د.حماد عبدالله يكتب: "فيروس" التشبث بالكرسى !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


هذه الصفة الغير محبوبة والغير لائقة تصيب بعض من المسئولين على كل المستويات سواء كانت "منتخبة أو معينة" او حتى كانت "بالمصادفة"حسب أقدميتها فى الوظيفة وتجد أن يوم إنتهاء الخدمة وترك الكرسى (المقعد) حزن عميق وأسى وربما فى بعض الأحيان تشبث غير قانونى وغير دستورى بالكرسى اللعين.

وهنا نجد أيضاً بأن "المتشبث بالكرسى" يجمع حوله الأمانى العظيمة والدعاء إلى الله بأن يصدر قرار بإستبعاده أو بإنتهاء مدته القانونية أوربما يصل التطرف بالبعض بالدعاء عليه والذهاب إلى دور أهل البيت الكرام "ليشفع الدعاء بالتلبية" من عند الله.

والسؤال هنا لماذا؟لماذا التمسك بالكرسى إذا كان أساساً هو فى خدمة الناس ؟؟

لماذا السعى والموت من أجل البقاء فى منصب زائل بحكم الزمن وبحكم التاريخ وبحكم سنة الحياة ؟؟

إن مظاهر "التشبث بالكرسى" رأيناه فى مؤسساتنا الصحفية وحينما غادروا الكراسى بعد زمن طويل طويل جداً وبعد أحكام قضائية  نافذة ولم تنفذ حينها للإلتفاف حولها … وجدنا من المصائب والكوارث ما لم يتحمل سماعه أو حتى رصده وجمعه وطرحه من السيرة الذاتية للراحلون عن الكراسى.

ورأينا ذلك فى الأحزاب السياسية، ماذا يحدث هناك إن رئاسة حزب أو زعامة مجموعة تخضع لأعراف كثيرة منها بأن "الخيبة" حينما تصيب الجماعة وجب تخلى القيادة عنها وإتاحة الفرصة أمام جيل أخر من الجماعة أو الحزب ليقود ويطور ويبدع!!

فالموهبة لها فترة محددة فى العطاء بإنتهائها تصبح الشخصية مجمدة ومسترجعة لتاريخ لا فائدة منه يصبح المسئول "مجتراً" ولا أمل يمثله ولا مستقبل يسعى إليه.

إن "التشبث بالكرسى" عادة سيئة ، لئيمة وخبيثة وسرطانية،كلها أمراض ومن يلتف حول هذه الخاصية ،هم مرضى أو "ممسوسين بالجن أو الشيطان "وهو الأب الشرعى للمصالح الشخصية !!

إن هذه العادة وإن إتصفت بالعمومية بين البشر إلا أننا فى عالمنا العربى تميزنا بها وإنفردنا مثل الخلاف على من يخلف الخلفاء الراشدين فى الدولة الإسلامية ولعل أشهر المذابح والخيانات تملاً كتب فى عادة "التشبث بالكرسى"!!

لا شك بأن رقى المجتمع ، وتطوره ، وتطوير الأداء الديمقراطى وحرية التعبير ورفع الحظر عن الفكر الحر "المؤدب والمستنير" كل هذه العوامل هى طريق جيد لإبعاد صفة من أسوأ الصفات لدى مسئولينا وهى صفة "التشبث بالكرسى".