مع اختلاف أعراضها بين الأشخاص.. تعرف على أبرز عوامل تطور أعراض كورونا بين المصابين

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تعتبر الأعراض المعروفة والرسمية لكوفيد 19 هي ثلاثة أعراض تؤكد الإصابة بالفيروس تشتمل على جفاف الحنجرة وفقدان حاسة الشم والتذوق وعلى المريض العزل المنزلي كما أوضحها الدكتور فؤاد عودة رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق الأوسطية ولكن قد لا تظهر الأعراض أو تشتد إلى جانب وجود عوامل وأسباب أخرى مرتبطة بتطور أعراض فيروس كورونا المستجد بين المصابين بكوفيد 19.

وترصد بوابة " الفجر" أبرزالعوامل التي تؤدي إلى تطورأعراض كورونا بين المصابين في السطور التالية:

1- المناعة وعلاقتها بتطور أعراض كورونا بين المصابين:

بالرغم من الحديث دائمًا منذ تفشي كورونا أن قوة المناعة الذاتية لدى مصاب كوفيد 19 تجنبه من تطور أعراض المرض ولا تتدهور حالته إلا أن هناك دراسات أجريت مؤخرا أثبتت عكس ذلك فبحسب ما نشرته مجلة "نيتشر مديسين" يوم الخميس الماضي من نتائج دراسة طبية هامة أثبت من خلاله فريق الباحثين أن المصابين بفيروس كورونا وليس لديهم أعراضها لديهم مناعة ذاتية ضد كوفيد 19 أقل كثيرًا ممن تظهر عليهم أعراض شديدة لكورونا بما فيهم الحالات المتدهورة في جهازهم التنفسي.

وأجرى فريق البحث الصيني الدراسة على مجموعتين من المصابين بفيروس كورونا المستجد في منطقة وانتشو بمدينة تشونغبنغ وقام الفريق بعمل مقارنة بين المجموعتين اتضح من خلالها أن 37 ظهرت عليهم أعراض كوفيد 19 بينما لم تظهر الأعراض على ال37 الآخرين من المصابين وبعد مرور أسابيع من التعافي وأخذ عينات دم من المجموعتين أثبتت التحاليل أن 62.2% من المجموعة الأولى التي لم تظهر عليها الأعراض لديهم أجسام مضادة ولكنها قصيرة المدى على عكس المجموعة الأخرى التي ظهرت عليها الأعراض بشدة ومنهم حالات متدهورة أثبتت تحاليلهم أن 78.4% منهم لديهم أجسام مضادة طويلة المدى، وبعد مرور 8 أسابيع من النقاهة حدث ل81.1% من مرضى كوفيد 19 الذين لم يعانو من أعراض هبوط وانخفاض في الأجسام المضادة على عكس 62.2 % ممن ظهرت عليهم أعراض شديدة.

كما أثبتت الدراسة أن مرضى كوفيد 19 الذين لم يعانوا من أعراض يمتلكون معدلات أقل من 18 من البروتينات المضادة للإلتهابات من المصابين بكوفيد 19 ولديهم أعراض شديدة.

وكانت النتائج المستخلصة من الدراسة أن المصابين بكوفيد 19 وليس لديهم أعراض المرض يمتلكون استجابة مناعية أضعف لكوفيد 19.

ومن جانب آخر بحسب ما نشرته صحيفة " ديلي ميل " البريطانية لدراسة حديثة نفى من خلالها المشرفون على الدراسة أن قوة الإستجابة المناعية لكوفيد 19 هي سبب اختلاف أعراض المرض أو درجة شدة كوفيد 19 من شخص لآخر.

