خالد مصيلحي إبراهيم يكتب: ما هو التعليم الهجين وأهميته وتحدياته؟

مقالات الرأي

بوابة الفجر





أمس أعلن رسميا أننا بصدد التحول إلى التعليم الهجين في التعليم الجامعي.

ومنذ فترة وظهر على جميع المواقع الاعلاميه ان التعليم في الفترة القادمه سيتجه الى مصطلح جديد يطلق عليه التعليم الهجين او المدمج blended learning حتى بعد انتهاء جائحة كورونا وصاحب ذلك القرار  قرارا بتواجد الطلاب بعض الايام في الجامعه ويستكمل تعليمه اليكترونيا بقية الايام في المنزل عن طريق منصات ومقررات اليكترونيه فماهو التعليم  الهحين أو المدمج، وهل فعلا سيحقق أهداف المقررات التعليمية؟

التعليم الهجين او المدمج يقصد به دمج التعليم التقليدي بشكله المعروف داخل قاعات المحاضرات وتواجد الطلاب داخل الحرم الجامعي مع التعليم الإلكتروني والدروس الإلكترونية المصممة بطرق تفاعلية على برامج ومنصات تتيح للطالب استكمال الأسبوع من المنزل أو أي مكان.

وقد ظهر التعليم الهجين كحل وسط بعد ظهور هوس التعليم الإلكتروني وبعد ارتفاع بعض الأصوات بضرورة تحويل كل مقرراتنا الى مقررات اليكترونيه من المنزل وبعد دراسات مستفيضة اتضح أن التعليم الاليكتروني وحده وانعزال الطالب بالمنزل قد يؤثر على بناء شخصيته ويفقده شغف العمل الجماعي وبناء مهارات المناقشه الحيه داخل قاعات المحاضرات كما انها تؤثر على مهاراته العمليه والمهنية  فظهرت أراء أكثر اتزانا تعالج هوس المقررات الاليكترونيه بعمل توازن بين المحاضرات اوالتعليم التقليدي والتعليم الاليكتروني فيستفيد الطالب من التقدم التكنولوجي والميديا التفاعليه في التعليم الالكتروني وتنمية مهارة التعليم الذاتي بدون أن نهمل أهمية الجانب التقليدي وضرورة تواجد الطالب بالجامعه لتنمية مهارات تتطلب مناقشات حية مع زملاءه والتواصل مع المحاضر وتنمية مهاراته المعمليه والمهنيه
ويعتبر التعليم الهجين او المدمج خطوة هامة لتيسير عملية التحول الرقمي بالجامعات والدخول الى جامعات الجيل الثالث التي تزيل كل الحدود بين المجالات العلميه ويتحول التعليم كله إلى مقررات لاتنتمي لكلية معينه ولكن تنتمي لمجال معين يلتحق بها من يرى ان هذا المجال مناسب لرغبته ومجال عمله أشبه بالمقررات الإلكترونية مفتوحة المصدر المعروفه باسم
(MOOC) Massive Online Open Courses
ونرجع لموضوعنا الأصلي وهو التعليم الهجين فبعد ان عرفنا انه مزيج بين التعليم التقليدي الذي يعتمد على المواجهة بين الطالب والمحاضر داخل أروقة الجامعه والتعليم الذاتي الاليكتروني الذي يستغل كل وسائط ووسائل التكنولوجيا لعرض أجزاء من المقرر يستطيع الطالب الوصول اليه من أي مكان اسواء بالمنزل اوحتى النادي عن طريق منصات إلكترونية بمساعدة شبكات قوية من الإنترنت.

وكما ذكرنا يجمع هذا النوع من التعليم بين أصول التعليم التقليدي التي تبني شخصية الطالب مع تعليمه وبين احترافية التعامل مع الوسائل التكنولوجيه وتشجيع التعليم الذاتي من أي مكان ولكن لكي نستفيد من كل هذه المزايا للتعليم المدمج لابد من تذليل كل الصعوبات والتحديات التي قد تواجه تطبيقه وهي:

1- توافر البنية التحتية القوية وتقوية شبكات الإنترنت لاستيعاب أعداد كبيرة من الطلاب على المنصات الاليكترونيه بعد أن أصبح وجود منصات إلكترونية كبيرة تستوعب أعداد كبيرة ضرورة وليست رفاهية.

