إهمال مارينا عمدًا بدون عمد!

منوعات

بوابة الفجر


 شهيرة النجار


لا وجود لمارينا على الخريطة بعدما دمرتها يد الإهمال المتعمدة وغير المتعمدة. أسراب الناموس والذباب تفوقت على كل الأعوام، والغرباء الذين يستأجرون من الباطن على الرغم من المكاتبات من قبل إدارة مارينا على السوشيال ميديا أن من يجد غريبًا يبلغ عنه، كنوع من التخلص من المسئولية، إلا أن الأمر هذا العام محزن أكثر من كل الأعوام، حتى الشواطىء لا يجود بها خدمات؛ يعنى غير مؤجرة لأحد يعطيك كرسى وشمسية أو تشترى زجاجة مياه، حضرتك بنفسك تتجه وتبحث عن الشماسى وتزرعها وتخدم نفسك بنفسك.. هو كدا، وشركة الأمن والنظافة تغيرت وشوف أطنان القمامة.

ورغم تنفيذ نظام الكارنيهات والبادج الممغنط إلكترونياً على البوابات هذا العام، إلا أن ذلك لم يمنع تواجد الغرباء أكثر من كل الأعوام «بيعملوها إزاى دى والله ما عارفة.. فعلا المصرى ما يغلبش» كأنما إهمال متعمد، والأغرب زيادة الاشتراكات، طب الفلوس دى هتروح فين، فين الخدمات؟ لا تسأل أيها الماريناوى الغلبان أنت الآن درجة دنيا بعدما كان التباهى بالجنسية المارينية الآن أصمت أنت لست من سكان هسيندا ومراس وأمواج ورأس الحكمة وسيدى حنيش.

ونعود لمستأجرى كبائن المنتزه الذين يتحسرون عليها وعلى المنتزه، وأقول لهم تعالوا الآن شوفوا جمال وروعة المنتزه بدون كبائن حتى مياه البحر تغيرت وتبدل اللون ليعود لسابق عهده الفيروزى بعدما كان قاتمًا لعشرات الأعوام، ونظرًا لأن مفيش شيشة على المقاهى ولا نزول بحر فإنك عزيزى القارئ تجد طريق الكورنيش والذى كان يبدأ من سيدى بشر مرورًا بميامى والعصافرة والمندرة مزدحمًا ولتصل للمنتزه تأخذ وقتاً أقله أربع ساعات رايح وأربع للعودة، الآن ربع ساعة وتجد نفسك داخل جنة الله على أرضه، ولكن دوام الحال من المحال هى سنة أو شهرين استثنائيين فى تاريخ هذا المكان الساحر، لأن كورونا وقرارات الدولة جعلت الزحام مقضيًا عليه مع غلق الأبواب أمام الجمهور لحدائق المنتزه وتأخر تنفيذ الأعمال بالمشروع الجديد بعد إزالة كبائن المنتزه جعل جنة الله تتجسد على الأرض وتشعر أنك سلطان زمانك ولا تقولى سيدى حنيش ومراسى، إنه الرضا والشعور بالسعادة بأبسط الأشياء حتى ولو لم تملك شاليهًا صغنن بـ«10» ملايين فى مراسى أو شقة فى طابق خامس حجرتين وصالة بـ«12» مليونًا بها، يكفيك المزيكا الناعمة تخرج من جنبات بقعة منتقاة وحولها الأشجار ويحتضنها البحر من كل الاتجاهات وعيناك على مرمى البصر تحتضن الخضرة والآثار وتمشى وسط المياه كأنما شق الله لك البحر، كل هذا فى نادى الرياضات البحرية المكان الوحيد المستثنى هذا العام، وخاصة بعدما أضفى عليه مستأجره عمرو أبو السعود مهندس الشراع والرياضات البحرية لمساته الساحرة، وللعلم عمرو رئيس جمعية الشراع ومؤسس الرياضات البحرية فى مصر وأول من أسس ذلك النادى الذي استأجره من شركة المنتزه، حتى إنه هذا العام رغم أنه الأخير حتى كتابة هذه السطور قام بعمل قعدات داخل المياه وسط اليخوت وصمم كراسى ملتصقة بالسقالات لهواة الصيد فى قلب المياه وممشى آخر على قبة من الصخور تتيح للواقفين عليها رؤية كل المنتزه بسحرها والصيد أيضًا، تمتع بما منحه الله لك فليس كل البشر منحهم الله ذلك ولا تنظر لأصحاب قصور الساحل، فمؤكد أن من جعل المنتزه بهذا السحر وعاد بكرًا عروسًا سيعيد بحر الساحل لشعبه حتى يراه، نسيت أقول إن الكلام عن نادى الرياضات ليس دعاية وماركيتنج بلغة السوق لسبب بسيط أن مجمل أعضائه «1100» عضو وغير متاح قبول عضويات جديدة لأن من المفترض تسليم النادى لشركة المنتزه الشتاء المقبل، يعنى الكلام ليس ماركيتنج إلا إذا أبقت شركة المنتزه على المكان كما هو بسحره وتجهيزاته ده شىء آخر، وأيضًا ساعاتها موضوع العضويات ده الكلام فيه سيكون غير، وهذا للتوضيح ولكن ما سردته عن سحر المكان ورؤية الدنيا من حوله راقصة.. بحر وأشجار وآثار ونظافة ولا ذباب ولا ناموس وخصوصية فى ظل عدم وجود زحمة والمزيكا والنظافة والتنظيم والدلالات التى رصدها الله حول المكان تجعل الحجر ينطق.