عبده الزراع يكتب: مملكة الأمنيات.. وعوالم من الخيال والسحر!

الفجر الفني

عبده الزراع
عبده الزراع


رواية "مملكة الأمنيات" للكاتبة الجزائرية ندى مهرى، والتى صدرت مؤخرا عن دار "فهرس" للطباعة، وهى رواية للشباب واليافعين.

 

بداية تتخذ الرواية من الخيال منطلقا لها، حيث تحلق بنا فى عوالم سحرية رائعة ومدهشة، تذكرنا فى الكثير من أحداثها المثيرة، بعوالم حكايات "ألف ليلة وليلة"، بل وتقترب من أجواء "حكايات البيت الألمانية" للأخوين جريم الألمانيين.

 

إن "ندى مهرى" فى روايتها "مملكة النجوم" أرادت أن تجاوز بين عالم الخيال وعالم الواقع، فهى رواية محتشدة بالفن، فعالم الخيال المتمثل فى "مملكة النجوم"، والذى أسمته بالعالم الموازى، وعالم الواقع المتمثل فى "الأرض" بما تحمل هذه الأرض من أشياء محسوسة وملموسة.

 

قسمت الكاتبة روايتها إلى فصول أو مداخل قصيرة جدا، وهذا ذكاء منها حتى لا يصاب القارئ "اليافع" بالملل، لأنه ليس محترفا للقراءة، فجاءت العناوين على النحو الآتى: "العودة/ السيرك/ القلادة النجمية/ الكمان الكريستالى/ حيرة/ النجمة/ رؤية/ الجزيرة/ الدولفين الجميل/ حراس بوابة الزمن/ العراف/ السجينان/ هدهدة وضحكوك/ سفينة الزمن/ العالم الموازى/ مملكة الأمنيات/ مملكة النجوم/ المكاشفة/ التتويج".

 

الأحداث:

 

تدور أحداث الرواية فى مملكة النجوم (العالم المتخيل)، وكوكب الأرض (العالم الواقعى)، وتبدأ الرواية بجملة تدل على خبرة هذه الكاتبة حيث، تقول: "عشرة أعوام مضت منذ تلك المغامرة الخرافية التى عاشتها هدهدة مع صديقاتها الأميرة "مضيئة"، التى قدمت من مملكة النجوم إلى كوكب الأرض بحثا عن القاضى العادل أبى الأمنيات" هذه البداية تدل على أن  أحداثا ما جرت منذ عشر سنوات قبل بداية الرواية.

 

تتكشف الأحداث رويدا رويدا مع كل فصل أو مدخل من مداخل الرواية، فنكتشف أن "هدهدة" درست علم الفلك بناء على وعد قطعته على نفسها مع صديقتها الأميرة "مضيئة" أمام مملكة النجوم، رغم اعتراض والديها.

 

هنا يبرز سؤال: لماذا أصرت الأميرة "مضيئة" على أن تدرس "هدهدة" علم الفلك؟ الاجابة: لكى تكون مؤهلة لخوض غمار هذه التجربة التى دارت أحداثها فى عالم النجوم.

 

هنا تبنى الكاتبة روايتها بناء صحيحا منذ السطور الأولى، الغريب أن أحد أفراد عالم الواقع "الأرض" ليس من أسرة أو أصدقاء "هدهدة" صدق على ما روته حول لقائها بالأميرة "مضيئة" التى أهدتها "قلادة نجمية" لتكون وسيلة التواصل بينها وبين الأميرة، ولكن للأسف لم تلق أى استجابة، وهذه الرحلة كانت للبحث عن "القاضى العادل أبى الأمنيات".

 

يقفز إلى الأحداث شخصية "ضحكوك" ذلك المهرج الذى يعمل فى السيرك، ويعزف ببراعة على آلة الكمان، وفجأة يختفى "كمانه الكرستالى" الشفاف، فيبحث عنه فى كل مكان فى السيرك فلم يجده واستغرب جدا من اختفاء كمانه.

 

ففى فصل "القلادة النجمية" تبرق هذه القلادة فجأة وتومض، ثم يتوقف وميضها، ويظهر "نجم" صديق "هدهدة" المقرب، وتتضح هنا مدى العلاقة بين "هدهدة ونجم" من خلال هذا الحوار:

 

"فرحت بقدوم صديقها نجم، وقالت: ألم تشاهد ذلك البريق الذى إنبعث من القلادة منذ قليل؟

 

- شاهدتك تتأملين القلادة وكأنك تنتظرين ظهور جنى ما.

 

- تقول هذا الكلام رغم أنك الوحيد الذى صدق قصتى مع أميرة النجوم".

