دكتور خالد صلاح يكتب: شارون الغائب الحاضر

مقالات الرأي

بوابة الفجر


لا شك في أن شارون صاحب ذاكرة سيئة في عقل كل مصري وعربي ومسلم غيور على دينه؛ فعندما نتذكره تقشعر أبداننا غيظا وليس خوفاً وتغمض العيون وتتأفف الأفواه وتصم الآذان وتغمض العيون وتتحرك وضعية أجسامنا بشكل تلقائي.

وكل هذه الأعراض صحية فلا تقلق... خاصة إذا كان يحدث لنا هذه الأعراض السابقة عندما نتذكر شارون إسرائيل.

ففي علم النفس كل ما كان سبباً لالم نفسيا أو خسارة مادية أو معنوية عند رؤيته أو إستحضار صورته وذكره يسبب الألم والاشمئزاز.

ولله الحمد أنه يحدث لنا ذلك مع شخصية شارون إسرائيل لمّا فعله وخلفه من سجلا وافيا من جرائم الحرب ضد الانسانية التي أرتكبها بحق الشعب الفلسطيني من أطفال ونساء وشيوخ, وما فعله من مجزرة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها ما يقرب من ثلاثة الآف وخمسمائة شهيد فلسطيني خلال ثلاثة أيام في اجتياح بيروت عام 1982، غير سجله الإجرامي الحافل بقضايا جرائم الحرب مع المصريين في حرب 1967, واستفزازه مشاعر المسلمين باقتحامه للمسجد الأقصى سنة 2000، ومذبحة جنين 2002, واغتياله لكثير من الشخصيات العربية والفلسطينية التي تم معرفتها ورصدها، والتي لم يتم معرفة فاعلها إلى الآن ونٌسبت إليه بالتخصص، وما اشترك فيه من مؤمرات خفية على العرب والمسلمين بالسر أو العلانية؛ كل ذلك يجعلنا جميعاً لا نتذكره إلا بكل اللعنات مع استحضار سيرته البغيضة.

ولكن الأمر تحول في شعورنا وأعماق نفوسنا وتحولت كل هذه الكراهية من شارون إسرائيل إلى دِكتاتور  تركيا, وأصبحت الحالة النفسية التي كانت تنتابنا عند رؤية وتذكر شارون إسرائيل, هي نفس الحالة النفسية بل أكثر كراهية وغيظاً عندما نرى أو نسمع الدِكتاتور التركي.

فقد تحولت إلى ذلك الدِكتاتور التركي كل مشاعر البغض والكراهية عندما نراه ورحم شارون إسرائيل من كراهيتنا ليس للأبد ولكن إن شاء الله لفترة مؤقتة حتى نخلص من هذا الدِكتاتور.

فهذا الدِكتاتور الذي أصبح يجاهر بكراهيته للعرب من خلال ما فعله ومازال يفعله يجعل كل عربي غيور يزداد كراهية وبغضا لهذا الرجل.. عذرا أشباه الرجال.

فهذا القردوغان لا يتوقف عن إثارة الأزمات في المنطقة العربية التي تفضح وتكشف العداوة الكامنة داخله لكل ما هو عربياً, وسعيه الحثيث لإضعاف الدول العربية والتحالف مع الشياطين لتقسيم الدول العربية؛ لكي يفوز بثرواتها وخيراتها ويبتز قادتها, ومن يقف له يكرهه في السر والعلن.

ففي سوريا جعل جيشه يرتكب أفظع الجرائم في الشمال السوري واستخدام أسلحة محرمة دولياً وسعى لفرض تطهير عرقي, والتنكيل بالسكان داخل قرى الشمال السوري, بالإضافة إلى إبتزازه ومتاجرته باللاجئين السوريين في العالم, وتسبب في تجفيف وتجريده لكثير من الأراضي السورية بسبب انخفاض منسوب نهر دجلة الذي ينبع من جبال طوروس جنوب شرق الاناضول في تركيا ويعبر الحدود السورية التركية بطول خمسين كيلو متر, واستغل هذا الدِكتاتور حالة سوريا وقام ببناء السدود على هذا النهر؛ مما سبب إنخفاض للمنسوب المائي وحصة سوريا من المياه وبالتالي جفت كثير من الأراضي السورية.

وفي ليبيا يقدم كل الدعم للمليشيات المسلحة في ليبيا ويقدم كل وسائل الدعم الكمي والكيفي, وينقل كل تكفيريين العالم إلى ليبيا للانضمام في صفوف تابعه فائز السراج لنهب خيرات ليبيا, وأخيرا وليس آخرا في أفعال هذا الدِكتاتور استجلابة ليمنيين للقتال في صفوف السراج, واتفاقيته الأخيرة مع السراج لتسليم الغرب الليبي تسليم أهالي له واستباحة السيادة الليبية, وباعثه في ذلك كله نهب ثروات وخيرات ليبيا لكي ينعش خزائنه الخاوية, أو يبتز بورقة ليبيا الاتحاد الأوربي لينضم إليه دافعا عربون لذلك متمثلا في سيطرته على ليبيا, بجانب الضغط على مصر من جهة الغرب.

وفي العراق يقوم بين الحين والآخر بالاعتداء على الحدود العراقية منتهكاً سيادة العراق على أراضيها, وغير مراعياً لحقوق الجوار, بالإضافة إلى تجفيف وتجريد الأراضي العراقية بسبب أنخفاض منسوب نهر دجلة الذي ينبع من الأراضي التركية.

ومن ناحية مصر يقوم هذا الدِكتاتور بكن العداوة  والكراهية للشعب المصري كله ويظهر عداوته للقادة المصريين ورئيسها بالتحديد مستغلاً في ذلك تلك الشرذمة الضالة الهاربة عنده ليشن هجوما ضاريا علينا, ليس كراهية في قادتنا ولكن كراهية في فعلهم لأنهم شرفاء ويقفون أمام مطامعه في الوطن العربي كله.

فيا كل مصري شريف، ويا كل عربي غيور على عروبته، انتبهوا من شارون.. عذرا.. الدِكتاتور التركي، فقد اختلفت الاسماء والشخص واحد، إنه شارون الحاضر.