2- فصيلة الدم وعلاقتها بتطور أعراض كورونا بين المصابين:

أيضًا من العوامل الأخرى التي ربطها الباحثون بتطور أعراض كوفيد 19 فصيلة الدم للمصابين بفيروس كورونا وأجريت العديد من الدراسات في ذلك، ومؤخراَ قام فريق بحثي في المركز الطبي بجامعة كولومبيا ايرفينغ في ولاية نيويورك بإعداد دراسة حديثة توصلت نتائجها إلى أن فصيلة دم معينة تساعد في الوقاية من الإصابة بكوفيد 19 وهذا يمنح بعض الأشخاص مستوى حماية أعلى من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وتوصلت هذه الدراسة الحديثة إلى نتائج هامة وهي أن إختلاف أعراض كوفيد 19 بين المصابين يرجع إلى اختلاف البصمة البروتية في الدم حيث اكتشفوا أن فصيلة الدم O يتمتع أصحابها بأنهم أقل عُرضة للإصابة بفيروس كورونا من باقي فصائل الدم الأخرى والسر في ذلك أنه توجد صلة بين الجينات التي تحدد فصيلة الدم والإصابة بكوفيد 19.

وجمعت الدراسة بيانات أكثر من 750.000 شخص شارك في الدراسة ومنهم 10 آلاف شخص مصابين بكوفيد 19 اتضح للباحثين أن فصيلة الدم o أن أصحابها أقل عُرضة للإصابة بكوفيد 19 بنسبة وصلت إلى 18%.

وبالمقارنة مع فصائل الدم الأخرى وجد الباحثون أن بيانات 1.4% من المصابين بكوفيد 19 من فصيلة الدم
A و1.5% من المصابين بكوفيد 19 من فصيلة الدم B أو AB أن أصحاب فصيلة الدم O أقل عُرضة بنسبة تتراوح بين 13% و26% لكوفيد 19.


بينما أوضحت العديد من الدراسات أن أعلى نسبة خطورة لأصحاب فصيلة الدم A، حيث أنهم أكثر عُرضة للإصابة بكوفيد 19 بنسبة أعلى 33% من أصحاب فصائل الدم الأخرى وقد يتعرضوا لتدهور شديد في حالتهم.

3- الأمراض المزمنة وعلاقتها بتطورأعراض كورونا بين المصابين:

تلعب الأمراض المزمنة درجة كبيرة في تدهور حالات المصابين بكوفيد 19 وبحسب دراسات هم من أكثر الفئات عُرضة للوفاة بفيروس كورونا المستجد.

وبحسب ما ذكرته صحيفة " ديلي ميل " البريطانية قام مؤخرًا فريق بحثي من جامعة ساوباولو وجامعة واشنطن بدارسة تفسير أسباب تعرض أصحاب الأمراض المزمنة للإصابة بكوفيد 19 وقام الباحثون بأخذ عينات من الرئة من 700 شخص ممن يعانون من أمراض مزمنة مثل مرض السكري ومرض إرتفاع ضغط الدم وأمراض الرئة وأثبتت الدراسة أن أصحاب هذه الأمراض المزمنة لديهم مداخل خلوية تمكن فيروس كورونا المستجد من أن يدخلها أكثر من الأشخاص الأصحاء.

وفيما يتعلق بمرض سرطان الثدي اكتشف الباحثون علاج لكي يحظر مستقبلات  ACE2 الزائدة والتي يدخل كوفيد 19 من خلالها، ويعتبر هذا طوق نجاة للآلاف من العدوى بكوفيد 19.

وأكد الفريق البحثي أن مرضى كوفيد 19 الذين توفوا أنهم في الحقيقة لم يموتوا بسبب الإلتهاب الرئوي وإنما السبب الحقيقي هو حدوث تجلط في الدم وأزمات قلبية بسبب زيادة مستقبلات ACE2 وهذا المستقبل عبارة عن بروتين هام يوجد على سطح الخلايا في الجسم ودوره أنه يعمل مثل المعالج من البروتينات والهرمونات الأخرى خلال سلسلة من التفاعلات لها دور في التحكم في ضغط الدم وهذا يتيح لكوفيد 19 نقطة يستطيع أن يقتحم ويدخل جسم الإنسان من خلالها.

وتعتبر مستقبلات  ACE2 منتشرة بكثافة على خلايا الرئة لأصحاب الأمراض المزمنة مثل أمراض الكلى أو مرض السكري أو مرضى القلب وتوصل باحثي الدراسة أن هذا السبب هو السر في الضرر المدمر للأعضاء الداخلية في أجسام أصحاب الأمراض المزمنة.