قتلها عشقا في أمها.. "الفجر" تحاور جيران أسرة ضحية الطالبية (فيديو وصور)

حوادث

محررة الفجر مع أحد
محررة الفجر مع أحد الجيران


جريمة مأساوية التفاصيل وقعت خلال الساعات الماضية، هزت مشاعر المصريين جميعا، نظرا لأن ضحيتها كانت طفلة بريئة تبلغ من العمر اثنى عشر ربيعا، إلا أن نار الحقد والانتقام أحرقت هذه الزهرة الصغيرة قبل أن تتفتح براعمها للحياة، وهو ما حدث للطفلة "فجر أسامة عبدالعال"، ضحية القتل على يد عشيق والدتها، وانتقلت محررة الفجر إلى منطقة المعتمدية ذات الطابع الشعبي للبحث بين شوارعها ومساكنها عن تفاصيل القصة الصادمة، لتلتقي مع جيران الضحية، الذين رغم اختلاف أراءهم إلا أن قلوبهم اتفقت على الحزن على الطفلة "فجر" التي كانت "مثل ابنتهم، وهما اللي مربيينها" كما يقولون.

شبح الحرام
علاقة محرمة استمرت لعامين بين "عبير"، ربة منزل، في العقد الرابع من عمرها، و"عيد"، سباك، خمسيني العمر، وعندما قررت قطع العلاقة، تعرضت للضغوط من العاشق الذي جن جنونه بعد محاولات صدها، وانتقالها مع أسرتها إلى منطقة المريوطية لتبدأ حياتها من جديد، إلا أن شبح الحرام ظل يطاردها ويتعقبها، وقرر العاشق المجروح الانتقام منها وحرق قلبها، فاختطف ابنتها، وتعدى عليها وخنقها، ثم قطعها، ووضعها في خزان مياه، ووضع عليها مواد كاوية "بوتاس" ليخفي معالم الجريمة، حتى تحلل جسدها ولم يبق منها إلا قليل من العظام.

سيدة محتشمة.. وشيطان يطاردها
بلهجة حاسمة مدافعة عن الأسرة الـ"محتشمة" -كما تطلق عليها- بدأت السيدة "أ. أ"، تتحدث عن "عبير" التي جاورتها في الشارع نحو 18 عاما، وقالت: "حسبي الله ونعم الوكيل.. كل اللي بيتقال عليها ظلم"، موضحة أن هذه السيدة التي يقال إنها خانت زوجها لعامين، لم تر منها خلال عقدين من الزمان إلا الاحترام، لافتة إلى أنها كانت تعيش مع زوجها في نفس الشارع الذي تقطن به أسرتها، وأن والدتها سيدة مسنة ضريرة، وابنها الأكبر "محمود" يعمل سائق "توك توك"، وهو ليس مريضا كما يقولون، أما الأب فيعمل ليل نهار كـ"مندوب" في شركة مواد غذائية، ويوفر لأسرته كل ما تحتاجه.

تلتقط السيدة أنفاسها، وتسرح بعيونها إلى نقطة بعيدة في الأفق وتتذكر الطفلة الصغيرة، وتقول: "دي زي بنتنا، إحنا اللي مربيينها، كانت بتنزل بتلعب مع العيال ومحدش يجرء يخطفها لو هي عايشة بينا ده حصل بعد ما عزلوا"، مضيفة بآلم وحسرة: "آخر مرة شوفتها قبل ما تتخطف بتلات أيام، وقالتلي إنها هتخلي مامتها تجيبها تزورني بعد ما يعزلوا.. البنت لبقة وكويسة وتحسيها إنها كبيرة، وأعطيتها بعض الهدايا".

السباك يسعى لعلاقة آثمة
وتؤكد، أنهم اندهشوا جدا من قرار الانتقال إلى المريوطية، لافتة إلى أن الشخص المدعو عيد، والذي يقال إنها كانت على علاقة آثمة به، لم يرونه إلا مرة واحدة منذ عام ونصف، عندما كان يصلح "السباكة"، وهو لا يعيش في "المعتمدية" بل يعيش في منطقة "أرض اللواء" القريبة منهم.

تصدق ابنة السيدة على حديث والدتها، وتتحدث إلى الفجر قائلة: "زوجها محترم وأحسن منه ولا يوجد مقارنة بينهم.. ومش هتبص لواحد زيه بيئة".

أحد الجيران: راجل لا عنده رحمة ولا دين
"إحنا في منطقة شعبية والحاجات دي بتتكشف، ولو كان فيه حاجة زي زوجها مكانش هيسكت وهي أخلاقها كويسة"، هكذا يضيف أحد الجيران، مؤكدا حديث جارته، مشددا على أن كل ما يقال كذب وافتراء، ولم يلاحظوا شيئا عليها"، مختتما حديث إلى "الفجر" قائلا: "حسبي الله ونعم الوكيل راجل لا عنده رحمة ولا دين.. ربنا يأذي المؤذي"

تجولت "الفجر" في المنطقة التي شهدت القصة بأكملها، فبين هذه الشوارع لعبت الطفلة الصغيرة، وعاشت أسرة مصرية بسيطة لمدة تصل لـ18 عاما، حتى ظهر الشيطان في حياتها، ليفسد ما أصلحته العشرة والمودة.

الهروب إلى شقة أخرى
التقينا أحد الجيران المقربين من الأسرة، والذي كشف بعض التفاصيل الجديدة عن الحادث، لافتا إلى أن الزوج كان يعيش مع زوجته في الشقة وهي إيجار قديم يدفع فيه مبلغا بسيطا كل شهر، وفوجئوا بأنه انتقل إلى شقة أخرى إيجارها حوالي 1500 جنيه، وطلب من صاحب العقار الذي كان يعيش به أن يعطيه 37 ألف جنيه مقابل إخلاء الوحدة السكنية.

