عائشة نصار تكتب: ابنة قاسم سليمانى وحفيدة السلطان عبدالحميد.. دروع نسائية جديدة لألاعيب الملالى وأردوغان

مقالات الرأي

بوابة الفجر



نيلهان عثمان أوغلو، وزينب قاسم سليمانى..شابتان قفزتا فجأة إلى الواجهة الدعائية لمخططات وألاعيب أردوغان ودولة الملالى ومؤامراتهما فى المنطقة.

قبل أن تتحولا بين ليلة وضحاها، إلى نجمتى «الشو» الإعلامى للميديا التركية والإيرانية، وتتصدران «فاترينة» العرض فى لحظات فارقة، لم يجد فيها كلا النظامين وسيلة للدعم والترويج «السياسي» أفضل من فتاة تنشر ابتسامتها «المحجبة»، شيعية أو سنية، عبر تويتر وإنستجرام، وتستدعى وهم الإمبراطورية «الزائلة»، وأطماعها التوسعية.

1- «بروش نيلهان» فى خدمة العثمانى الجديد

فى حالة نيلهان عثمان أوغلو وهى حفيدة من الجيل الخامس للسلطان العثمانى عبدالحميد الثانى، لم يقتصر الأمر على مجرد الدلالة الرمزية لظهورها كحفيدة لـ»العثمانيين»، داخل كاتدرائية «آيا صوفيا» مجددًا، وذلك بعد أن أعاد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تحويلها من متحف إلى مسجد مرة أخرى.

فنشرت نيلهان صورة لها من داخل مصلى السيدات، بآيا صوفيا، وعلقت بأن «هذا اليوم يذكّر بدخول الفرسان إلى المدينة لتحطيم الأصنام»، كما هنأت أوغلو المسلمين «ببزوغ شمس جديدة لهم من آيا صوفيا»، فى إشارة صريحة إلى أن مايفعله أردوغان يجدد «أمجاد» أجدادها من السلاطين العثمانين، فيما حققت الصورة بدلالتها الرمزية، انتشارًا إعلاميًا واسعًا.

لكن الأمر لم يقتصر على ذلك، فظهرت نيلهان أوغلو فى اليوم التالى على شاشات قناة الجزيرة القطرية، يسبقها وصف كاتبة وسيدة أعمال ناشطة فى المجال العام، لتدافع عن قرار الرئيس التركى، بشأن إعادة تحويل آيا صوفا إلى مسجد، وهى تعلق على صدرها بروش على شكل «الطغراء» خاتم وشعار الإمبراطورية العثمانية التوسعية الشهير، وتقول « آيا صوفيا هى حق للسلطان محمد الفاتح وملكية شخصية له وهذا شأن داخلى تركى وليس لأحد أن يتدخل»، مضيفة «كنت مفعمة بالمشاعر الجياشة ولم أستطع أن أتحكم بنفسى، لقد كان فتحا ثانيا، وكحفيدة للعثمانيين أشكر الله أنى رأيت هذه اللحظة مرة أخرى».

ثم بدأت أوغلو بعد ذلك فى تكرارنفس الخطاب الذى سبق أن غازل به أردوغان مؤيديه، بتحويل آيا صوفيا، وتصدير نفسه بوصفه القائد الإسلامى الأول فى العالم ، فقالت نيلهان إن «آيا صوفيا ليست مجرد مبنى، وإنما هى القدس ومكة والمدينة أيضا».

تزامن أيضًا قرار الدولة التركية بإعادة تعليق رايات الفتح العثمانى على منبر آيا صوفا، وكذلك مشهد اعتلاء على أرباش رئيس هيئة الشئون الإسلامية التركية، المنبر متكئًا على سيف السلطان محمد الفاتح، مع دفاع مستميت من حفيدة السلاطين العثمانيين.

فقالت نيلهان أوغلو إن «الفاتح كان مثالًا ممتازًا للتسامح فى كل أنحاء العالم « وأن «العثمانيين تعرضوا للظلم من خلال تعريفهم على أنهم محتلين»، وأن «إعادة افتتاح مسجد آيا صوفيا الكبير هو بريق أمل من أجل الأمة كلها».

