فاطمة برناوي..من أول أسيرة فلسطينية إلى مؤسسة الشرطة النسائية

عربي ودولي

فاطمة برناوي
فاطمة برناوي


جسدت المناضلة الفلسطينية فاطمة برناوي، النضال يسير على قدمين، وأثبت أن بوابة السجن الإسرائيلي يمكنها يومًا أن تنكسر، فبعد أن كانت أول أسيرة فلسطينية، أصبحت مؤسسة للشرطة النسائية الفلسطينية ورئة نضال مستمرة حتى يومنا هذا.

من الجالية الأفريقية بمدينة القدس
ولدت السياسية الفلسطينية فاطمة برناوي عام 1939، في حي الجالية الأفريقية في مدينة القدس، وأبيها محمد علي برناوي ينحدر من أصل نيجيري وشارك في ثورة فلسطين 1936،رفقة الحاج أمين الحسيني، فبقي في فلسطين، وأم أردنية فلسطينية، وانتقلت مع والدتها وأسرتها من القدس إلى مخيم للاجئين بالقرب من عمان وعادت عائلتها إلى القدس عام 1960 واستقرت في حي الجالية الأفريقية 

بدأت فاطمة عملها كممرضة ممارسة في شركة الزيت العربية السعودية أرامكو، لكنه لم يكن مسموحًا لها بإعطاء الحقن للمرضى لسبب لون بشرتها، على الرغم من كون جنسيتها فلسطينية، والتحقت في صفوف الثورة بحركة فتح في عمر 18 عام، انت فاطمة واحدة من أربع نساء ممن انضممن لحركة المقاومة في بداياتها باعتبارها مقاتلة والثلاثة الأخريات فكنّ ليلى خالد وعائشة عودة ورسمية عودة.

أول أسيرة فلسطينية
كانت برناوي أول أسيرة فلسطينية بعد محاولة تفجير سينما في تشرين الأول (أكتوبر) 1967، وقد نفذتها مع شقيقتها إحسان التي تصغرها بنحو 5 أعوام، اعتقلت على أثرها، والقبض عليها أتى بعكس المأمول منه من الجانب الصهيوني حيث ألهب حماس عشرات الفتيات الفلسطينيات للاشتراك في العمل الفدائي، ففجأة أصبح في السجن في عام 1969 وحده 8 فتيات فدائيات منهن الأختين عائشة عودة ورسمية عودة، وأمضت فاطمة عشر سنوات في السجن قبل أن يفرج عنها وإبعادها خارجا في 11-11-1979.

تغير حال فاطمة بعد توقيع السلطة الفلسطينية لاتفاقية أوسلو، حيث تولت منصب قيادة الشرطة النسائية الفلسطينية، وكان الرئيس ياسر عرفات يعتز بها، ونجحت في هذه المهمة في غزة وأسست من النساء الفلسطينيات قوة شرطية محترفة، كان الرئيس ياسر عرفات يعرف ضيوفه على برناوي، وعندما تولى الرئيس محمود عباس أبو مازن منحها وسام نجمة الشرف العسكري عام 2005، وحصلت على درجة لواء عام 1994.

أم المقاتلين
لم يكن التفجير الخاص بالسينما هو العمل الفدائي الوحيد الذي شاركت به برناوي، فهي قد شاركت في محاولة لإنقاذ جنود مصريين ينتمون لفرقة صاعقة "23"، عام 1967، كما أنها شاركت في التخطيط وتنفيذ عملية هروب لثوريات فلسطينيات مع رسمية عودة وعائشة عودة بحفر نفق من دخل السجن إلى خارجه، وكانت تكلل بالنجاح لولا وشاية سجينة يهودية.

تزوجت برناوي من الأسير الفلسطيني المحرر فوزي النمر، وهو كان قام بعملية تفجير لمصفاة النفط الإسرائيلية في حيفا، ردًا على قيام إسرائيل باحتلال الأراضي العربية في عام 1967، وحدث الزواج بعد الإفراج عنه بفترة وجيزة، وكان الزواج أبوعمار ولي أمرها فيه، بينما كان أبو جهاد ولي أمر نمر، وفي أواخر حياة المناضل فوزي النمر أصيب بمرض الرعاش وقدمت برناوي خدماتها له كممرضة حيث قامت برعايته حتى فاضت روحه المناضلة.

كانت فاطمة برناوي تلعب دور "أم المقاتلين"، حيث كانت تقوم برعاية ومتابعة خاصة للمناضلات في صفوف الجبهة الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وجبهة نساء مصر وفلسطين.