البارون يحكي.. إدوارد القروي البلجيكي الذي جاب العالم وانبهر بمصر

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


تنتظر مصر حدثًا هامًا خلال الفترة القليلة القادمة، وهي افتتاح قصر البارون إمبان للزيارة بعد انتهاء أعمال ترميمه كاملة، في عمليات صيانة وترميم تعتبر الأولى من نوعها عبر تاريخه الممتد. 

القصر بناه البلجيكي الشهير بلقب البارون، واسمه كاملًا، إدوارد لويس جوزيف إمبان، ولد عام 1852م، وتوفي عام 1929م، في عائلة لأحد المدرسين بقرية بيلوي في بلجيكا.

بدأ إدوارد العمل الدؤوب منذ فترة دراسته، والعمل لم يكن عائق أمامها حيث استطاع إكمال تعليمه حتى تخرج وعمل في شركة محلية اسمها سوسيتيه ميتالورجيك في بروكسل.

لم تكن الشركة تناسب طموحات إدوارد الشاب الذي سرعان ما استقال منها ثم ولمواهبه العملية الاستثنائية في إدارة الأعمال، استطاع أن يأخذ حق إنشاء خطوط السكك الحديدية محليًا. 

توسع إدوارد في أعماله، ووصل إلى فرنسا حيث فاز بمناقصة أحد المشاريع عام 1897م ليصبح المقاول الرئيسي لتنفيذ مترو باريس.

ثم في عام 1881م أنشأ إمبان بنكًا باسمه للمساعدة في تمويل مشاريعه، وذلك البنك الذي أعيد تسميته لاحقًا ليصبح باسم البنك الصناعي البلجيكي. 

في أوائل القرن العشرين أنشأ إمبان شركات لتوليد وتوزيع الكهرباء في العديد من مدن العالم، وبحلول عام 1904 بدأ في تنفيذ مشروع إنشاء السكك الحديدية في دولة الكونغو. 

وقام فيما بعد ببناء وتشغيل أنظمة النقل الحضري التي تعمل بالطاقة الكهربائية في نابولي وتورين ومدريد والصين. 

تحول اهتمام إدوارد إلى نحو مصر، ركب إليها من الهند التي عاش فيها كثيرًا، عام 1904، وانبهر بالقاهرة الخديوية التي بناها عاشق مصر الإسلامية الخديو إسماعيل. 

ولما وصل البارون، تأمل شمال القاهرة بعد العباسية، ورأى أمامه صحراء ممتدة، وجاءته فكرة تأسيس مدينة جديدة، وهي التي نعرفها الآن باسم مصر الجديدة. 

واختار البارون لمدينته اسمًا يليق بعظمة مصر، فأطلق عليها "هليوبوليس"، وهو الاسم المشتق من معبد الشمس القديم، حيث أنها قريبة إلى حد ما من منطقة عين شمس. 

ولإنشاء هذه المدينة اشترى البارون في البداية مساحة تقدر بحوالي 25 كم، سعر الفدان الفدان 1 جنيه، وبدأ في تأسيس مدينة سكنية، وقبل التأسيس بدأ في إنشاء البنية التحتية للمدينة من كهرباء ومياه وصرف صحي، وربط بين مدينته والقاهرة بواسطة المترو الكهربائي. 

والمترو الذي أسسه البارون وهو مترو كهربائي يربط ما بين وسط البلد القاهرة، وما بين مصر الجديدة وكان يمر بجانب الكنيسة ثم يرجع ويدور من منطقة الكوربة.

وعلى أطراف هذه المدينة شرع في بناء قصرًا منيفًا ذو طراز وعمارة ولون غرباء على مصر، وبدأ بناء القصر عام 1907 وانتهى عام 1911، وهو يعاصر فترة الخديو عباس حلمي الثاني، وهو الرجل الذي عرف بأبو ترميم الآثار الإسلامية، وهو ابن الخديو توفيق وجده الخديو إسماعيل، والذي أسس مصر الحديثة استكمالًا لأعمال جده الأكبر محمد علي باشا، فنستطيع أن نقول أن القصر ينتمي للفترة الحديثة ولكن بطراز وفنون مختلفة.

كما بنى كنيسة أيضًا وهي المعروفة بكنيسة البازيليك والتي لا تزال موجودة إلى وقتنا هذا، وكانت الكنيسة في الأصل مطلية باللون الأحمر، وكان الأهالي يطلقون عليها الكنيسة الحمراء. 

والمدينة تحتاج إلى ناد رياضي، وهو ما لم يفت البارون، حيث قام ببناء ناد ضخم "نادي هليوبوليس"، كما قام ببناء قصر هليوبوليس "الاتحادية"، وبني ناد للخيل، وناد للبلياردو".