بالصور.. مستشفى 57357 يستقدم جهازا متطورا لـ"الصيدلة الإكلينيكية"

أخبار مصر

بوابة الفجر


يمر مريض السرطان بمراحل عديدة في العلاج، ويقع العبء الأكبر على التشخيص السليم، ثم تحديد جرعات العلاج المناسبة لكل مريض، وتكون الخطورة أكبر في التعامل مع الأطفال، ولذلك لجأ مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، إلى عدد من التقنيات الحديثة، التي استقدم من خلالها أجهزة متطورة، للمساهمة في النهاية في خطة العلاج، للوصول إلى مرحلة شفاء الطفل مريض السرطان.

وحدة العلاج الشخصي، من أهم الوحدات المسئولة عن تفعيل هذه الخطوة، وقال د. محمد ناجي، مدير وحدة الصيدلة والدواء، بصيدلية مستشفى 57357، أن معمل العلاج الشخصي بالمستشفى، يعمل به صيادلة وليس أطباء، ويوجد داخل صيدلية المستشفى، ويقوم بعدة وظائف كلها مكملة لبعضها البعض، ويضم عدد من الكوادر الذين يختلف طبيعة عمل كل منهم عن الآخر، ومهمتهم جميعا هي تحديد أفضل العلاجات والجرعات الأنسب للطفل مريض السرطان.

وواصل: الجرعات المحددة داخل النشرات التي تحتوي عليها عبوات الدواء، ليست هي الأمثل دائما في العلاج، حيث يؤكد "العِلم" على أن كل الأشخاص يختلفون عن بعضهم البعض، وردود أفعال الجسم البشري نحو أي دواء تختلف من شخص لآخر، وهو ما يفسره الواقع عندما يتناول شخصين علاجا معينا، ثم تحدث أعراض جانبية لأحد منهما أو شفاءه دون الآخر، حيث تشمل الاختلافات الجينات أيضا، وحركة الدواء داخل الجسم نفسه، والتي تتباين حسب الأعمار.

وقال ناجي، إن المعمل يقيس نسبة الدواء في الدم، ولكي يكون فعالا للمريض لابد أن يكون بنسب محددة، ولذلك يتم قياسه بشكل مستمر، للتأكد من وصوله للنسبة المطلوبة من عدمه، فإذا كانت في الحد الطبيعي فإن الدواء سوف يكون فعالا لهذا المريض، وإذا زادت عن الحد الطبيعي فقد يؤدي إلى أعراض جانبية أو سمية في الدم، وبالتالي يجب تخفيض الجرعة، ولو كانت أقل من الحد الطبيعي، فهذا يعني أن الجرعة المحددة داخل روشتة الدواء أقل من المطلوب، وبالتالي يجب تعديلها وزيادتها.

وذكرت الدكتورة يسرا محمود، مشرف صيدلي بوحدة العلاج الشخصي بصيدلية 57357، أنه هناك أجهزة كثيرة لقياس نسب الدواء في الدم، حيث عملت وحدة العلاج الشخصي في المستشفى والموجودة منذ افتتاحها في عام 2007، حسب الدور المنوط بها في قياس نسبة الدواء في الدم فقط، ولكن تم تطويرها في عام 2015، بإضافة أجهزة أخرى لها، يمكنها تحديد نوع الطفرات الجينية للمرضى، ثم حجم الجرعات المقررة لهم حسب تلك الجينات، ومؤخرا استقدم المستشفى جهاز يسمى " LC-MSMS".

وقالت، هو "جهاز تحليل كروماتوغرافي فائق الكفاءة مزود بمطياف الكتلة"، ووظيفته هي قياس نسبة الدواء في الدم، ولكن الجديد أنه هو أول جهاز في معمل صيدلة إكلينيكية، فهو موجود داخل بعض الهيئات الحكومية والخاصة، ولكن لأول مرة يتم استخدامه في مصر داخل معمل إكلينيكي نظرا لارتفاع سعره، وسوف يفيد ذلك مرضى السرطان من الأطفال بالمستشفى.

وأضاف الدكتور شريف كمال، مدير عام الصيدلية بمستشفى 57357، أن النظام القديم كان يعمل من خلال أجهزة أخرى، تقيس نسبة بعض الأدوية فقط في الدم، وهذه المجموعة من الأدوية غير كافية حاليا، حيث زاد عددها، من خلال التطور العلمي، ولذلك كان لابد من مواكبة التطور العالمي في سوق الدواء والابتكارات الجديدة، وكان ذلك هو السبب الرئيسي لاستقدام الجهاز الجديد، والذي يعتبر خطوة في منظومة السعي نحو ارتفاع نسب الشفاء بين الأطفال مرضى السرطان بالمستشفى.

وواصل شريف كمال، داخل وحدة العلاج الشخصي، يطبق المستشفى علم "الجينوم الدوائي"، حيث أن كل منا لديه طفرات جينية مختلفة داخل جسمه، وتؤثر على الدواء الذي يتعاطاه المريض، حيث يتم تكسيره عن طريق بعض الانزيمات، التي تخرج عن طريق الجينات، وتحدد آلية التفاعل مع الدواء داخل الجسم، وتعتبر خدمة "الجينوم" الإكلينيكية في مستشفى 57357، هي الوحيدة المتوفرة في مصر، وواحدة من بين عدد محدود جدا يطبق في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ورغم اختلاف أنواع الأجهزة داخل معمل العلاج الشخصي، إلا أن الهدف العام هو تكاملهم مع بعضهم البعض لصالح المريض، حيث يتم تحديد نوع الطفرات الجينية، ثم حجم الجرعات، ثم يتم تحديد نسبة الدواء في الدم للثبات أو التغيير في حجم الجرعات، وهكذا، في تكاملية لصالح المريض.