 

ثم يظهر زميلها "زبن" أثناء حفل تخرجها ويبارك لها على هذا التخرج ثم يقول لها: "انظرى.. لقد عثرت على هذه العلبة على أحد كراسى القاعة ومدوّن عليها (اسمك) هنا حدثت غيره من قبل "نجم على هدهدة".

 

- حدث لضحوك فيما يشبه الحلم أن هناك شئ يحدثه بأن يعرف من أخذ كمانه، ولم ير من يكلمه فقد كانت صخرة ضبابية هى التى تحدثه ولم يرها إلا حينما طلبت منه أن ينظر إلى قدميه، ثم رسمت منطادا سحريا نظر بداخله فرأى عوالم سحرية غاية فى الروعة والجمال كما شاهدهة نجمة مارة بجواره يحمل "كمانه الكرستالى".. صرخ "ضحوك" دهشا غير مصدق.. وقال ماذا تفعلين بكمانى وسقط مغشيا عليه".

 

- يتضح من الأحداث السابقة أن الكمان الكرستالى الخاص ب"ضحوك" والذى عثرت عليه "هدهدة" فى الحفل مكتوبا عليه اسمها لم يحدث مصادفة بل هناك من أخذه وأوصله بهذه الطريقة إلى "هدهدة" التى أدهشت هى الأخرى لأنها لم تعرف من أهداها هذا الكمان الجميل.. ولكنها شعرت فى قرارة نفسها أن هذه الهدية ربما تكون من "أميرة النجوم" بعدما تأكدت أن والديها لم يقدما لها هذا الكمان كهدية.

 

- تمر الأحداث فى تصاعد درامى رائع، فعن طريق "نجمة" يعرف "ضحوك" أن الأميرة اختطفت، وأن كوكبهم تعرض للهجوم يوم مراسم تتويجها ملكة.. وأنه الوحيد الذى يستطيع العثور على "هدهدة" لينقذ الأميرة.

 

- إذن "فهدهدة" هى التى سوف تنقذ الأميرة وأن "ضحوك" هو من سيساعدها.

 

- بدأت تتكشف بعض الحقائق أمام "ضحوك" الذى كان لا يعرف شيئا عن "هدهدة" ولا لماذا هو بالذات تم اختياره لهذه المهمة؟

 

- عرف أن "هدهدة" معها قلادة نجمية، هذه القلادة هى هدية الأميرة "مضيئة" لها أخبرتها أنها وسيلة اتصال ويمكنها أن تتحول إلى صحن فضاء ينقلها إليها لزيارتها.. ويكتشف أيضا أن هذه القلادة مزيفة لأن الأصلية سرقت.

 

- ويجد نفسه "ضحوك" فى مهمة بأمر من القاضى العادل أبى الأمنيات، وظهر "قطار العاصفة"، ووجد نفسه داخل القطار، قطار العاصفة يذكرنا ببساط الريح فى حكايات ألف ليلة وليلة، الذى كان ينقل الناس بسرعة رهيبة قبل اختراع الطائرة.

 

(هنا توافق كبير يجمع بين "هدهدة" و"ضحوك" هذا التوافق يتمثل فى أنهما من يشاهدا العوالم السحرية، ويسافرا عبرا قطار العاصفة، وهما يحبان العزف على الكمان، علاوة على أن كمانه انتقل إليها دون أن تعرف ذلك)

 

- تمر الأحداث مسرعة فترى "هدهدة" فيما يشبه الحلم أن الأميرة "مضيئة" أتت لها فى أجواء سحرية رائعة، وأمرتها بأن تترك المدينة "حيث قالت لها آمرة: غادرى المدينة فورا إلى العالم الموازى".

 

- وقد ربط صديقها زين بين ظهور الأميرة "مضيئة" المفاجئ بعد هذه السنوات وبين وجود الكمان، وحلل هذا بأن الكمان لابد وأن يكون من طرفها.

 

- وجد "ضحوك" نفسه على ظهر جزيرة أشبه بعوالم ألف ليلة وليلة السحرية، وقد خرج عليه قرش ضخم من البحر فارتعد إلا أن القرش طمأنه، وقال له بهدوء: "لا تخف لن أوذيك اسمى القرش الأزرق"، وعرف من حديث القرش بعض المعلومات عن هذه الجزيرة التى اختفى أهلها الذين كانوا على علم كبير واشتهروا بعلم "الانتقال عبر الزمن"، وهذا يذكرنا أيضا بحكايات ألف ليلة وليلة والسفر إلى الماضى عبرا الزمن" وهم حراس بوابته ينقلون السياح والباحثين والزائرين وعشاق التارخ لمشاهدة فخامة المعمار فى القصور المشيدة، وفى المتاحف والأبراج والقلاع ودور الأوبرا والمسارح عن كثب، والالتقاء بشخصيات تاريخية صنعت الأحداث وغيرت مجرى العالم فى كل المجالات من طب، وفلك، وفيزياء، وكيمياء، وشعراء عظام".