2- توفير فصول افتراضية إلكترونية متنوعة تناسب كل المجالات هندسة وصيدلة وتجارة وحقوق وغيرها، حيث إن كل مجال يحتاج مواصفات معينه لفصوله الافتراضيه الإلكترونية على منصات التعليم فمثلا برامج الجرافيك لابد أن تكون أساس منصات كليات الهندسة والفنون وهكذا.

3- عمل قاعدة بيانات قويه اليكترونيه للطلاب تسهل من الحاقهم لأي منصة إلكترونية وتسهل عمليات تقييمهم ومتابعتهم اليكترونيا والتواصل معهم بسهوله في أي وقت مع ضرورة تيسيير وتوفير اشتراكات الإنترنت للطلاب في كافة الأنحاء.

4- تدريب أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة على تصميم المقررات فالمقررات الاليكترونيه ليست عرضا تقديميا بور بوينت مسجل عليه صوت المحاضر وفقط ولكنها ميديا مختلفه تماما تفاعليه مرفق معها أفلام تفاعليه وتكليفات للطلاب (assignment) وأسئلة بدون درجات  مع كل جزئيه ليختبر الطالب قدرة استيعابه لكل جزء وتحديد طرق للتواصل والنقاش مع الطلاب ووجود الية للتغذيه الراجعه وتصحيح مفاهيم الطلاب وكله اليكترونيا ومن على بعد ولابد ان تعرض كل شريحه بطرق تفاعليه لاتعتمد فقط على القراءة فلابد ان تصل المعلومه واضحه وصريحه للطالب وبطرق نشطه وتفاعليه ويستطيع الطلاب والمحاضرين قياس مدى تقدم الطالب في فهم الدروس الاليكترونيه كما يستطيع المحاضر متابعه عدد زيارات الطالب للمقرر وتقييم انشطته ويمكن حتى أخذ الغياب إلكترونيا.

5- أخطر التحديات  هو ضرورة عمل جلسات عصف ذهني من خبراءنا واساتذتنا كلا في مجاله لتحديد الأجزاء التي تصلح للتعليم الاليكتروني والأجزاء التي تصلح للتعليم التقليدي في الكليه وهذه الخطوة لابد ان تكون مسبوقه بالتدريب في الخطوه السابقه ويعتبر حرفية اختيار الأجزاء التي تدرس اليكترونيا هي حجر الزاويه في نجاح التعليم المدمج فالاختيار الخاطيء قد يهدم كل ماتم بناءه فلابد من وضع الدروس التي تستدعي وجود مهارات لابد من صقلها ومتابعتها بطريقه حية في الكلية مثل مثلا مهارة قياس ضغط الدم والدروس الاليكترونيه التي تعتمد على عدة مصادر وتحقق أهداف المنهج بالتفاعل الاليكتروني وأفلام الفيديو والميديا.

6- لابد من تدريب كل الجهاز الإداري ومهندسي الكمبيوتر على إنشاء قواعد بيانات إلكترونية وميكنة كل المصادر وصيانة البرامج الإلكترونية وتجهيز بيئة تكنولوجية إلكترونية مختلفة تماما عن الموجودة حاليا تتسم بالمرونه للتواصل مع الطلاب إلكترونيا وتسهل للطالب التواصل مع الكلية في أي وقت ومن أي مكان مع وضع كل عوامل الأمان من متخصصين البرامج لضمان حقوق الملكيه الفكرية للمقررات الإلكترونية وحماية سرية الامتحانات وتقييمات الطلاب.

خالد مصيلحي ابراهيم - كلية الصيدلة - جامعة القاهرة