة الخسائر.

ويرى سامي محمد أحمد خبير استرتيجيات المياه، حول ضرورة التوصل لاتفاق تشغيل ملزم، لكنه يعتقد عدم وجود أي علاقة بين الملء الأولي لسد النهضة والسيول التي غمرت بعض القرى السكنية من الحدود الإثيوبية في شمال السودان.

أضاف أحمد، أن السبب الرئيسي في تكرار ظاهرة الفيضانات السنوية بسبب مشكلات تتعلق بجميع السدود الداخلية في السودان الثانوية، ولاتملك هذه السدود القدرة على حجز كميات أكبر من المياه على عكس السدود القرنية مثل السد العالي في مصر أو سد النهضة.

سد النهضة
وأكد الدكتور عباس شراقي رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية، أن السد سعته التخزينية 5 مليون متر مكعب، هو من السدود الصغير لتخزين المياه وفقا لاحتياجات الدول داخليا.

كما أضاف رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية، أن انهيار سد بوط ليس له علاقة بسد النهضة لان مياه تصب في النيل الأزرق، وليس هناك دخل لسد النهضة بانهياره.

وأكد شراقي: "تنبأ الخبراء قبل شهرين أن موسم الأمطار في السودان سيكون شديدا، خلال العام الجاري، أنه يجرى تأكيد، أن السودان تشهد أمطارا شديدة في منطقة شرق السودان حيث يقع السد، مضيفًا أن السيول والأمطار هي مسؤولة عن انهيار السد".

وأضافت وكالة أنباء السودان الرسمية، أن السيول ضربت مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل، 538 كلم بشمال العاصمة الخرطوم مما تسبب في خسائر كبيرة بالمنازل والممتلكات.

مخاوف جيولوجية
كما ظهرت خلال المفاوضات الاخيرة بين إثيوبيا ومصر والسودان، الخلافات المرتبطة بمخاوف فنية وقانونية وجيولوجية، وترتبط مخاوف دول المصب الجيولوجية بطبيعة جغرافية منطقة السد التي تقع على ارتفاع 500 متر فوق سطح البحر وتتكون من براكين وصخور متحولة، وتعاني من تشققات 

ويتوقع الخبراء، أن يساهم السد في زيادة فقدان المياه وتقليل نسبة الأمان، تركزت بعض المخاوف في دول المصب على عدة جوانب منها احتمال التأثير السلبي على الحصص المائية والأضرار البيئية وانهيارات وفيضانات محتملة، تزعم إثيوبيا أن مشروع سد النهضة لا يسبب أي أضرار، وأنه يشكل مشروع للنهضة الاقتصادية والزراعية.

وتزعم إثيوبيا، أن سد النهضة يساهم في تعزيز التعاون الكهربائي مع السودان وتخفيض الطمى للسدوده، وانتظام تصريف مياه النيل الأزرق، الذي يمدها بحصتها من المياه، بينما اقترحت الخرطوم والقاهرة آليات ملء السد خلال 7 سنوات، لكن إثيوبيا تريد ملء السد في مدة لا تزيد على 5 سنوات.

التخطيط الاستراتيجي
وأكد عبدالكبير آدم، أحد أبرز الخبراء السودانيين المتخصصين في السدود، إن هذه المشاكل تتكرر سنويا في السودان، وترتبط أكثر بمعدلات هطول الأمطار في الهضبة الأثيوبية، قد ترتبط هذه مشكلة بمستقبل تأثيرات سد النهضة على السودان.

كما يشدد آدم على ضرورة التوصل لاتفاق ملزم بشأن تشغيل سد النهضة ومن أجل تقليص الآثار السلبية، وتعظيم الفوائد التي يمكن أن يجنيها السودان من السد، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام أكثر بمسألة التخطيط الاستراتيجي المتعلق بتحقيق الموازنة اللازمة للاستفادة من التدفقات الزائدة للمياه عبر إقامة سدود ومحطات لحصاد مياه الأمطار.