 

- فجأة و"هدهدة" تتأمل القلادة النجمية وبقوة سحرية، انقسمت إلى نصفين وأطلقت أشعة مغناطسية جذبت "هدهدة" إلى داخلها وطارت بها لتجد نفسها أمام البحر الذى رأته فى أحلام يقظتها وهى تعزف على الكمان، وما إن لبث أن خرج لها دولفين لطيف الشكل يبتسم لها معتذرا عن الطريقة التى أخذها بها من منزلها، وقال: "إننى أتبع أوامر الأميرة مضيئة، لقد طلبت منى حمايتك".

 

- كما أبلغها بأن الأميرة "مضيئة" مختطفة من القرش الأزرق إنه وحش مفترس سبب الأذى لأهالى الجزيرة.

 

- ولأنك الوحيدة التى تملكين شفرة الانتقال عبر الزمن.

 

- قالت له كيف؟، قال لها: "أنت قائدة حراس بوابة الزمن، وبقية الحراس سجناء لدى القرش الأزرق، ولا تفك شفرة الولوج إلى العالم الموازى إلا باجتماعكم".

 

-  هنا ظهر الصراع بين "القرش الأزرق والدولفين" لبتضح لنا من هو الخير فيهما ومن هو الشرير، هذا ما كشفت عنه أحداث هذه الرواية الفاتنة التى لا تمنحك مفاتيحها بسرعة بل تتكشف لك رويدا رويدا عبر أحداثها المتشابكة.

 

- عرف "ضحوك" من "حراس بوابة الزمن" أنه تمت حماية القرش الأزرق، وقد حاول الدولفين اختطافهم ولم يتم له ذلك إلا بعد العصور على "هدهدة" لأنها قائدة حراس البوابة.

 

- ومن ثم استخدم الدولفين أسلوب المكر والخداع، وأعلم "هدهدة" كذبا بأنهم لابد وأن يدخلا قصر القرش الأزرق حتى يخلصوا "حراس بوابة الزمن".

 

- وفى قصر "القرش الأزرق" تتقابل "هدهدة" للمرة الأولى مع "ضحوك"، وخافت منه ولاذت بالفرار بعدما أراد أن يرى ما فى حقيبتها ولحق بها "ضحوك" فى تلك الأثناء ظهر القرش الأزرق ومعه حراس بوابة الزمن فسقطت "هدهدة" أرضا، فأخذ "ضحوك" حقيبتها ليجد "كمانه الكرستالى"، وصرخ: هذه أنت "يا هدهدة"، قالت له: كيف عرفتنى، قال: من الكمان الكرستالى.

 

- دخلت "هدهدة" إلى قصر "القرش الأزرق" وفتنت به لجماله وروعة منظره، وعلم الدولفين عن طريق أحد جنوده أن "هدهدة" تم القبض عليها فى قصر "القرش الأزرق".

 

- وهنا بدأت تتكشف الأمور "لهدهدة" مثلما تكشفت "لضحوك" من قبل، وأن "الدولفين" خدعها وأنه شرير، وأنه من سرق قلادتها الأصلية منذ كانت طفلة وترك لها قلادة مزورة مماثلة لها، وأنه هو من سجن الأميرة "مضيئة" فى مكان لا يصل إليه أحد حتى يسهل له غزو الكواكب عن طريق الفراق وأن هذا السجن فى العالم الموازى.

 

-  تمر الأحداث مسرعة ويختطف الدولفين نجم وزين صديق "هدهدة" لكى تأتى لخلاصهما فى تلك الأثناء يشعر "زين" بشعور غامض من حديث نجم عن "هدهدة" شعور غير مريح.

 

- يحدث علاقة عاطفية تربط بين قلب "هدهدة" و"ضحوك" ويقضيا أروع أوقاتهما داخل مملكة "القرش الأزرق"، ويتم استدعائهما من قبل "القرش الأزرق" الذى يبلغ "هدهدة" باختطاف الدولفين الشرير لصديقها "نجم" و"زين"، وأرسل رسالة تهديد "ويأمر بأخذك أنت وحراس بوابة الزمن مقابل إطلاق صراح صديقيك "زين ونجم"، وتقرر أن تذهب إلى قصر الدولفين لكى تنقذ صديقيها ووافقها "القرش الأزرق" على ذلك.

