الشيخ الزليتني.. العالم المتعبد يرحل| بروفايل

محافظات

بوابة الفجر


فقدت قنا، فجر اليوم السبت، واحدًا من كبار أبنائها العلماء، الذين وهبوا حياتهم للعلم والدعوة إلى الله، ليرحل فضيلة الشيخ العالم الجليل محمد محمد مسعود الزليتني، ابن مدينة فرشوط، في هدوء وسكينة وسط نعي الآلاف من أبناء المحافظة.

عرف الشيخ الزليتي بابتسامته الطيبة، وروحه وأخلاقه السمحة، فدائمًا ما يداعب طلابه ومستمعيه أثناء خطبه وعظاته، ليساهم بإخلاص في تأدية رسالة الدعوة الوسطية، ليطلق عليه الجميع “العالم المتعبد”.

مولده وتعليمه

ولد الشيخ محمد محمد مسعود عبد الرحمن الزليتني، في 15 مايو 1937، بمدينة فرشوط، والذي اتجه مبكرًا إلى حفظ آيات الله البينات في سن صغير، على يد فضيلة الشيخ حسن محمود محسب، ليلتحق في عام 1959 بمعهد قنا الأزهري، بالمرحلة الابتدائية والاعدادية، ثم الثانوية الأزهرية بنفس المعهد.

بعد تخرجه من الثانوية التحق الزليتني بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر بالدراسة في عام 1961، بقسم العقيدة والفلسفة بالكلية، ليتخرج منها في عام 1965، ويحصل على درجة الإجازة العالية.

رحلته العملية

عمل الزليتني معلمًا بمعهد بنين فرشوط الأزهري ومقره جامع همام، وقت أن كان طالبًا بكلية أصول الدين، وعقب تخرجه عين أماما وخطيبًا ومدرسًا بوزارة الاوقاف المصرية، بمسجد الطممة بدير مواس بمحافظة المنيا وبعدها بأشهر قليله، نقل إلى مسجد الشيخ مياس بمركز أبو تشت بمحافظة قنا، ثم إلى مسجد السيدة حميدة بمركز نجع حمادي بقنا، ثم المسجد العتيق بفرشوط.

سفره بالخارج

تدرج الزليتني بعدها في العمل بوزارة الأوقاف من إمام إلى مفتش، وبعدها انتدب إلى مدينة الألومنيوم بنجع حمادي، ليسافر بعد فترة إلى دولة الكويت للعمل إماما وخطيبا عن طريق التعاقد الشخصي، ومكث بالكويت 4 سنوات، ثم عاد إلى مصر في عام 1987، ليتسلم العمل إماما وخطيبا بمسجد سيدي عبد الرحيم القنائي، ومكث به 6 سنوات ونصف تقريبا.

لم يمكث طويلًا في مصر، ليتوجه إلى دولة الإمارات العربية بإمارة دبي في نهاية عام 1993 عن طريق التعاقد الشخصي، وعين بدائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدبي تحت مسمى واعظ، ليشغل فيها منصب رئيس شعبة المسلمين الجدد، والتي كانت مهمته التوعية الإسلامية لغير المسلمين الذين يرغبون في الإسلام ودعوتهم إليه بالحسنى وتلقين الشهادة لمن رغب في الإسلام ورعايته اجتماعيا وأدبيا.

دخول الإسلام

تمكن خلال فترة بقائه في الإمارات وطول 3 أعوام، أن يلقن الشهادة لأكثر من ألفي شخص دخلوا الإسلام طواعية، من أكثر من 35 دولة إفريقية وآسيوية وأوروبية وأمريكية.

وكان الزليتي يعقد الندوات والقاءات والمحاضرات في المساجد أو النوادي الشبابية أو شرطة دبى أو القسم النسوي التابع لدائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدبي، من خلال الكتابة في الصحف أو المجلات في الموضوعات التي تخص الإمام وعمل الدورات العلمية للأئمة لرفع مستواهم العلمي والخطابي والتعرف على كفاءاتهم، ليعين بعدها عضوا في لجنة الفتوى الكبرى، التي تصدق على الفتاوى التي تصدر من لجنة الفتوى بدائرة الأوقاف بدبي.

رحلته مع الإعلام

كان للشيخ الزليتني أحاديث بالإذاعة في دبي، تذاع عقب صلاة العشاء، بالإضافة إلى برنامج إذاعي أسبوعيًا مع بعض الشيوخ والأساتذة الجامعيين “فاسألوا أهل الذكر”، وبرنامجا تلفزيوني أسبوعي تحت عنوان “إفتاء على الهواء”، يتلقى فيه الأسئلة من الجمهور من كل بلدان العالم ويقوم بالرد عليها.

عاد الشيخ من دولة الامارات في عام 2002، تفرغ بعدها للعمل الدعوي والاجتماعي، حيث شغل منصب رئيس الجمعية الخيرية الاسلامية، ومعه مجموعة من الشيوخ الافاضل ووجهاء البلدة، ووقتها قامت الجمعية الخيرية الاسلامية بإنشاء مبنى مركز شرطة فرشوط بتعاون أهل البلدة، كما أنشأوا المعهد الديني الأزهري للفتيات بمساعدة الشيخ رشدي شاكر الهمامي، كما شغل منصب مدير مركز شباب فرشوط لفترة زمنية.

مؤلفاته

كان للشيخ الزليتني العديد من الدوواوين والمؤلفات من بينها:

  • ديوان “الخطب المنبرية” المكون من ثلاثة أجزاء يحتوي على موضوعات تعالج شتى القضايا الإسلامية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية بأسلوب سلس يفهم الجميع مع رجوعه إلى المصادر الموثقة الإسلامية والعلمية والثقافية.
  • رسالة في التبرك “التبرك -مفهومه-حكمه في ضوء الكتاب والسنة”
  • منظومة في العقيدة تحت عنوان “تمام المنة في بيان عقيدة أهل السنة”
  • شرح لمنظومة تمام المنة تحت عنوان “عرف الجنة”
  • ديوان شعر من ثلاثة أجزاء تناول فيه الشيخ كافة الأغراض الشعرية، خاصة الإسلامية تحت الطباعة وهو موضوع لرسالة ماجستير للباحث صهيب خليفه السمان المعيد بكلية اللغة العربية أسيوط.
أبرز شيوخه

من أبرز شيوخه خلال مراحل تعليمه المختلفة هم: الشيخ أحمد صديق، الشيخ صادق صديق، الشيخ توفيق اليوغسلافي، الشيخ حسن الفتى، الشيخ عياض، الشيخ عبد الحليم محمود، الشيخ الدكتور سليمان دنيا، الشيخ إبراهيم شحاته، الشيخ طاهر عبد المجيد، الشيخ محمود أبو العيون.