أزهري: العشر الأوائل من ذي الحجة منحة ربانية (فيديو)

توك شو

ارشيفية
ارشيفية


قال الشيخ رمضان عبد المعز، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الإمام أحمد بن حنبل، عندما سُأل عن المسافة بيننا وبين عرش الرحمن، أجاب: "دعوة مستجابة".

وأضاف "عبد المعز"، خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الثلاثاء، أننا بحاجة للحظة صادقة، معقبًا: "الله سبحانه وتعالى يغار على أولياءه ويحفظهم، ونحن مقبلين على موسم عظيم وهو العشر الأوائل من ذي الحجة، وعلينا أن نرى الله من أنفسنا خيرًا، حتى ينظر لنا نظرة رضاء"، مستدلًا على ذلك بموقف سيدنا يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز. 

وتابع أحد علماء الأزهر الشريف، أن العشر الأوائل من ذي الحجة دورة تدريبية ونفحة عظيمة ومنحة ربانية لعل الله ينظر لك نظرة لا تشقى بعدها أبدًا.

أيام العشر من ذي الحجة هي أعظم الأيام؛ فهي الأيام التي فرض الله فيها الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج، فقد خص الله عزّ وجل هذه الأيام بالكثير من الخيرات والطاعات، ليفتح الله أبوابها، ويصيب المسلم من بركاتها، فيجتهد ويتسابق لفعل الخيرات فيها، ومن أجل نيل رضى الله عزّ وجل، والوصول إلى جنته يوم القيامة.

فضل العشر

فضل الله الأيّام العشرة من ذي الحجّة، فقد أقسم الله – سبحانه - بها في القرآن الكريم، ممّا يدلّ على شرفها وكرمها عنده، وتجتمع فيها أمّهات العبادات من صلاةٍ وصيامٍ وصدقةٍ وحجٍّ، ويساوي العمل الصالح فيها أجر الجهاد في سبيل الله تعالى، فيها يوم عرفة؛ وهو يومٌ يساوي في النقاء والطهارة عامين كاملين

كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام. سمّاها الله -تعالى- في القرآن الكريم بالأيّام المعدودات، وهي فرصةٌ للعبد ليتقرّب فيها إلى ربّه جلّ جلاله، وهي الأيّام التي تعبدّ موسى -عليه السلام- فيها وتحدث لرب العالمين، هي الأيّام التي أكمل الله -عزّ وجلّ- فيها الدين، وأتمّ النعمة على عباده.

يوم عرفة فيهنّ، ويوم عرفة هو يوم الحج الأكبر، ويوم العتق من النار، ويوم مغفرة الذنوب، كما أنّ فيها يوم النحر وهو يوم العاشر من ذي الحجة.

الحج

أفضل الأعمال التي تؤدى بها في الأيام العشر هي أداء مناسك الحج والعمرة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [ متفق عليه]؛ والحج المبرور هو الحج الذي لم يخالطه إثم من رفث، أو فسوق، أو رياء، وهو الحج المحفوف بالخير والصالحات.

الصيام

قد اختص الله عزّ وجلّ الصيام لنفسه، فقال في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [صحيح البخاري]، وقد خصّ الرسول صلى الله عليه وسلم"صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة، فقال عليه الصلاة والسلام: (صيامُ يومِ عرفةَ، أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه. والسنةَ التي بعده) [رواه مسلم].

فإنّه من المستحبّ صيام أيام العشر من ذي الحجة؛ لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم حثّ على عمل الخير فيها، وقد ذهب بعض العلماء إلى استحباب صيامها كالإمام النووي الذي قال: (صيامها مستحب استحبابًا شديدًا).