انتهاك للسيادة وإبادة للأزيديين.. أسرار "مخلب النمر" التركية على شمال العراق

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية


أعلنت وزارة الدفاع التركية، مساء الأحد، إطلاق عملية "المخلب-النمر" العسكرية شمال العراق ضد تنظيم "حزب العمال الكردستاني، ووجهت عدة ضربات عسكرية جوية لما أسمته بمعاقل الحزب في منطقة سنجار.

بغداد
"تركيا انتهكت السيادة أكثر من مرة" بنلك الكلمات تصف ندى الجبوري النائبة السابقة بالبرلمان العراقي، الهجمات التركية على سنجار، مبينة أنه هذه الإنتهاكات المستمرة، تدل على عدم مقدرة الحكومة على حماية حدودها البرية والبحرية من جميع من دول الجوار التي اعتادت على إنتهاك السيادة العراقية.

وأكدت الجبوري لـ"الفجر"، أن تركيا انتهكت السيادة العراقية أكثر من مرة بدعوى وجودحزب العمال الكردستاني، وتعتبر هذا القصف استمرار للتدخلات التركية في مناطق الأكراد السوريين، فالقوات التركية التي تهدد لسنجار له علاقة علاقة بالملف سوري تدعي أنها تتخوف من وجود دعم لجهات كردية يكون لها استقلاليتها في الشمال السوري.

وبينت النائبة السابقة بالبرلمان العراقي، أن النفوذ الإيراني بدأ ينخفض، مما أعطى النفوذ التركي ان يتوسع أكثر، المرحلة القادمة بها تغيرات كبيرة ستشمل حتى الحدود ولذلك لن تحل تلك المشاكل إلا بالحوار المجتمعي ونزع السلاح والعفو العام

وبينت الجبوري، إن ما فعلته تركيا هو تدخل سافر داخل دولة أخرى، وأي نوع من أنواع العنف يسبب ضرر لأن تلك المناطق لم تستقر بعد بسبب الفوضى التي خلفتها داعش بها، ولكن اللوم على الحكومة العراقية المركزية التي تركت المنطقة فريسة للأطماع التركية.

كردستان العراق
"شبيهة بسياسة هتلر" بتلك الكلمات وصف ياسين رسول ممثل حزب الإتحاد الوطني الكردستاني بالقاهرة، الهجمات التركية على منطقة سنجار وشنكال، واصفًا إياها بهجوم سافر وإعتداء سافر على الأراضي العراقية وضد سيادة العراق، وبأنها تشبه إلى حد بعيد سياسات الزعيم النازي هتلر في أربعينات القرن الماضي عندما يهاجم الجميع في وقت واحد حيث اعتدي على الأراضي الليبية و10 الاف جندي في سوريا واعتداءات على إقليم كردستان، ولا أحد يستطيع أن يتكهن ما هو تفكيره واستراتيجيته.

وأكد رسول لـ"الفجر"، أن أردوغان يقود عملية إبادة ضد الشعب الكردي سواء في العراق أو سوريا أو مواطني تركيا الأكراد، ومن غير المستبعد أن تتحول تلك الهجمات الجوية في مستقبل الأيام إلى عمل بري من عقلية مثل أردوغان.

واضاف رسول، أن القواعد التركية في إقليم كردستان العراق تستند إلى اتفاق قديم بين صدام حسين وبين الأتراك بملاحقة المعارضة في كلا البلدية تجدده تركيا سنويًا من جانب واحد

وأشار رسول إلى، ان تكيا تستغل الظروف في أي بلد وتتدخل فيه، والنموذج العراقي ليس الوحيد فهي تدخلت في السودان وتتدخل وسوريا، مبينًا أن مستقبل الإقليبم مربوط بمستقبل المنطقة والتسويات النهائية فيها

أسباب الهجوم الحقيقية
تستهدف الوجود الإيزيدي في المنطقة عموما" بتلك الكلمات وصف فواز آيو رئيس إتحاد أزيديي سوريا، الإعتداءات التركية على منطقة سنجار والتي يقطن غالبيتها أتباع الديانة الأزيدية، مبينًا أن تركيا تقود هذه العمليات في كل من تركيا وسوريا والعراق باصرار شديد، وهو استمرار لما فعلت وتفعل بالأيزيديين في عفرين ورأس العين السوريتين وكيف كانت تدعم تنظيم الدولة الاسلامية -داعش في هجومها على سنجار.