ويضيف، في حديثه إلى الفجر: "سمعت بعد ما القصة انتشرت إن جوزها رفع عليها قضية زنا، وده حقه فعلا"، مشيرا إلى أنه تذكر عندما حدثت مشكلة في "السباكة" منذ نحو عامين، رفضت هذه السيدة أن يأتوا بـ"سباك" من المنطقة، وجاؤوا بهذا الشخص رغم أنه غريب على المنطقة"، ولكن أحدا لم يضع هذا الموقف في حسبانه ولا يتذكره إلا بعد الواقعة.

غضبت من جوزها لمدة شهر.. وموبايل للابن
ويشير إلى أن أحد أصدقائه روى له، أنه رآها ذات مرة مع هذا السباك في شارع جامعة الدول، معقبا: "كانت مستخبية وسطينا، وفي الفترة الأخيرة مكنتش طايقة المكان كأنها بتهرب من حاجة وسابت البيت وقعدت عند أمها حوالي شهر، وراحوا خدوا شقة برا المنطقة.. حد يسيب شقة زي التمليك ويروح ياخد شقة إيجارها ألف ونص!! وعرفنا إن السباك بعدين جه وحاول يوصل لعنوانها الجديد، وقابل ابنها وأعطاه موبايل جديد، وعرف منه العنوان، وحصل اللي حصل بعدين".

تفاصيل القضية
كشفت تحقيقات النيابة العامة، في واقعة اختطاف الطفلة "فجر أسامة عبدالعال"، 12 سنة بمنطقة الطالبية، أن والدة الطفلة تعرف القاتل منذ أكثر من عام.

وأشارت التحقيقات، إلى أن البداية كانت عندما حدث عطل في "السباكة"، في شقة الضحية، فأتى عامل سباكة يدعى "عيد"، وبدأ في حوار مع والدة الطفلة بشأن السحر والأعمال السفلية، ما جذب الزوجة إليه، وطلبت منه أن يساعدها في فك "سحر" لابنها، ونشأت بينهما علاقة محرمة.

جريمة في عز الضهر
وأوضحت التحقيقات، أنه في يوم الواقعة خرجت الفتاة الساعة الثانية عشر ظهرا، ولم تعد مرة أخرى، وذهبا إلى قسم الطالبية لتحرير محضر باختفائها، وبعد مراجعة الكاميرات، وجدوا أنها استقلت "توك توك" مع أحد الأشخاص، وتبين أنه "السباك"، فحاولوا التواصل معه واستدرجوه إلى القسم بحجة أنهم يريدون تبرئته من الاتهام الموجه له، فذهب معهم وتم القبض عليه، كما تم القبض على الزوجة بعد إبلاغ زوجها عنها بتهمة الخيانة الزوجية.

وأمرت النيابة العامة، بجنوب الجيزة، في واقعة خطف طفلة وقتلها وتقطيع جسدها على يد سباك بمنطقة الطالبية، بإرسال بقايا الجثة "عبارة عن عظام" للطب الشرعي، للوقوف على ظروف الواقعة وملابساتها، وللتأكد إذا تعرضت للاعتداء الجنسي من عدمه.

حبس المتهم
كما أمرت النيابة، بحبس المتهم، ٤ أيام على ذمة التحقيقات، بعد قتلها وأشعل النار في جثتها مستخدما "بشبوري" ثم قطعها بسكين كبير ووضعها داخل برميل معبأ بمادة كاوية "بوتاس" لإخفاء جريمته، وذلك لإنهاء والدة الطفلة العلاقة الغير شرعية التي تجمعهما.

كان نجح رجال الإدارة العامة لمباحث الجيزة، في كشف ملابسات اختطاف طفلة وقتلها، ثم وضعها داخل خزان مياه ووضع مادة كاوية عليها بمنطقة الطالبية، وتمكنت القوات من القبض على المتهم بارتكاب الجريمة، إذ تبين أنه على علاقة غير شرعية بوالدة الطفلة، وأخطر اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة.

اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، كان تلقى إخطارا من العميد طارق حمزة رئيس قطاع غرب الجيزة، بورود بلاغا للرائد أحمد عصام رئيس مباحث قسم شرطة الطالبية، بورود بلاغا من سيدة، بتغيب ابنتها "فجر.أ"، 12 سنة، في ظروف غامضة.

علاقة غير شرعية سر الجريمة
وشكل اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، فريق بحث لكشف ملابسات البلاغ الوارد، وتتبع خط سيرها، وفحص علاقات والدتها، إذ تبين أن والدتها على علاقة غير شرعية بعامل، وقررت والدة الطفلة إنهاء تلك العلاقة الغير شرعية، وهذا ما رفضه عشيقها، حيث قرر خطف ابنتها وقتلها.

وبينت تحريات ضباط إدارة البحث الجنائي بالجيزة، أن العشيق خطف الطفلة بشقته بمنطقة المعتمدية، ببولاق الدكرور، وقتلها ثم وضع جثتها داخل خزان مياه، ووضع عليها مادة كاوية "بوتاس"، لإخفاء معالمها، لسهولة التخلص منها.

وانتقلت قوة أمنية إلى شقة العشيق بمنطقة المعتمدية، برئاسة المقدم مصطفي كمال وكيل فرقة غرب الجيزة، والرائد أحمد عصام رئيس مباحث القسم، والقوة المرافقة لهما، وعثر على جثة الطفلة ملقاة داخل خزان مياه، وفي تحلل تام، وضبط أدوات الجريمة عبارة عن ( بشبوري، ماسورة حديدية، سكين).