أول تعليق من الكنيسة بشأن شائعات مرض البابا تواضروس

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


رغم إطلاق البعض من معارضي قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، حملات إليكترونية ضده وتداول شائعات حول صحته، مما تسبب في جدل داخل الأوساط القبطية، مما وصف ذلك بنوع من أنواع التهكم على قرارات الكنيسة وصحة البابا لأثارة البلبلة، فتحت بوابة الفجر ملفا حول التأكد من تلك الشائعات.

وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية، إن الكنيسة القبطية لا تحجر على فكر ولا تصادر أي رأي بل قلبها مفتوح لكل أبنائها.

ونوه "حليم" في تصريحات خاصة إلى بوابة الفجر، أن الهجوم المستمر والممنهج على قداسة البابا تواضروس غير مبرر على الإطلاق، مؤكدًا أنهم لا يتركون تصرف أو كلمة تصدر من قداسته إلا ويصير هجوم شديد وبأسلوب لا يليق بمكانة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ولا بد ان نعي عدة أمور.

وأوضح أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي كنيسة مجمعية فلا توجد قرارات منفردة لقداسة البابا بخصوص الايمان، متسائلًا: فلماذا هذا الهجوم الشرس على قداسته؟، مؤكدًا أن مناقشة الأمور العقيدية لها قنواتها الكنسية المعروفة وليست السوشيال ميديا، مشيرًا إلى أن اَي انسان له الحق إذ لديه شكوى أن يسلمها للجان المجمع الفرعية المختصة بأمر الشكوى والتي تقوم بدراستها ثم ترفع بها توصية للمجمع المقدس ليتخذ قرار بشأنها.

وافت إلى أن قداسة البابا تواضروس يتميز بقلب طيب للغاية ولم يتخذ أي إجراء تجاه من يهاجمونه بل فتح قلبه بالحب تجاه الكل حتى معارضيه، متسائلًا: الم يتقابل معهم في مقره بالكاتدرائية المرقسية وهم يشهدون كيف كان قلبه مفتوح بالحوار والحب ولَم يصد احد او يعاتب احد ولم يستقطب احد؟ بل عندما سألوه في الاعلام: ماذا يفعل امام معارضيه اجاب كلهم أبنائي؟.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية أن ليس كل ما يعرف يقال، لافتًا الي أن الكثير من المعارضين يقومون بتقييم مواقف قداسة البابا الرعوية دون ان يعلموا خلفيات هذه القرارات ونصبوا أنفسهم قضاة، مؤكدًا أن الكنيسة هي كنيسة ابوةً ثم ابوة ثم ابوةً، متسائلًا: فاذا هاجمت ابوك.... من يحميك وقت ضعفك؟.

وأكد أن الاب لم ولن ينتظر تشجيع ومديح من أولاده لكن ينتظر على الاقل ان يشعر ان أولاده يتغيرون الي الافضل وينمون في القامة والنعمة امام الله والنَّاس، متسائلًا: إذا هاجمت من يقف ليصلي عنك امام الله كل يوم ومن يفكر في رعايتك كل يوم ويبذل نفسه عنك كل يوم؟ فكيف تقف انت امام الله امام كل هذا الحب وماذا تقول له؟!.

وشدد على ان الكنيسة تفتح قلبها للجميع ولا تصادر راي أحد وكل امر قابل للحوار في قنوات الكنيسة المجمعية وما يناسب ادبيات الكنيسة في الحوار والطريقة بكل الحب وبدون اية أغراض شخصية او تحقيق أهداف ضيقة وقتية ناظرين الي رئيس ايماننا الذي به ومنه كل الأشياء وليس لنا هدف سواه ومجد كنيسته.

فيما قال الباحث والمفكر القبطي كمال زاخر، "انصحهم باللجوء لطبيب نفسي".

وأكد " زاخر" أن الكنيسة ليست شخص، لان الشخص يستمد قوته من قوة الكنيسة ومعاول الهدم التي تستهدفه هي في حقيقتها تستهدف الكنيسة وتنال منها ولكنها محصنة، لافتًا الي ان ابواب الجحيم لن تقوى عليها، مؤكدًا أن البابا البطريك يقود الكنيسة للخروج الي النهار ومواجهة ارث ثقيل في سنوات عجاف وتربصات تحاصرها.

وأطلقت حركة شباب كريستيان للأقباط الأرثوذكس برئاسة نادر صحبي؛ حملة لمناهضة قداسة البابا تواضروس، تحت عنوان “شعبك يصلي من اجلك” طاعة وتلبية لطلب قداسته من شعبه.

وأعلنت الحركة دعمها وتضامها مع قداسته تحت شعار " شعبك بيحبك ويصلي من اجلك" وتؤكد على مؤازرتها للبابا تواضروس الصلاة من اجل ان يعطيه الله حكمة في قراراته الإدارية وجهوده الرامية للإصلاح الكنسي تكون من اجل البسطاء والفقراء وخدمة المرضي والمسنين والارامل والايتام.

وأكدت الحركة في حملتها على دعمها ومحبتها ومساندتها لقداسته مع تأكيدنا على ضرورة احتفاظ الكنيسة القبطية الارثوذكسية على الايمان المستقيم والتسليم الابائي الذي تسلمناه من الآباء الرسل وضرورة احتفاظ الكنيسة بالروح المجمعية والتشاور بين جميع المطارنة والأساقفة أعضاء المجمع المقدس قبل اتخاذ قرارات مهمة ومصيرية تتعلق بمستقبل الكنيسة أو عموم الأقباط.

وفي نفس السياق، قال كريم كمال، الكاتب والباحث في الشأن السياسي والقبطي ورئيس الاتحاد العام لأقباط من اجل الوطن، إن هناك حمله ممنهجة ضد قداسة البابا حيث تتبني فكره وجود خلافات داخل المجمع المقدس بين البابا وعدد من الأساقفة بهدف أحدث وقيعة وهو أمر لم يحدث لان المجمع المقدس به تعدد آراء وليست خلافات كما يشيع البعض.

واضاف "كمال" أن الحديث عن مرض قداسته رغم انه في كامل صحته هدفها إظهار قداسته في صوره العاجز عن اداره الكنيسة وهو امر غير حقيقي.

وعن الحملات الالكترونية ضد بابا الكنيسة؛ أكد " كريم كمال"، أنه ضد تلك البيانات والحملات، مؤكدًا أن البابا ليس في موقف ضعيف وفي صراع مع شعبه حتى يحتاج الي دعم، لافتًا الي أن قداسته محاط بحب شعبه وهم الداعم الاول والأخير له بعد الله.

وناشد كمال الرأي العام ان يترك قداسه البابا والمجمع المقدس ليمارسوا عملهم في صمت من اجل الكنيسة والوطن وعدم الاستماع للإشاعات والأخبار المغرضة التي هدفها الاساءة للكنيسة بشكل عام وليس للبابا والأساقفة فقط.