ما بين الغزل والتهديد.. كيف يحاول أردوغان "إسكات أوروبا" لتنفيذ مخططاته في ليبيا؟

عربي ودولي

أردوغان
أردوغان


في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس التركي رجب أردوغان محاولاته لتثبيط وجوده في ليبيا، وارسال مرتزقة ليخوضوا معارك نيابة عن جيشه، باتت أوروبا في خطر كبير، وتخوفات من دخول تلك العناصر الإرهابية الخطيرة إلى أراضيها، خاصة وأن الرئيس التركي استخدم ورقة المهاجرين وعناصر داعش أكثر من مرة وهددها بها.

وتقاتل قوات الوفاق مدعومة بالمرتزقة السوريين للسيطرة على مدينة سرت، في وقت صرح فيه أردوغان علنًا بأن "مدينة سرت ومحيطها مهمة لوجود آبار النفط، وبعد ذلك ستكون العمليات أكثر سهولة، لكن وجود آبار النفط والغاز يجعل العمليات حساسة".

تحذيرات أوروبية من التدخل التركي في أوروبا وتخوفات من المرتزقة
وحذرت فرنسا من التدخل التركي في ليبيا، وأشارت إلى أن الخطر الذي تمثله التدخلات التركية بات على أبواب أوروبا، وأكدت أن القلق جراء التفاهمات التركية الروسية في ليبيا لا تصب في صالح استقرار أوروبا، مشيرة إلى أن التقدم الذي حققته قوات الوفاق على الأرض في ليبيا ما كان يمكن أن يتحقق من دون التدخل التركي.

مغازلة تركية لأوروبا وتهديدها مجددا بالإرهابيين
وبعد مبادرة القاهرة والتي لاقت تأييدا من دول العالم، حاولت تركيا استعطاف القارة الأوروبية بعد فترة طويلة من الخلافات، وأعلنت رغبتها في بدء "مرحلة جديدة" مع بروكسل، من أجل حل الأزمة في ليبيا، وقال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومستشاره للشؤون الخارجية، إبراهيم كالين، السبت الماضي، إن تركيا تسعى لـ"مرحلة جديدة في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي".

وأوضح أن الأمر لن يتوقف عند تعديل اتفاقية اللاجئين القائمة منذ 2016، ولكن يشمل أيضا تعزيز كافة أشكال التعاون، وفتح فصول جديدة في محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي"، وذلك لأن العلاقات بين أوروبا وتركيا تشهد تواترات مستمرة منذ صيف 2016، تارة بسبب سياسات القمع التي ينتهجها النظام التركي تجاه المعارضة، وتارة بسبب استهداف النظام نفسه لمواطنين أوروبيين، واعتقال عدد كبير من الألمان بسبب المشاركة في احتجاجات ضده، وابتزاز أردوغان الدائم لأوروبا بملف اللاجئين، وتهديده بإغراق القارة باللاجئين.

إقامة قواعد عسكرية تركية بليبيا
وأكد خبراء ومحللون سياسيون على أن أوروبا لن تقف مكتوفة الأيدي حتى يسيطر أردوغان وميليشاته على ليبيا كليًا، ويكون هناك أزمة خطيرة تهدد الأمن الأوروبي، خاصة وأن دوغان يعتزم إقامة قاعدتين عسكريتين غربي ليبيا وتحويل المليشيات والمرتزقة إلى خدمة الإخوان المسلمين في تيار حكومة الوفاق. وبالفعل بدأن أنقرة في إقامة قاعدة عسكرية جوية في مطار "الوطية" مزودة بمنظومات دفاع جوي حديثة وغرفة عمليات طائرات مسيرة، بالإضافة إلى قاعدة أخرى بحرية في ميناء مصراتة بقدرات هجومية دائمة وتجهيزات استطلاعية وسفن حربية مساند.