من "التطاول" لـ"الاعتذار".. القصة الكاملة لأزمة الكنيسة مع إحدى المجلات القومية

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


منذ ساعات قليلة وحتى كتابة هذه السطور ومنصات السوشيال ميديا لا تتحدث إلا على بيان الكنيسة الصادر بتوجيهات البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والذي استنكرت فيه الكنيسة غلاف إحدى المجلات القومية والذي جمع صورة الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط البلد، وسكرتير المجمع المقدس السابق، مع محمد بديع مرشد الإخوان المسلمين تحت عنوان "الجهل المقدس!"، وذلك يرجع لرأي الأنبا رافائيل وتدوينة أعقبت تصريحات البابا تضمنت نص الصلاة التي يصليها الكاهن من أجل "الماستير" ملعقة التناول ومن ثم اعتبر الأقباط التدوينة مناوئة لتصريحات البابا تواضروس بشأن إمكانية تعديل الطقس في ظل تفشي كورونا.

- رد الكنيسة على الغلاف:

وبعد ساعات قليلة من انتشار الغلاف على السوشيال ميديا أصدرت الكنيسة بيانًا رسميًا بتعليمات من البابا تواضروس تستنكر فيه "تطاول" مجلة قومية على الأنبا رافائيل، أسقف كنائس وسط البلد، سكرتير المجمع المقدس السابق.

وقال البيان: "بناءً على توجيهات قداسة البابا تواضروس تستنكر الكنيسة القبطية بشدة تطاول إحدى المجلات القومية على الكنيسة الوطنية في شخص أحد أساقفتها ووضع صورته على غلافها أسوة بصورة أحد خائني الوطن".

وأضاف، أن هذا "لا يعتبر هذا تحت مجال حرية التعبير، بل هو إساءة بالغة وتجاوزًا يجب ألا يمر دون حساب من الجهة المسؤولة عن هذه المجلة، كما أن مثل هذه الأفعال غير المسؤولة سوف تجرح السلام المجتمعي في وقت نحتاج فيه كل التعاون والتكاتف في ظل الظروف الراهنة، وتنتظر الكنيسة رد الاعتبار الكامل مع احتفاظها بالحق القانوني في مقاضاة المسؤول عن ذلك"،واختتمت بيانها قائلة: "حفظ الله مصر من كل سوء".

رد سريع من الهيئة الوطنية للصحافة بعد ساعات من نشر بيان الكنيسة: 

وبعد ما أثير من جدل قررت الهيئة الوطنية للصحافة إحالة رئيس تحرير مجلة روزاليوسف للتحقيق، بسبب ما تضمنه غلاف العدد الأخير للمجلة من إساءة للكنيسة، ووقف المحرر المسئول عن الملف القبطي إلى حين الانتهاء من التحقيقات.

وقررت الهيئة تقديم اعتذار للكنيسة، وأن تقوم المجلة في العدد القادم بالاعتذار عن الإساءة، في ظل العلاقات الطيبة التي تربط الهيئة والصحافة والإعلام بقداسة البابا والأخوة الأقباط، وحفاظًا على التاريخ العريق لمجلة روزاليوسف في الدفاع عن قضايا الوحدة الوطنية، وفتح صفحاتها وقلبها وعقلها منذ نشأتها لشركاء الوطن.

أول رد من الأنبا رافائيل بعد نشر الغلاف: 

وقال الأنبا رافائيل عبر الصفحة الرسمية لكنائس وسط القاهرة: "علّمني أن أحوِّل الصالبين إلى كارزين، ألم تعمل ذلك مع لينجينوس قائد المئة، ومع كثيرين ممَنْ قالوا: اصلِبهُ! اصلِبه دَمُهُ علَينا وعلَى أولادِنا".

وأضاف نيافة الأنبا رافائيل وبعد خمسين يومًا من جحودهم: "نُخِسوا في قُلوبِهِمْ، وقالوا لبُطرُسَ ولسائرِ الرُّسُلِ: ماذا نَصنَعُ أيُّها الرجالُ الإخوَةُ؟" (أع 37:2)، "واعتَمَدوا، وانضَمَّ في ذلكَ اليومِ نَحوُ ثَلاثَةِ آلافِ نَفسٍ" (أع 41:2).

وتابع قائلًا: أتخيل لو أنك منتقم جبار سريع الغضب، وقد قضيت على هؤلاء بالعجلة لخسرنا بولس ولينجينوس، وجمعًا كثيرًا من المسيحيين، آه لو أتعلم منك أن أُطيل أناتي على الناس، فيتحولون إلى أصدقاء، ربي يسوع علّمني أن أكسب أعدائي بدلًا من أن أهزمهم، بعد أن كانوا ينصبون لي العداء بلا سبب، أعطني أن أحب وأن أحتمل الجميع.