جوليوس مادا بيو...الجنرال الذي ضحى بالكرسي من أجل الديمقراطية

عربي ودولي

جوليوس مادا بيو
جوليوس مادا بيو


يتربع جوليوس مادا بيو، على رئاسة دولة سيراليون احدي الدول بالغرب الأفريقي ويعطي ماديبو نموذج رائع للقائد العسكري الذي تنازل عن السلطة للمدنيين ثم وصل إلي قمتها وهو منصب رئيس الجمهورية برغبة الجماهير، والذي تنازل عنه طوا قبل وصوله للمنصب ب12 عام.

نشأته

ولد جوليوس مادا بيو في ١٢ مايو ١٩٦٤ في إقليم بونث في الجنوب الغربي لسيراليون، في نفس عام وفاةة أول رئيس وزراء لسيراليون، وهو ذو نسب رفيع إذ أن والده شاري بيو كان أحد الزعماء المحليين في "بونث"، ويعتبر "مادا" أخ لـ34 شقيق، وتلقى تعليمه الإبتدائي والإعدادي في مدارس الإرساليات المسيحية،والثانوية بمدينة "بو" عاصمة الإقليم.

السلك العسكري

سلك طريقه في التعليم العسكري فهو خريج أكاديمية بنجيما العسكرية في سيراليون، تخرج برتبة ملازم أول في عام 1987، ثم خدم ماديبو في قوة حفظ السلام في ليبيريا التي كانت تشهد حرب أهلية، ثم إنتقل إلى بلاده التي كانت تعيش هي الأخرى حربًا أهلية ضد "الجبهة الثورية المتحدة" وهو الفصيل الذي دعمه العقيد القذافي والرئيس الليبيري "شارل تايلور".

زمن الإنقلابات


ساهم "بيو" في الإنقلاب العسكري الخامس في البلاد بقيادة زميله الرائد "فلانتاين سترايسر" والذي أنهى النظام الماركسي الذي أرساه الرئيس اليساري "سياكا ستنفر" الفائز بأول إنتخابات في البلاد ولكنه لم يتسلم مقاليد الحكم إلا بإنقلاب أيضًا نفذه بعض قادة الجيش، فحول البلاد لنظام الحزب الواحد وبعد فترتين رئاسيتين سلم البلاد لقائد أركانه "جوزيف صيدو ممو" الذي غرقت البلاد في عصره بالفساد، وأصبح نائب رئيس المجلس العسكري الحاكم في سيراليون، وغعتذر "بيو" في وقت لاحق عن إشتراكه في هذا الإنقلاب الذي قتل فيه 20 شخص.

إعادة الديمقراطية


كرس "ستراسر" موارد البلاد لمواجهة الجبهة الثورية المتمردة ضد الحكومة وقمع المعارضة، مما أدى لقطع المعونات الاقتصادية من دول مثل بريطانيا، مما اجبره على تحديد لموعد انتخابات، ولكن أراد التنازل عن رتبته العسكرية وترشيح نفسه مما جعل مادبيو بالانقلاب ضد رفيق سلاحه ستراسر في ١٦ يناير ١٩٩٦، ولكن بإنقلاب أبيض دون غراقة دماء، ثم تنازل عن الحكم واجري انتخابات تعددية في نفس العام فاز فيها حزب الشعب السيراليوني، ليبدأ يبو التناوب الديمقراطي في الحكم وينهي عصر الإنقلابات العسكرية وعدم إحترام الدستور، مضحيًا بالسلطة من أجل عودة الديمقراطية للبلاد..

بعيدًا عن سيراليون


حصل مادبيو علي لجوء سياسي إلي الولايات المتحدة بعد تقاعده من الجيش، حصل على ماجستير في العلاقات الدولية، من الجامعة الأمريكية في واشنطن، وتنقل بعدها بين الجامعات البريطانية والأمريكية، وذلك حتي عام ٢٠٠٥ عندما أعلن الرئيس السيرليوني احمد تيجان كبه بضمان سلامته مما جعله يعود للبلاد.

العودة للرئاسة


خاض مادبيو الانتخابات الرئاسية بعد ١٢ عام من خلعه لزيه العسكري بطابع مدني خالص كرئيس لحزب معارض في عام ٢٠١٢ لكنه انهزم في إلانتخابات حيث حصل علي ٣٧% من الأصوات ولكنه لم ييأس ليخوض الصراع الانتخابي مرة ثانية في عام ٢٠١٨ عن حزب شعب سيراليون أمام مرشح حزب المؤتمر الشعبي الحاكم وتغلب عليه ليصبح رئيسا لسيراليون.


برنامج للإصلاح

بدأ في تنفيذ برنامجه الانتخابي حيث أصدر قرار بمجانية التعليم والغي رسوم الجامعات، والغي مادا بيو اتفاق مع الصين بقيمة ٤٠٠ مليون دولار لبناء مطار جديد وانشا لجنة يقودها قاضي دولي للتحقيق في فساد حكومة سلفه أرنست كورونا ادانت نائب رئيس الحكومة ووزير المعادن.

وتبنى مادبيو سياسة لتخفيف الآثار الاقتصادية ازياء الايبولا الذي ضرب البلاد قبل توليه الرئاسة، عبر تنشيط الاقتصاد الزراعي والبناء وتصدير الحديد.

يرتبط بيو بعلاقات وطيدة مع مصر، حيث زار الرئيس السيرليوني مصر قبل أن يتولى الرئاسة في وزارة الدفاع، والمرة الثانية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيو يورك