بكري عبد العزيز.. من تأسيس "تمرد السودان" إلى إسقاط نظام البشير

عربي ودولي

بوابة الفجر



يعتبر بكري عبد العزيز نموذج شبابي للسياسيين السودانيين، ونموذج فريد لإحدى حركات تمرد في الوطن العربي التي استمرت في العمل بعد اسقاط النظام وهي حركة تمرد السودان؛ حيث ساهم وحركته في الحراك الثوري على الأرض الذي تمخض عنه مظاهرات سبتمبر، ثم أصبح لاحقًا أحد قيادات تجمع المهنيين الذي قاد الحراك السياسي السوداني لإسقاط البشير.

ولد السياسي السوداني بكري عبد العزيز عام ١٩٨٠، في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، وأبيه عبد العزيز اقتصادي سوداني قدير ينتمي للحزب الإتحادي وكان مدير لإحدى بنوك السودان الهامة، تلقى تعليمه الأولي في مدينة الأبيض والتحق بجامعة السودان ودرس الإعلام وتكنولوجيا المعلومات وتخرج منها عام 2007، ثم حصل علي دبلومة في الإعلام من الجامعة الأمريكية في القاهرة

بدأ نشاط عبد العزيز السياسي عام ٢٠٠٥، بعد انفصال جنوب السودان، وكانت اولي مقالاته بعنوان " جنوب السودان وخمس قنابل " شاطه السياسي في الجبهة الديموقراطية والتنظيم الطلابي للحزب الشيوعي، وبدأ نشاطه بوضوح ضد طلاب الجبهة الإسلامية منددا بحكم نظام الإنقاذ وجماعة الإخوان المسلمين في السودان، وتحول للحزب الليبرالي، انتخب كعضو في برلمان ولاية شمال كردفان ونتيجة لمعارضته لسياسات نظام الإنقاذ أعتقل في عام 2007.

يمتاز التاريخ السياسي لبكري عبد العزيز بكثرة عدد الإعتقالات التي تعرض لها، وفي عام ٢٠٠٨ صدر ضده حكم بالإعدام بتهمة مساعدة حركة العدل والمساواة في دخول الخرطوم والمعروفة اعلاميا بمذبحة ام دورمان مع ١٣ آخرين وأعيد اعتقاله مرة اخري عام ٢٠٠٩ وعام ٢٠١٠ نتيجة معارضته لنظام البشير.

وبدأ بزوغ نجم بكري عبد العزيز السياسي عندما أنشا مع رفاقه حركة تمرد السودان والتي نشأت باسم الانتفاضة الثالثة، عملها في عامي 2011 و2012، قبل قيام تمرد المصرية، وشارك عبد العزيز في مصر وكان حاضرًا بقوة في ثورة 30 يونيو ولا يزال مقر الحركة الكائن في شارع هدى الشعراوي شاهدًا على اجتماعات عبد العزيز مع حسن شاهين ومحمد عبد العزيز ومحمود بدر، وتينما بنجاح الثورة المصرية غير اسم حركة "تمرد السودان، واصبح الناطق الرسمي باسمها".

حذت تمرد السودان حذو الحركة المصرية الأم، بإصدار استمارات ولكن لونها برتقالي تيمنًا بالثورة البرتقالية في أوكرانيا، والتي دعت للسلمية ونادت بالحرية ودولة القانون، ولكن التضييق الأمني على الحركة بدأ منذ اليوم الأول لإطلاقها، وصدرت أحكام بالقبض على أعضائها، وداهمت الشرطة منزل عمار جبارة، منسق الحركة حينذاك وأودعته السجن، وأحرقت الاستمارات بعد أن جمعت الحركة مليون توقيع

توقفت حملة جمع الاستمارات عندما أعلن حزب الأمة "مذكرة التحرير" التي تحمل نفس فكرة استمارة تمرد، ما جعل الحركة تبحث عن شكل نضالي جديد وهو الحشد الجماهيري، وانقسم عملها إلى شقين: الأول هو توعية الناس بحقوقهم وواجباتهم؛ والثاني الخروج لإسقاط النظام، وكانت أكبر الفعاليات التي نظمتها هي تظاهرات سبتمبر 2013 التي جوبهت بتوجيه الرصاص إلى صدور المتظاهرين، فسقط قتلى واعتُقل نائب رئيس الحركة محمد هاشم.

واتجت الحركة لتجميع أكبر قدر من الحركات الشبابية والأحزاب، في محاولة لتوحيد المعارضة حول فكرة حكومة ائتلافية، واشتركت الحملة في تحالفات أكبر كقوى الإجماع الوطني السودانية، ومؤتمر شباب السودان الأحرار.

جمعت بكري وتمرد السودان علاقات جيدة بالشخصيات السياسية السودانية المعارضة الكبيرة كالصادق المهدي وياسر عرمان وإبراهيم الشيخ، كما جمعته روابط قوية مع عدد من رؤساء الصحف المصرية والسياسيين المصريين، واليمنيين والليبيين.

عاش بكري فترة طويلة في القاهرة ولكنه تعرض لمحاولات كثيرة من النظام السوداني السابق لإغتياله داخل القاهرة منها محاولة لتسميمه، كما أصدر ضده حكم آخر بإعدام هو وثلاثة آخرين من قيادات الحركة، وذلك حتى لجأ أجيرًا لدولة كندا.

أنشأ تجمع الصحفيين المستقلين وهو عبارة عن تجمع للصحفيين الذين لا يتبعون للحزب الحاكم والمنضوين تحت اتحاد الصحفيين السودانيين أو الحزبيين والمنضوين تحت شبكة الصحفيين السودانيين، وفي بداية عام ٢٠٢٠ تحول الاتحاد إلي شبكة الصحفيين السودانيين المستقلة، وعبر هذا التجمع انضم عبد العزيز لتجمع المهنيين عبر ما يسمي استعادة نقابة الصحفيين السودانيين، ولا يزال بكري عبد العزيز وحركته يشكلان رقم صعب في المعادلة الشبابية السودانية.