د.حماد عبدالله يكتب: "جمال عبد الناصر" رمز الوطنية المصرية

مقالات الرأي

بوابة الفجر



هذا التاريخ المعنون به هذا المقال قد يثير لدى كثيرين ذكريات رائعة ، وقد يثير ذكريات غير سعيدة للبعض (فهم قلة) على ما أعتقد وقد لايثير شيئاً للأغلبية العظمى من شعب مصر اليوم حيث أشارت الإحصاءات إلى أن 35% من شعب مصر لا يعلم شيىء عن حرب أكتوبر 1973 !!
ولكن سيظل يوم 23 يوليو 1952يوماً محفوراً فى تاريخ مصر المعاصر بكل المقاييس والمعايير ومهما إختلفنا حول تقييم الأداء فى تلك الحقبة الزمنية الهامة والرائعة فى حياة الوطن إلا أن ما قدمناه أو قدمه العارفون بالأحداث والمعايشون لها أو من أعضاء هذا التنظيم الذى قاد حركة الثورة أو كما يسمونها الإنقلاب أو كما يقال تغيير النظام (السياسى الإجتماعى والإقتصادى المصرى) من ملكية إلى جمهورية منذ تلك الليلة 22 يوليو وصباح 23 يوليو ـ ومنذ البيان الأول لقيام حركة الضباط الأحرار  بالإستيلاء على مقاليد الأمور فى البلاد الذى أدلى به من الإذاعة المصرية البكباشى "محمد أنور السادات" وتوالت الأحداث وخرج الملك من مصر على يخته "المحروسة" يوم 26 يوليو 1952 ، متنازلاً عن ملك مصر لإبنه (الرضيع) "أحمد فؤاد الثانى " وسرعان ما أعلنت مصر جمهورية وألغت النظام الملكى وإنتهت بغير رجعة تلك السيطرة الأجنبية عن البلاد  سواء حكماً أو ملكاً أو حتى إقتصاداً فى أوائل الستينيات.
كل هذه التطورات التى نقلت مصر من حيز تاريخى إلى حيز تاريخى جديد لاشك بأننا حتى اليوم نجنى ثمار هذه الثورة "إيجابياتها ،وسلبياتها" ما زال الجنى حتى اليوم لما زرعناه  يتم ولنا فى تفسير وتحليل سياسات هذا الزمن أراء متباينة إلا أننا لا يمكن أن نختلف بأن مصر عاشت أزهى عصورها الوطنية فى ظل قيادة "جمال عبد الناصر"  للبلاد منذ 1952 وحتى هزيمة يونيو 1967  وكانت القفزة الثانية ولكن من شعب مصر  للتصحيح وصدور بيان 30 مارس 1968 وبداية بناء القوات المسلحة  ورفعنا شعار (يد تبنى ويد تحمل السلاح) وفقدنا "جمال عبد الناصر " مساء يوم حزين 28 سبتمبر 1970 لكى تدخل مصر مرحلة الإنتهاء من إعداد القوات المسلحة لأكبر تحدى فى عصرنا الحديث وكانت القفزة الثالثة للمصريين حينما إستطاع الجيش المصرى ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 أن يعيد للقوات المسلحة المصرية ولشعب مصر بل للأمة العربية كلها  أن يعيد لنا جميعاً الكرامة التى إهتزت يوم 5 يونيو 1967 وكانت مصر دائماً هى النبراس وهى الهدف وهى الأمل وهى الرجاء –وكل هذا لا يتأتى إلا من خلال جهود مضنية من بعض أبنائها من المصريين الذى عقد عليهم الزمن فى تلك الفترات الأمل فى قيادة الأمة وكانت مصر أيضاً فى نفس اليوم 6 أكتوبر 1980 تقف حزينة على فقدها إبنها "محمد أنور السادات" فى مشهد درامى فى العرض العسكرى الذى كان يقام فى مثل هذا اليوم من كل عام .
إلا أن القفزة الرابعة كانت يوم 25 يناير 2011 ، حينما خرج شعب مصر وشبابه لكى يسقط نظام شاخ فى موقعه ، ولكن سرعان ما إختطفت جماعة إرهابية تحت عبائة (جماعة الإخوان المسلمين) والتى أسست فى الإسماعيلية عام 1928 على يد (حسن البنا) ونالت من المصريين طيلة عقود من الزمن ، حتى حانت لها الفرصة بالإستيلاء على الحكم فى موقعه  سميت بموقعة الصناديق وإستطاعت تلك الجماعة أن تحتفل بسجنائها المفرج عنهم ، وبعودة الأخرين من جحورهم من الخارج كى تأخذ مصر إلى عصر سحيق من التخلف والرجعية ، ولكن كان شعب مصر بالمرصاد خرج مرة أخرى عن بكرة ابيه فى 30 يونيو 2013 رافعاً صورة "جمال عبد الناصر" رمزاً للحرية وللعدالة الإجتماعية ، منادين للجيش المصرى أن يخرج من معسكراته لحماية إرادة الشعب ولبى الجيش النداء ، وتحررت مصر مرة أخرى من إرهابى العصر الحديث "ورثة الظلام " وبدأت خطة الطريق يوم 3 يوليو 2013 لكى تعيد لمصر هويتها الوطنية ، وفى الخلفية دائماً صورة وخيال وروح " جمال عبد الناصر" فى ذكرى "23 يوليو 1952" اليوم نعيد على أذهان المصريين جزء مضىء من تاريخنا الوطنى .
وتحيا مصر ، تحيا مصر ، تحيا مصر.
   Hammad [email protected]