شخصيات مؤثرة.. "محمد أبو سريع دينامو الجمالية" وضع بصمته بنشاطه الملحوظ

أخبار مصر

محمد أبو سريع
محمد أبو سريع


يعتبر العمل في ميدان الآثار من المهام الصعبة التي يجب أن تتوافر عدة صفات فيمن يتصدى لها، أهمها النشاط الدائب والحركة المستمرة والمتابعات التي لا تتوقف، فالأثر كالبشر، إن أهملته اندثر، وإن اعتنيت به ازدهر، وعبر صفحات الفجر سنرصد الشخصيات المؤثرة في حقل العمل الأثري. 

في حي الجمالية ظهر نشاطه ومجهوده بشهادة جميع المتعاملين والمحبين للآثار، هو المدير العام السابق للمنطقة الأستاذ محمد أبو سريع، والذي تولى منصبه منذ عامين، وترك فيها بصمته التي لن ينساها أحد، قبل أن ينتقل إلى منطقة أخرى يواصل فيها نجاحاته، حيث تولى منصب رئيس الإدارة المركزية لآثار العصر الحديث. 

وحي الجمالية هو أحد الأحياء المصرية الشعبية التي تزخر بالعديد من الآثار الإسلامية المتميزة، فمن وكالة بازرعة بشارع التمبكشية تجاورها مدرسة الاستادار، إلى شارع المعز وآثاره العريقة، إلى حارة برجوان والدرب الأصفر، إلى شارع بيت القاضي، كان أبو سريع يتحرك صبيحة كل يوم في نشاط أصبح محل تقدير الجميع. 

مواجهة الأمطار وشهادة الوزير
في موسم الأمطار العام الماضي وفي شهر فبراير تحديدًا سجلت عدسات الكاميرا صورة شهيرة لأبو سريع، وهو يقف مشمرًا عن ساعديه وساقية، مرتديًا "الكروكس" مشاركًا عمال النظافة والحي والآثار في إزالة المياه من الشارع وصرفها لحماية الآثار. 

"من يريد أن ينجح في الآثار يتواجد في الشارع" هذه القاعدة طبقها أبو سريع حرفيًا، حيث أن العامين المتتالين له في إدارة منطقة آثار الجمالية لم يتواجد يومًا خلف مكتبه بل كان دائمًا في الشارع ومتنقلًا بين المواقع الأثرية وقد أثنى الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار عليه أثناء جولته في شارع المعز فبراير الماضي عقب الأمطار، خاصة وأن أبو سريع كان ضمن كتيبة رجال الآثار الإسلامية الذين تعاملوا بنجاح مع أزمة مياه الأمطار، وخففوا إلى حد كبير من حدة أضرارها. 

باب التوفيق كان محاصرًا بالقمامة 
بذل أبو سريع مجهودات كبير في تنظيف محيط آثار المنطقة، فمشكلة الآثار الإسلامية الأزلية أنها تقع وسط الحيز العمراني مما يصيبها بكثير من التعديات أبرزها تراكم أكوام القمامة، وفي مبادرة منه استطاع إنقاذ باب التوفيق الأثري أحد أهم معالم سور القاهرة الشرقي والذي بناه بدر الدين الجمالي عام 480 هجري، ففي يونيو 2018 تجمعت حول الباب كميات كبيرة من القمامة التي تراكمت عبر سنوات طويلة، وتحركت منطقة آثار الجمالية بالتعاون مع إحدى شركات النظافة التابعة للمقاولين العرب المتعاقدة معها الآثار، برفع وأطنان القمامة من حول الباب الأثري. 

إزالة التعديات ومواجهة كورونا 
استطاع أبو سريع من خلال حرصه على متابعة المنشآت الأثرية باستمرار رصد التعديات الواقعة عليها، ثم اتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية بالتنسيق مع الجهات المعنية، وبالفعل تم إزالة العديد من التعديات عن الآثار الإسلامية في منطقة الجمالية، والتي تعتبر من أكبر صور الضرر التي تصيب هذا القطاع. 

وخلال أزمة فيروس كورونا كان حرص المنطقة واضحًا في الالتزام بتعليمات رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية ورئيس الإدارة المركزية لآثار القاهرة والجيزة، والتي شددت على تنفيذ إجراءات التطهير والتعقيم للأماكن والمزارات بالمنطقة والتي أقرتها وزارة السياحة والآثار، للوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وكان دائمًا ما يشرف أبو سريع على تنفيذ تلك الإجراءات بنفسه. 

استطاع محمد أبوسريع عبر عامين من العمل الدؤوب المتواصل في ميدان الحقل الأثري إثبات أن إدارة المناطق الأثرية لا تجح من وراء المكاتب، بل بالتحرك على الأرض بين المواقع الأثرية ومتابعتها وتنفيذ التعليمات الصادرة ليس لمجرد تسديد الخانات ولكن للعناية بالحجر الذي لا يستطيع الشكوى كالبشر.