باحث أثري: الطب عند قدماء المصريين اختلط بالسحر وكشفوا علاج الكثير من الأمراض

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال الباحث الأثري أحمد عامر إن كلمه طب ترجع إلي عصر المصريين القدماء جاء منطوق كلمة "زين" بمعنى طبيب، ثم أصبحت تكتب "سونو" في مرحلة أحدث، ثم تحولت في اللغة القبطية إلى "سيني" بمعنى طبيب، ومنها اشتقت الكلمة" ميتسني" بمعنى "طب" وهى التي أخذتها اللغات اللاتينية وإلى الآن تنطق "ميديسن"، فهي كلمة ذات اشتقاق مصري قديم.

وأضاف عامر أن مسببات المرض فقد اعتبرها المصريين القدماء نتيجة لعوامل خارجية مثل الهواء والديدان وعوامل نفسية أو أسباب غامضة أو من المعبود أو من السحر ومجرد التعرض للهواء يُعتبر سببًا من أسباب المرض وكانت هناك بعض الأجسام التي لديها استعدادًا للمرض وتُسمي "whdw".

واستطرد عامر أن السحر كان مهمًا جدًا بالنسبة للمصريين القدماء، وقد امتزج بالطب لدي فريق منهم وعالجوا أمراضًا كثيرة بعلوم الطب وفنون السحر، ونجد أن المعبود أعطي الإنسان السحر كسلاح ضد أعدائه.

وأشار إلى أن الرقي والتعاويذ كان لها دورًا كبيرًا في الشفاء حيث ذكرت بردية "إيبرس" رقية كانت تستخدم للشفاء تقول "اخرج أيها الزكام، اخرج يا ابن الأنف المزكوم يا مُتلف الجمجمة"، وكان الأطباء يتمتعون بمستوي عالي من الكفاءة وعلي درجه عالية من العلم وفي نصوصهم كانت كلمة "swnw" تعني "طبيب" والأعلى منه مركزًا يُسمي "imy-r swnw"، ورئيس الأطباء "wr-swnw"، ومفتش الأطباء "shd-swnw" فمهنة الطب مهنة منظمة إداريًا.

وكانت المعبودة "سخمت" تستطيع في رأيهم أن تُبلي بالمرض الذي يؤدي إلي الموت وكان يُسمح لكهنتها بالتدخل في صالح من عاقبتهم وكان من أشهر كهنتها "ني-عنخ-رع" طبيب وكاهن "سخمت" ويبدو أن بعض الأطباء كانوا كتبة حتي تكون لديهم مقدرة علي أن يقرأوا المراجع الطبية، وأول طبيب عُرف في التاريخ كان يُسمي "حسي-رع" "hesy-re" وكان أخصائي أسنان وكان يعيش في زمن الملك "زوسر" ومقبرته إكتشفها الكاتب الملكي المعروف للملك كاهن "حورس" رئيس مهندسي الملك.

وأضاف عامر إلى أن مصر القديمة عرفت ثلاثة طوائف من الأطباء، وهم "سنو" الباطنيون، و"سخمت" الجراحون، و"ساو" وهم الأطباء الروحانيون، وكذلك عرفوا أخصائيي العيون والفم والأسنان، المعدة ومشاكل الشرج، وكتب الطبيب المصري القديم وصفات طبية وأجروا عمليات جراحية، وثبت أيضًا أن مهنة الطب كانت موجوده منذ 3000ق.م بأطباء مارسوها منذ الدولة القديمة في مدينة "سايس" التي كان بها أقدم جامعة للطب القديم في العالم.

وتابع عامر أن أجدادنا عرفوا علم الكيمياء والذى برع فيه المصري القديم، ومنه اكتشفوا مواد التخدير، كما عرفوا الوخز بالإبر والذى معروف فى أيامنا هذه الإبر الصينية، وقد استخدموها في إجراء العمليات الدقيقة مثل أورام المخ وغيرها.

كذلك عرفوا المضادات الحيوية والتي استخرجوها من فطر الخبز المتعفن، كما أنهم أول من عرفوا زراعة الأعضاء، وخيوط الجراحات، كما استخدموا الطب البديل والتداوي بالأعشاب،

كما عرفوا علاج حالات الإمساك، ومعالجة آلام الرأس وقرحة المعدة، ومعالجة أمراض جلدية، كما أنهم أول من عرفوا الختان، كما أنهم هم أول من عرفوا العلاج بالحجامة قبل العرب، والعلاج بالكي، وطرق تشخيص الحمل ونوع الجنين، وكرسي الولادة، وآلام الأسنان أثناء الحمل وأمراض النساء والمراهم والأدوية المستحضرات.

وأشار "عامر" إلي أن المصريين قدماء عرفوا "البلهارسيا" والذي كان من أكثر الأمراض انتشارًا، وعملوا تركيبات لعلاجها أشهرها "كبريتيد الأنتيمون"، كما تمكن الفراعنة من التوصل لعلاج لمرض المياه البيضاء، وإجراء عملية لها، كما استطاعوا التوصل لعلاج لأكثر من 20 مرضًا للعيون، والجوا الأسنان وصنعوا لها التركيبات والحشو وخلعوها بنجاح، إضافة لعلاج أمراض العظام مثل علاج الكسور والجروح، أما عن أشهر الأمراض التي لم يُعرف لها علاجًا فكان مرض "الطاعون" الذي انتشر في عهد الدولة الوسطي لمده أربعون عامًا،

وعن مبادئ الفحص الطبي عند المصريين القدماء قال عام إنها كانت كما هي الآن حيث كان الطبيب المصري القديم،على درجة كبيرة من دقة المُلاحظة حيث عرفوا المعاينة والجسَّ والتشخيص والعلاج الذي كان يشمل وسائل طبيعية وكيميائية وحيوية.