قتل طفله العاجر.. قصة أب سكن قلبه وأغواه الشيطان

حوادث

بوابة الفجر


تقول الحكمة "قلب الأب هو هبة الله الرائعة"، ولكن ليست كل قلوب الآباء هبات من الله، فبعضها اتقد بالغضب، واتخذ منه الشيطان مسكنا، وسوس له لكي يهوي على طفله الصغير بضربة قاضية تنهي حياته، وتكون نهايته وراء القضبان معذبا بفعلته الشنعاء.

خلافات أسرية.. ولكن
البداية بالخلافات العائلية، مثل التي تحدث في ملايين المنازل والبيوت، مشادات فتتطور إلى خصام، ويمكن أن تنتهي بـ"دلع وخصام محبين"، إلا أنها في هذه الحالة انتهت بجريمة قتل، عندما أقدم شخص حمل صفة "أب" على قتل ابنه الذي يحتاج رعاية خاصة لأن الله خلقه مصابا بـ"إعاقة".

تطورت الخلافات بين الزوجين، فحملت الزوجة بعض أغراضها وانتقلت إلى مسكن أهلها، ولكنها تركت ابنها الصغير المصاب بإعاقة مع والده، الذي من المفترض أن يكون أحن قلب عليه في الحياة.

يوم الحادثة المأساوية
في يوم 23 يوليو، عاد الأب من العمل، فوجد ابنه ساقطا من على الفراش، مصابا، نتيجة إعاقته، وعدم قدرته على الحركة، وبدأ صراخه يعلو عندما جاء والده، لقد ظنه المنقذ، الأب الذي يحميه، و"يطبطب عليه"، ويراعي ظروف مرضه، ولم يرى فيه أبدا صورة القاتل.

تحول الأب بطريقة مفزعة، أصبح بين لحظة وضحاها قاتلا شرسا، صفع نجله الصغير صفعة حملت كل مشاعر الغضب والسخط، فأنهت حياته في لحظة.. صمت الطفل، وصمت صراخه، لقد كان هذا الصوت هو نفسه الأخير في الحياة الدنيا.

استشعر الأب شيئا غريبا، الطفل لا يتحرك، عاد إليه فوجده "قطع النفس"، وانتهت حياته بطريقة مأساوية.

إخطار للنيابة العامة
وتلقت "النيابة العامة" إخطارًا بوفاة الطفل المجني عليه مصابًا من ضرب والده له، وقد أكدت تحريات الشرطة ارتكاب الأخير الواقعة، فانتقلت "النيابة العامة" لمناظرة جثمان المجني عليه، وتبينت إصابات متفرقة بجسده، وأنه كان يعاني من قصور في نمو أطرافه.

وسألت «النيابة العامة» والدة المجني عليه فشهدت بتركها مسكن الزوجية على إثر خلافات مع زوجها المتهم تاركةً نجلها المجني عليه مع والده، ثم تلقت لاحقًا اتصالًا من قريب لها أعلمها بوفاته، فانتقلت لرؤيته ووجدته مصابًا في مواضع متفرقة من جسده، فاتهمت زوجها بارتكاب الواقعة؛ لاعتياده ضرب المجني عليه.

المتهم يعترف
وباستجواب المتهم قرَّر أنه لما عاد من عمله يوم الثالث والعشرين من شهر يوليو الجاري وجد نجله ملقى على الأرض مصابًا إثر سقوطه من فراشه لإعاقته، وقد تعالت صرخاتُه، فصفعه على وجهه ليسكته وتركه، ثم لما استطلع أمره بعدما انقطع صراخه تبين وفاته، نافيًا قصده من ضرب نجله القتل.

وقد انتدبت "النيابة العامة" الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمان المجني عليه بيانًا لسبب وفاته وكيفية حدوث إصاباته، وجارٍ استكمال التحقيقات.