نيلهان أيضًا التى تزعم أنها سبق أن تعرضت لمصاعب فترة الدراسة الجامعية بسبب كونها حفيدة للسلطان عبدالحميد الثانى، ما اضطرها لإخفاء هويتها، قالت إن «أبناء العثمانيين عانوا الكثير داخل وخارج تركيا، فهنالك الكثير من الناس لا يريدون الارتباط بتاريخ أجدادهم»، «لكننا الآن دخلنا بفترة جديدة سنتعرّف بها على أجدادنا بالشكل الصحيح».

2- زفاف زينب فى «تأبين» سليمانى

ظهرت زينب قاسم سليمانى، 29عامًا، للعالم للمرة الأولى بحجابها الأسود، فى جنازة والدها قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيرانى، والذراع الخارجية لطهران والمسئول عن العمليات الأمنية والاستخباراتية الأخطر خارج الحدود الإيرانية، لتنعيه وتهدد ترامب وتتوعد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، بمواجهة «يوم أسود» جراء قتله، وتطالب من وصفتهم بالأعمام، وقادة الـ»المقاومة»،أذرع إيران فى المنطقة، بالثأر لوالدها.

فتستحوذ ابنة سليمانى على المشهد، وتحقق هدف النظام الإيرانى، بلفت الكاميرات والأنظار، عن الضربة التى تلقاها للتو وعن السخرية منه بعد أن بات عاجزًا عن حماية حياة رجله الأقوى والأهم فى المنطقة برمتها.

فيما يجرى استغلالها بالشكل المطلوب لخلق «ثأرية» ملحمية لوالدها ولنظام الملالى الإيرانى، تستنفر وتستفز بكونها أنثى، المزيد من ولاء وغضب المريدين الرجال من الجمهور والقواعد.

وبحضور أركان النظام الإيرانى، تستمع الحشود المهيبة من الرجال والنساء لزينب «ابنة الشهيد» وتهتف شعارات تؤيد كلامها، لتتحول زينب سليمانى بعد ذلك إلى وجه معروف داخل إيران وخارجها، بعد تصدرها المشهد «الكربلائي» لجنازة والدها بعد مقتله، رغم وجود 3 أبناء له من الذكور الشباب تم تجاهلهم، ثم ليبدأ النشاط الإعلامى لابنة سليمانى فى التوسع بعد ذلك.

وفى مقابلة مع قناة المنار التابعة لحزب الله اللبنانى وجهت كلامها للأمين العام لحزب الله ،حسن نصرالله مباشرة» سلامى لسيد المقاومة، عمى حسن نصر الله الذى أعلم أنه سيثأر لوالدي»، كما سبق أن طالبته بذلك على الشاشات الإيرانية أيضًا.

بعد 5 أشهر من مقتل والده، ظهرت زينب، فى معقل حزب الله فى الضاحية الجنوبية لبيروت، تلقى كلمتها خلال احتفال نظمته الهيئة النسائية، بلغة عربية وبلكنة لبنانية، لتؤكد ابنة سليمانى على العلاقة العضوية بين طهران وذراعها التنظيمية الأهم فى المنطقة «أنتم معنا ونحن معكم إلى الآخر».

وهى العلاقة ذاتها التي تحولت إلى مصاهرة «مفاجأة»، بطلتها زينب قاسم سليمانى أيضًا، بعد شهر واحد فقط من زيارتها لبنان، وبعد 6 أشهر أيضًا من مقتل والدها، قائد فيلق القدس.

فنشرت زينب إبنة القائد العسكرى السابق فى حزب الله عماد مغنية، صورة على حسابها على إنستجرام يظهر فيها اسم زينب سليمانى إلى جانب اسم رضا صفى الدين، على خلفية مليئة بالشموع وتجمعهما كلمة «حب» باللغة الإنجليزية.

ومعلنة زواج زينب سليمانى من رضا صفى الدين، ابن سيد هاشم صفى الدين ابن عم حسن نصر الله، ورئيس المجلس التنفيذى لـ»حزب الله»، كما يعدّ الرجل الثانى فى الحزب، وينظر إليه على أنه بديل نصر الله فى المستقبل، وهو بمثابة رئيس حكومة «حزب الله»، كما يمسك بكل الملفات اليومية الحساسة.

بالإضافة إلى أن عم العريس عبد الله صفى الدين، هو الممثل الرسمى لحزب الله أيضًا لدى طهران.