وكد أيو لـ"الفجر"، أن تركيا تحاول منع عودة الأيزيديين من المخيمات الى موطنهم الاصلي في سنجار وكان هذا اهم هدف للغارات الجوية قبل يومين، في ٣٨٢٠١٤ عندما اجتاح داعش منطقة شنكال -سنجار وهي أكبر تجمّع للأيزيديين في العالم،كان يقطنها نحو ٧٠٠ ألف يزيدي نزحوا جميعا نحو مناطق مختلفة للنجاة بأرواحهم، غالبيتهم قصدوا مناطق إقليم كردستان العراق وقد تم ايوائهم في مخيمات عديدة ترعاها حكومة الإقليم وتقدر اعدادهم بحولي ٥٠٠ ألف يزيدي وهم ممنوعون من العودة إلى شنكال بعد تحريرها من سيطرة داعش بحجج عديدة مثل،وجود الالغام في المنطقة وان المنطقة غير آمنة وعدم توفر مقومات الحياة، وفي في الفترة الأخير ضاق الناس ذرعا وقرروا العودة مهما كلف الأمر وعادت عائلات كثيرة في الاسبوعين الاخيرين مما كان سيتسبب بعودة معظمهم وجاء القصف ليزرع الخوف والهلع مجددا في نفوسهم.

وبين رئيس اتحاد أزيديي سوريا، أن المخطط التركي واضح ضدهم ولا يساورهم الشك بنوايا أنقرة الاجرامية بحقهم كأيزيديين فالتاريخ يسرد عشرات الابادات الجماعية التي ارتكبتها تركيا بحقنا راح ضحيتها الملايين من الأيزيدية في كردستان التاريخية وفيما بعد داخل تركيا والعراق وسوريا،حتى أن تركيا لاحقت الفارين من بطشها إلى أرمينيا وجورجيا وجمهوريات قفقازيا، ولذلك يناشدون المجتمع الدولي في كل مناسبة بضرورة توفير حماية دولية لهم كأيزيديين في أهم منطقتين من مناطق تواجدنا في العراق وهما شنكال -سنجار وشيخان وضرورة فرض حظر طيران عليهما بشكل عاجل وإلا فأن تركيا ستستمر في اختلاق الذرائع لمهاجمتهم،خاصة وانها تمتلك أكبر قاعدة عسكرية لها في بعشيقة التابعة لمنطقة شيخان.

وأوضح آيو، أن الهجمات التركية هذه ستقوّي شوكة داعش والقاعدة مجددًا في المنطقة وهذا ينذر بالإبادة الكبرى، ومنع اعادة اعمار شنكال والمجمعات الأيزيدية حولها ومنع عودة الأيزيديين إبادة فعلية وتطهير عرقي ممنهج تمارسه تركيا ضدهم.

الضحية المدنيين
"هناك تعدي وظلم متواصل على المكونات الإقليمية بتلك الكلمات أوضح روميو هكاري، رئيس كتلة تحالف الوحدة القومية ببرلمان كردستان العراق، رئيس لجنة الشئون الإجتماعية والدفاع عن حقوق الإنسان، السكرتير العام لحزب بيث نهرين، مبينًا أن هناك ظلم متواصل على المكونات الإقليمية الدينية لقد عانى الأزيديون والمسيحيون منها في سهل نينوى خاصة السبي من الإيزيديين والمسيحييين، وعشرات المسيحيات والأزيديات لا يزلن في قبضة داعش، وهو ما يكرره سيناريو القصف التركي في سنجار.
وأكد هكاري لـ"الفجر"، أن الضخاايا يكونون من المدنيين في هذا المناطق ضد هذه القصف، كل الأحزاب بالمنطقة ضد هذا التدخل التركي، تركيا تقول أنها قتلت من حزب العمال الكردستاني، من المدنيين من سنجار ومخمور وهي مناطق مأهولة وقرى سكنية هي ضحية الضربات.

وأضاف رئيس كتلة تحالف الوحدة القومية ببرلمان كردستان العراق، أن جبل سنجار يقع في المناطق المتنازع عليها تحت البند 140 من الدستور العراقي سواء سهل نينوى معقل المسيحيين وسنجار للأزيديين، ولذلك حكومة الإفليم أهملت الخدمات والماء والكهرباء، والآن نفس الشيئ، قوات المركز لا تقبل بوجود البيشمركة بتلك المناطق، والإقليم لا يقبل تواجد قوات الحشد والجيش العراقي أن يكون هناك تفاهم جدي لحماية هذه المناطق.

وبين هكاري، أن كل الأحزاب طالبت حزب العمال الكردستاني بان تكون ساحته تركيا وليس العراق لتجنيب المدنيين لتلك الضربات الجوية، رغم أنه يرجع له الفضل في تنظيم الإيزيديين لحماية مناطقهم ولكن الآن هناك قوات عديدة منطقة سنجار تتواجد بها فصائل عسكرية متنوعة كل منها، له مرجعيته.

"تجاوز فاضح على السيادة العراقية" بتلك الكلمات وصف الباحث والمحلل السياسي العراقي إياد السماوي، مبينًا أن تركيا تحاول ملاحقة حزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية غير عابئة بسيادة العراق على أراضيه.

وأكد السماوي لـ"الفجر"، أن وزارة الخارجية العراقية استنكرت وشجبت هذه الاعتداءات في بيان رسمي، ومن الواجب تقديم شكوى رسمية في مجلس الأمن، مشيرًا إلى أن تلك الهجمات لم تتوقف منذ أيام النظام السابق.