بعد تصريح البابا بعدم إقامة نهضات للعذراء.. كيف يحتفل الأقباط بأيامها؟

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


بعد تصريح قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بإلغاء إقامة نهضات للقديسة العذراء مريم، طوال فترة صومها والذي يستمر 15 يومًا لهذا العام، خوفًا من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، السؤال الذي حير الكثيرين من الأقباط، كيف يحتفلون بهذه المناسبة لهذا العام، فتطرح بوابة الفجر هذا السؤال وكان رد القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في تصريحات خاصة قائلًا: "إن الاحتفال بنهضات صوم القديسة العذراء مريم سيكون مثل الاحتفال بالصوم عيد القيامة وأسبوع الآلام"، مؤكدًا أن الاحتفال بنهضة العذراء عن طريق البث المباشر أون لاين.

فيما قال كمال زاخر، الكاتب والمفكر القبطي، إن احتفال الأقباط الأساسي هو القداس الإلهي وبه يتجلى الحضور الإلهي في أبهى صوره، وحين يدرك الأقباط المعاني التي يعلنها القداس والتي تترجم كل تعاليم الكتاب المقدس سيستردون قيمتهم وقوتهم الروحية، وتسقط معها غالبية معاناتهم وانكساراتهم في سعيهم للأبدية.

وأوضح " زاخر" في تصريحات خاصة إلى بوابة الفجر، أن الاحتفالات بالقديسين قد جاءت من قوتهم الروحية، ومنها النهضات الروحية كمحاولة لاستعاضة غياب الوعي اللاهوتي والروحي، المفقود، مؤكدًا أن الغرض منها كان لمزيد من التعليم لاكتشاف كنوز القداس ومجمل الصلوات التي نسميها الليتورجيا، ولعل توقفها ينبهنا للعودة الى ما درجت عليه الكنيسة الأولى بعيدًا عن الصخب الذي صارت عليه فيما يسمى بالموالد، وهي تراث شعبي مهم فقد بوصلته.

ومن ناحية أخرى، أكد هاني عزت، مؤسس ورئيس رابطة الأحوال الشخصية للأقباطـ أن لا هناك شك بأن صوم القديسة العذراء مريم أم النور له كرامة واعتبار خاص لدى جميع الأقباط، لافتًا إلى أن صومها هو الشفاعة المؤتمنة لنا امام الله.

وأشار إلى أن صوم العذراء مريم هذا العام يأتي برياح عكسية بسبب انتشار فيروس كورونا، مؤكدًا أن تعزية الأقباط في صوم هذا العام هو إعادة فتح الكنائس وعودة مراسم القداس الإلهي طبقًا لتصريحات قداسة البابا تواضروس على أن يتم متابعة الترانيم والعظات الروحية لهذا الصوم المجيد على السوشيال ميديا وبرامج أخرى مثل زووم كنوع من المتابعة والتعزية، موضحًا أن مراسم الاحتفال بنهضة السيدة العذراء له شبه تقاليد رئيسية وسنوية لا غنى عنها شفاعة ام النور تدبر الامور وتنتهي جائحة كورونا نهائيا من مصر.

فيما قال كريم كمال، الكاتب والباحث في الشأن السياسي والقبطي ورئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، إن صوم السيدة العذراء سيكون هذا العام مختلف في الشكل وليس في الجوهر بسبب فيروس كورونا الذي غير وجه الحياة في كل الكرة الأرضية. 

وأضاف "كمال": "نحن نشكر الله ان الصلوات مع بداية صوم العذراء سوف تكون صلوات القداسات عادت إلى أغلب الكنائس تقريبا بعد قرار قداسة البابا بإعادة فتح الكنائس في القاهرة والإسكندرية ولكن كان من المستحيل عمل نهضة روحية هذا العام في صوم السيدة العذراء لان من غير المعقول أن نعمل نهضة ويحضرها القليل من الأفراد. 

وتابع مضيفًا: "الآن يمكن متابعة النهضات من خلال مواقع وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الكنائس هذا العام"، مؤكدًا أن صوم السيدة العذراء لن يختلف من حيث النسك والصلوات وايضًا متابعة العظات ولكن سوف يفتقد الشعب التواجد في الكنيسة في هذه الأيام المباركة ولكن يجب ان يستوعب الشعب أن قرارات الكنيسة في صالحهم لأن الكنيسة وقيادتها حريصة على صحتهم وهو وضع مؤقت متمنيًا أن ينتهي قريبًا. 

وطالب كمال جميع الأبرشيات المختلفة والكنائس بتكثيف العظات الروحية والصلوات المذاعة على مواقع وصفحات الكنائس خلال صوم السيدة العذراء.