موقع "أكسيوس" الأمريكي: زي "آبي" العسكري يضع إثيوبيا في مفترق طرق

عربي ودولي

آبي أحمد
آبي أحمد


أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي، بأن صورة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مُرتديًا الزي العسكري ليعلق على أحداث العنف التي شهدتها البلاد، عكست اللحظة التي تقف فيها إثيوبيا الآن عند مفترق طرق، إما الانتقال إلى الديمقراطية، أو الانزلاق إلى هوّة العنف، أو الدخول في مزيج هش بين الاثنين.

وانتقد بعض نشطاء الأورومو البارزين آبي أحمد علنا، وقالوا إنه دفع بحزبه  نحو الازدهار على حساب مصالح الأورومو. 

وسبق أن قال آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، في خطاب بثه التلفزيون الوطني، إن المحاولات المنسقة في الأيام القليلة الماضية التي تهدف إلى إشعال الحرب الأهلية والعنف الطائفي في إثيوبيا تم إحباطها بسبب العمل الشاق من قبل الشرطة والجمهور، وذلك في الوقت الذي اشتعلت فيه المظاهرات منذ يوم الثلاثاء الماضي بعد حادث اغتيال المغني هاشالو هونديسا، الذي ينتمى إلى أقلية الأورومو. 

وشكر آبي أحمد وكالات إنفاذ القانون على محاولات استعادة النظام في الشارع الإثيوبي، بعد اغتيال هونديسا، وحضر إلقاء الخطاب مسئولون من وزارة الدفاع ومسئولون فيدراليون ومحليون من ولاية الأورومو. 

ووصف رئيس الوزراء الإثيوبي الأحداث التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية بأنها "خطة، تشبه خطة في مسرحية، حيث يهدف المؤلفون والممثلون" لإشعال الحرب الأهلية والعنف الطائفي، وإعاقة رحلتنا نحو السلام والديمقراطية والازدهار بشكل عام، ومنع نجاح أجندتنا الوطنية"، وذلك على حد تعبيره


قُتِل ما لا يقل عن 166 شخصًا خلال احتجاجات عنيفة هزّت إثيوبيا، على خلفية مقتل المطرب الشعبي وكاتب الأغاني هاشالو هونديسا الاثنين الماضي في العاصمة أديس أبابا. الأمر الذي ردّ عليه آبي أحمد بإرسال قوات لمكافحة الشغب وقطع خدمات الإنترنت والاتصالات. واعتُقِل قادة معارضة بارزين، إلى جانب 2300 آخرين.

وزعم آبي أحمد أن "قِوى خارجية" تحاول زعزعة استقرار إثيوبيا في وقت حرج - في إشارة إلى الأزمة الحالية مع مصر بشأن ملف سد النهضة. ومع ذلك، وقعت معظم الوفيات بعد مقتل هونديسا في أحداث عنف قِبلي، نُفّذ بعض منها من قِبل أجنحة متطرفة من الفصائل السياسية المتشددة في البلاد.

وأفادت يوهانيس جيبيريجزيابهر، مُراسلة "دويتشه فيله" الألمانية من أديس أبابا بأنه "بالنظر إلى القتلى والجرحى، هناك مؤشرات واضحة على أنهم استهدفوا لأسباب عرقية".

تركزت أحداث العنف في ولاية أوروميا، حيث وقعت الانتفاضة الشعبية في الفترة من 2014 إلى 2017، التي دفعت بآبي أحمد، أول رئيس وزراء لأورومو، لتولّي السلطة في أبريل 2018.

ووفق موريثي موتيجا، مدير مشروع القرن الأفريقي في مجموعة الأزمات الدولية، فإن هونديسا (34 عامًا) "قدّم بشكل أساسي الموسيقى التصويرية للانتفاضة" الشعبية في إثيوبيا وقتذاك.

وقومية الأورومو أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، ولكنهم واجهوا عقودًا من القمع والاستبعاد السلطوي.

وفي حين كان يُنظر إلى صعود آبي إلى سُدة الحكم في البداية على أنه انتصار، اعتبره بعض ساسة أورومو "حاجزًا" آخر أمام مطالبهم، بما في ذلك تحقيق قدر أكبر من الحكم الذاتي لأوروميا. ينتمي آبي إلى قومية إثيوبية كبيرة، لا يُحددها العِرق.

وفي أكتوبر الماضي، احتج شباب الأورومو ضد أبي وتأييدا لجوهر محمد قطب الإعلام، وهو من الأورومو كذلك، في احتجاجات أسفرت عن مقتل 86 شخصا. وهاجم جيش تحرير الأورومو المعارض القوات الحكومية وتتهمه الحكومة كذلك باستهداف مدنيين.