 

- فى قصر الدولفين اطمئنت "هدهدة" على صديقيها، وقال لها الدولفين: "اسمعينى جيدا.. لن أؤذى صديقيك شرط أن تنقلينى مع  حراس بوابة الزمن إلى العالم الموازى للبحث عن مكان أميرة النجوم".

 

- لم تجد "هدهدة" بدا من أن تنفذ طلب الدولفين و"زين وونجم"، وبالفعل ركبت مع حراس بوابة الزمن والدولفين وزين ونجم مقيدين، ومعهم "ضحوك" فيما يشبه سفينة الفضاء.. وسرعان ما حطت السفينة على الأرض وراحوا يتأملون المكان.

 

- ظلوا يسيرون فى هذا المكان "العالم الموازى" دون هدى بعدما تعرفوا على الحضارات القديمة الرائعة إلى أن أشارت عليهم "هدهدة" بضرورة تغيير خطة البحث بأن يبحثوا من قصر القاضى العادل أبى الأمنيات، إنه المكان الوحيد الذى يمكن لأميرة النجوم أن توجد به".

 

وفجأة تظهر الصخرة الضبابية "لهدهدة" والتى قد ظهرت لها منذ سنوات على الأرض، وبعد أن رحبت بها فأبلغتها الصخرة أن الدولفين أطلق عليهم تعويذة ماكرة جعلتهم لا يرونها ولا هى تراهم لذا أرسلوا "ضحوك" للبحث عنها.

 

- رسمت الصخرة الضبابية غيمة على شكل نفوز فظهر منها قطار العاصفة صعدت مع :نجم" إلى القطار.. توقف القطار ونزلا منه ليجدا نفسيهما على تلة عالية مكتوب عليها "مفترق الدروب" ومشيا فى درب الأمنيات، واستقبلها أهالى المملكة استقبالا فاخرا، فتح باب القصر ليدخل "هدهدة ونجم" ليجدوا الدولفين مبتسما.. صدمت "هدهدة" من هول المفاجأة.

 

- ولكن تكشفت لها الأمور أكثر حينما سألت الدولفين، كيف عرفت فكرتى، قال لها: وهو يحدق فى "نجم": إنه تابعى الوفى وصديقك الوفى، فالوفاء نفسه رغم اختلاف المصالح والنوايا حتى قلادتك النجمية هو من أخذها وغيرها، بقلادة أخرى بأمر منى".

 

- كانت صدمة "هدهدة" كبيرة جدا فى خيانة صديق عمرها "نجم"، وولاءه للدولفين الشرير.

 

- وفى عرش "مملكة الأمنيات" قال الدولفين لهدهدة: "لدى هدية جميلة لك (...)، وما هى إلا لحظات وظهرت الأميرة "مضيئة".. تتحرك متثاقلة بسبب الأصفاد التى تقيدها ورغم ذلك بدأت قوية وشامخة.

 

- أراد الدولفين أن يتخلص من "هدهدة" بعدما أوصلته إلى ما أراد، ولكن الأميرة "مضيئة" فهمت ما دار بخلده، وبنظرة واحدة من "مضيئة" إلى "هدهدة" فهمت ما تريد، قفزت "هدهدة" بسرعة خاطفة ناحية الدولفين ورمقت الكمان الذى تحولت أوتاره إلى حبال كهربائية قيدته، واستلت صولجان ورمته إلى الأميرة "مضيئة" التى أمسكت، وتمكنت الأميرة من فك القيود واستعادت كل قواها واستطاعت أن تبطل تعويذة السيطرة التى أطلقها الدولفين من قبل.

 

- وبهذا أنهت منظومة الشر المتمثلة فى الدولفين ورجاله وعاد كل شئ إلى ما كان عليه فى قصر القاضى العادل أبى الأمنيات بعد أن حاصر جند الدولفين.

 

- أراد "نجم" أن يبرأ نفسه أمام "هدهدة" فاعترف لها بحبه وسامحته، ولكنها كانت غير مقتنعة بحبه، وقد كان قلبها قد انشغل "بضحوك".

 

- وهنا انتصر الخير على الشر فى النهاية، وعادت الحياة إلى سابق عهدها فى كوكب النجوم بعدما تخلص "ضحوك" والجند الذى رافقه من أتباع الدولفين وتقلدت الملكة الأم عرش مملكتها وأقامت حفلا ملكيا فخما استقبلت فيه القاضى العادل، وملك البحار القرش الأزرق.

