حكاية انتحار سائق في أوسيم بسبب فيروس كورونا

حوادث

بوابة الفجر


90 دقيقة احتاجها علاء شكري، السائق الثلاثيني العمر، للتفكير في حيلة يتنحر بها، بعدما أغلقت الدنيا أبوابها أمام عيناه، لكونه مريض بفيروس كورونا كوفيد 19، منذ 10 أيام.

مكالمة هاتفية أجراها السائق الثلاتيني العمر بشقيقه، عصر أمس الجمعة، ليطلب منه أن ينقله إلى مستشفى خاص، بسبب سوء حالته الصحية وارتفاع درجة حرارته، وآلام بعظامه، ليرد عليه شقيقه: "هنجيب منين.. أنا وأنت الحال من بعضه".

وجلس السائق المريض بالكورونا، بمفرده في الطابق الثالث من العقار سكنه "حيث مكان عزله عن أسرته"، بشارع محمد رمضان، بمنطقة لعبة، التابعة لمركز أوسيم، يفكر في حيلة ينهي بها حياته لعدم قدرته على تحمل الآلام وارتفاع درجة حرارة جسمه، ليخطر في باله أن ينتحر شنقا.

بعد ساعة ونصف من مكالمة السائق الثلاثيني العمر بشقيقه، أحضر حبلا وربطه في ماسورة غاز في صالة الشقة، وصعد على الكنبة، ثم ألقى بنفسه، ليختنق ويفارق الحياة في الحال، وحال صعود أهليته وجدوه معلقا بماسورة الغاز متوفيا، لينزلوه، ويبلغوا الشرطة.

توجهت قوة أمنية من مركز شرطة أوسيم إلى مكان البلاغ، مع أخذ كل الاحتياطات الوقائية "ماسكات طبية وقفازات وملابس واقية"، وأجرى ضباط المباحث معاينة لشقة المتوفي، وتم التأكد من سلامة جميع نوافذ وأبواب الشقة، وجري نقل الجثة بواسطة سيارة الإسعاف بعد تعقيم المنزل والشارع بالكامل، تنسيقا مع الطب الوقائي بوزارة الصحة.

مصدر أمني مسؤول أفاد بأنه تم توفير أدوات ومشتملات التغسيل والسيارة لنقل الجثة، مشيرا.. "رايحين يدفنوا الجثة النهاردة".

كان تلقى اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إخطارا من العميد عمرو طلعت رئيس قطاع شمال الجيزة، بورود بلاغا للرائد محمد مجدي رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم، بانتحار سائق ثلاثيني العمر شنقل داخل شقته، بمنطقة لعبة التابعة لنقطة بشتيل، بنطاق القسم.

وانتقلت قوة أمنية إلى شارع محمد رمضان، مكان الواقعة، تحت إشراف العقيد أحمد الوليلي مفتش مباحث شمال الجيزة، وبالفحص والمعاينة تبين عدم وجود شبهة جنائية حول الوفاة، وانتحاره لمروره بأزمة نفسية لكونه مريض بالكورونا، وجري نقل الجثة لدفنها.

وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة بمعرفة اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية، وأخطر اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، والعرض على النيابة العامة لتولي التحقيقات.