جرائم أردوغان.. كيف أثارت تركيا الانقسام والتوتر في سوريا

عربي ودولي

بوابة الفجر



بذلت تركيا جهوداً مضاعفة لترسيخ سيطرتها في منطقة شمال غرب سوريا؛ حيث تتبع لها فصائل مسلحة على الأرض، وأصبحت الليرة التركية تسيطر على التعاملات في المنطقة منذ شهر يونيو الماضي مقصية بذلك الليرة السورية.

وفي الوقت ذاته سلبت أنقرة ومليشياتها المحلية أراضي المزارعين في بعض المدن الواقعة تحت سيطرتها؛ حيث باتت تحقق منها موارد مالية ضخمة عبر تصدير المنتجات إلى أوروبا.

وحسب تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن الوضعية الجديدة تهدد بتقسيم سوريا على أساس نقدي هذه المرة، وذلك بسبب مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتعزيز نفوذه في المنطقة.

ويشير التقرير إلى أنه في الرقعة الجغرافية بين مدينة تل أبيض وحتى عفرين؛ حيث الغالبية الكردية مروراً بالباب ومدن جيرابلس وأعزاز الحدودية، يتقاضى الجنود الأتراك الموجودون هناك، وعناصر الميليشيات المتحالفة معهم إضافة إلى موظفي الإدراة المحلية، رواتبهم بالليرة التركية.

وكذلك يتم التعامل بشكل واسع بالعملة التركية في مدينة إدلب، إذ يتم بواسطتها دفع أجور بعض العمال مثل أطقم القطاع الصحي، وتستخدم على المستوى الشعبي في شراء مختلف السلع والبضائع بما فيها الخبز وغيره من السلع الضرورية.

وفي شهر يونيو الماضي، تم إرسال كميات من الأوراق النقدية التركية إلى مكاتب الصرف ومراكز البريد في شمال غرب سوريا، في عملية تشير "لوموند" إلى أنها لا يمكن أن تتم بدون موافقة رسمية من أنقرة.

ويشير التقرير إلى أن السكان المحليين يشكون في ظل التدخل التركي من ارتفاع مستويات التضخم، وغياب أي رقابة على أسعار المواد الاستهلاكية في أسواق المنطقة.

وتخلص الصحيفة الفرنسية إلى أن النمط الإداري الذي تنتهجه تركيا في المنطقة يخلق بيئة مناسبة لعدم الاستقرار، مشيرة إلى نموذج مدينة عفرين في شمال غرب سوريا.

وتقول: إن "عفرين عرفت بكونها منطقة زراعية ذات غالبية كردية، إلا أنه ومع غزو تركيا للمنطقة في عام 2018، تم انتزاع الكثير من الأراضي من ملاكها الأصليين وطردهم منها".