 

-  واعترف "ضحوك" لهدهدة بحبه، وهى أيضا اعترفت له بحبها الذى سيطر على كل كيانها.

 

- فى تلك الأثناء بادر الملك العادل "ضحوك"، وقال له: "ربما أدركت الآن يا "ضحوك" بأنك لست مهرجا عاديا فى سيرك، لا بل فارس مغوار من فرسان "مملكة الأمنيات" ولكل فارس فى المملكة علامة وأنت علامتك الكمان الكرستالى"

وكان صدمة مدهشة "لضحوك" و"لهدهدة".

 

- ورفض "ضحوك" أن يتوج ملكا على مملكة الأمنيات مع الأميرة مضيئة، ولكن "مضيئة" حست بالمشاعر التى تربط "هدهدة وضحوك" فقالت لهدهدة: "اذهبى الأن إلى الملك "ضحوك" فهو بحاجة إليك أكثر منى ونلتقى فى القاعة الملكية".

 

- وفى النهاية يقرر "ضحوك" أن يهاجر مع "هدهدة" إلى كوكب الأرض ليبدأ حياتهما معا.

 

اللغة:

 

استطاعت الكاتبة أن تصوغ روايتها بلغة غاية فى العذوبة والرقة، لغة بسيطة ومكثفة ومناسبة جدا، لهذه الفئة العمرية/ لغة لا يكتبها سوى شاعرة وهى بالطبع كاتبة وشاعرة.

 

دلالة الأسماء:

 

- "هدهدة" بطلة الرواية، وهو اسم فيه من العذوبة والمرح.. والهدهدة هى "الطبطبة" ومنها ما اشتق لدينا فى الموروث الشعبى بأن تسمى أغانى الصغار منذ الميلاد بأغانى الهدهدة والمناغاة".

 

- "ضحوك" بطل الرواية، وهو المهرج فى السيرك الذى يضحك الأطفال، ويدخل على قلوبهم البهجة والسعادة، وهو شجاع وفارس واسمه مناسب جدا لما قام به من مغامرات.

 

- الأميرة "مضيئة" أيضا اسم على له دلالة ايجابية لأنها تمنح الضوء، والضوء يزيل الظلمة ويكشف الأشياء.

 

- "أبو الأمنيات" وهو محقق الأمانى لمن حولة وهو  اسم أيضا رائع ودال على الخير الذى يمنحه لمن حوله.

 

- "زين" وهو صديق "هدهدة" وهو اسم يدل على الجمال والملاحة والرقة، ويتسق مع دوره فى الرواية وغيرها من الأسماء التى اجتازها الكاتبة بعناية لتكون دالة على دورها فى داخل الرواية.

 

الحبكة والدراما:

 

نجحت الكاتبة فى رسم التصاعد الدرامى داخل العمل "الرواية بشكل تصاعدى حتى وصل إلى القمة فى الصراع بين القرش الأزرق وبين الدولفين ثم انفرجت شيئا فشيئا، وانفرجت فى النهاية وانتصر الخير على الشر، فجاءت الحبكة مرسومة بعناية شديدة، تحسد عليها"

 

- كما احتشدت الرواية بالعديد من المعلومات التى جاءت فى السياق الدرامى للرواية ولا تشعر بها، وكأنها جاءت عفو الخاطر خاصة المعلومات عن الآثار المصرية القديمة والعربية وغيرها من دول العالم، وهذه إحدى فوائد الكتابة للأطفال والشباب أن تقدم لهم المعلومات فى قالب روائى مشوق ورائع.

 

- لجأت الكاتبة إلى استخدام الفانتازيا والخيال الجامح واستفادت من قراءاتها الكثيرة والمتعددة فى التراث العربى، وخاصة حكايات ألف ليلة وليلة وخلق عوالم موازية مليئة بالسحر والجمال، مثل: "قطار العاصفة/ سفينة الزمن/ القلادة النجمية/ صحن فضائى..إلخ".

 

- كما برعت بشكل فى الوصف عبر صور أقرب إلى الصور الشعرية بلغة شيقة وناعمة ودالة وخاصة فى فصل "هدهدة وضحوك"، كما استفادت من الأمثال الشعبية المصرية، مثل: "حاوريك النجوم فى عز الضهر" وتفسير هذا المثل العلمى بأن النجوم الزرقاء هى أكبر النجوم من حيث الحجم والأكثر إضاءة وسطوعا والأشد حرارة.

 

- علاوة على أنها حركت مخيلتنا وعقولنا وقلوبنا معها إنها رواية فاتنة بامتياز.