تقرير: التدخل التركي في سوريا أربك الساحة السياسية بشكل خطير

عربي ودولي

بوابة الفجر


الحديث عن تهور رئيس تركيا رجب طيب أدوغان وأحلامه التوسعية في المنطقة على حساب استقلال الشعوب العربية، أصبح بمثابة أمر واقع تتعايش معه حتى الدول الأوروبية، وفي مقدمها فرنسا وألمانيا واليونان.

وبينما يضحي أردوغان بعلاقاته مع دول الاتحاد الأوروبي، في سبيل تنفيذ حلمه الإمبريالي عبر تدخله عسكريًا في ليبيا وسوريا وفتح جبهة حرب جديدة داخل العراق، تواصل الشعوب العربية، وفي مقدمتها مصر، في التصدي للنفوذ التركي داخل الشرق الأوسط. 

وتحت عنوان "دور تركيا الإقليمي.. تقييم شامل"، نشر معهد "عيون أوروبية على التطرف"، تقريرًا موسعًا يستشرف مستقبل الشرق الأوسط بسبب تهور أردوغان خاصة داخل الساحة الليبية.

ويقول التقرير إن تركيا أصبحت الآن دولة "محبطة" بعدما كانت في وقتٍ ما إمبراطورية تحكم مساحة جغرافية شاسعة، وبالتالي تقتات حكومة أردوغان على الأحلام العثمانية التوسعية، ورغم ذلك فإن التدخل التركي في سوريا أربك الساحة السياسية هناك بشكل خطير.

ويشير التقرير إلى أن الاتفاق بين الأتراك وروسيا داخل سوريا شديد التهافت، ذلك أن مصالح موسكو في سوريا متضاربة للغاية مع مصالح أنقرة، ناهيك عن أن تدخل أردوغان في ليبيا أربك علاقته مع الروس بشكل خطير.

ووصف التقرير التدخل التركي في ليبيا بأنه "فيتنام جديدة"، ذلك أن الاتفاق العسكري بين أردوغان وحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج لم يسفر إلا أن جمود على الساحة الليبية، وهذا ما جعل جميع مساعي وقف إطلاق النار هناك تفشل، بيد أن دعمه للإرهاب والمرتزقة السوريين أصبح المأزق الرئيسي في ليبيا، ذلك أن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر يرفض أي شكل من أشكال الإرهاب داخل ليبيا.

وأوضح التقرير أن استراتيجية أردوغان المتهوة ألقت بظلالها على الاقتصاد التركي، والذي يشهد أسوأ فتراته منذ عقود، خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، لذلك فمن المتوقع أن أردوغان لن يستمر في تهوره داخل المنطقة العربية.

وقال التقرير: "أردوغان يتصرف مثل الثور الهائج، يناصب العداء لدول الاتحاد الأوروبي من خلال سياسته نحو اليونان وأزمة اللاجئين، ومن خلال تدخله المباشر في ليبيا، وهو ما سيسفر عن زعزعة استقرار القارة الأوروبية كلها".