في صيام الرسل.. تعرف على رموز السمك في المسيحية

أقباط وكنائس

أرشيفية
أرشيفية


يعتبر السمك رمز من الرموز المسيحية، التي ظهرت قبل ظهور علامة الصليب، حيث كان يستخدم المسيحيون هذا الرمز في العصور الأولي، ليتعرفوا على بعضهم دون التعرض للمضايقات من الوثنيين.

وترصد" الفجر" في السطور التالية رموز السمك في المسيحية:

في العهد القديم:
يكثر السمك في بحر الجليل (بحيرة طبريا) بفلسطين، لذلك نجد الكثير من المواضع التي تتحدث عن السمك في العهد القديم، فقد ذكر الكتاب المقدس أن سليمان الحكيم كانت له معرفة بأسماك فلسطين (1 مل 4:33).

واشتهي العبرانيين أكل سمك النيل، وهم عابرون الي أرض كنعان إذ قالوا: "قد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجانا"، كما كان صيد السمك الحرفة الأساسية لمعظم سكان فلسطين، فكانوا يأتون بالسمك ليبيعوه في أورشليم، وكان يدخلون من باب يطلق عليه باب السمك (2 أخ 33:14)، ولهذا عرف باسم بيت صيدا لأن أهلها اشتغلوا بصيد السمك.

في العهد الجديد:
تعد أول طعام أكله السيد المسيح بعد قيامته (لو 24: 42،43)، وتعتبر أول معجزاته مع تلاميذه هي صيد السمك الكثير "فأجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا ولكن على كلمتك ألقي الشبكة، ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكا كثيرا فصارت شباكهم تخترق" (لو 5: 5، 6)

بينما كانت أخر معجزاته هي صيد سمكة (يو 21: 8–11) عندما طلبوا منه أن يدفع الجزية، سددت ضريبته سمكة "أذهب إلي البحر وألقى صنارة والسمكة التي تطلع أولا خذها ومتى فتحت فاها تجد إستارا فخذه وأعطهم عني وعنك (مت 17: 27).

وقد بارك السيد المسيح في الخمس خبزات والسمكتين “فأمر الجموع أن يتكئوا على العشب، ثم أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر وأعطى الأرغفة للتلاميذ والتلاميذ للجمع" (مت 14: 19)، كما كان يعمل أربعة من تلاميذ السيد المسيح يشتغلون بصيد السمك.

العصور القديمة:
ذكر التقليد الكنسي أن في عصور الاضطهاد كان عندما يتقابل المسيحي مع نظيرة، كان يرسم له رأس ونصف جسم سمكة، فيبادله الآخر برسم نصفها الثاني مع ذيلها، فيتعارف الاثنان على أنهما مسيحيان.

الأيقونات:
وكانت الأجيال الاولي يتخذون من السمك رمزا لهم في كثير من فنونهم وصناعاتهم، فقد كان الفنانون القدماء ينقشونه على حوامل الأيقونات القديمة، حيث أوصي القديس "إكليمنضس الإسكندري" بنقش السمك على الأختام الكنسية خصوصا ختم القربان المقدس.

أكل سمك في بعض الاصوام المسيحية:
ويرجع السبب الي أن كلمة سمكة باليوناني (اخسوس) عبارة عن تجميع حروف (ايسوس بخرستوس ثيؤس ايوس سوتير)، وتعني يسوع المسيح ابن الله المخلص.

كما يرجع السبب أن السمك اطهر جميع الحيوانات لان معظمه يتكاثر ذاتيا دون تزاوج، ويوجد مواقف عديدة مع السمك ذكرها الكتاب المقدس مثل معجزة صيد السمك مع بطرس واشباع الجموع، وأكل المسيح له بعد القيامة.

ويعتبر من اقل انواع اللحوم اثارة للشهوات بسبب ان لحمه خفيف جدا، لان الغرض من الصوم عن اللحوم عدم اثارة الشهوات التي تسببها اللحوم الحيوانية.

تشابه السمك بالمسيح:
1- السمك وهو ميت لا يفسد، والمسيح الذي مات لم ير فسادًا، كما أن ملوحة السمك هي التي حفظته من الفساد، هكذا أيضًا لاهوت المسيح حفظ ناسوتة المتحد به من التعفن والتحلل، أي حفظه من الفساد.

2-السمك حيوان لكنه لا يلد كما تلد الحيوانات الأخرى، إنما يبيض كما تبيض الطيور، لهذا يجمع السمك بين طبيعتي الطيور السمائية والحيوانات الارضية، وفي هذا إشارة للمسيح الذي له طبيعيتين إحداهما سمائية والأخرى أرضية.

3- خروج السمك الي اليابسة يؤدي موته، وهكذا أيضًا السيد المسيح أبن الله خرج من حضن الآب إلى أرضنا الجافة المقفرة، لكي يموت عوضا عنا.

4-يمكن اصطياد السمك عن طريق صناره أو الشبكة، وهنا يشير إلى عمل المسيح الكرازي في جذب النفوس، فكثيرًا ما يجذبهم عن طريق العمل الفردي (الصنارة)، أو عن طريق العمل الجماعي (الشبكة).