ناشط حقوقي يمني لــ"الفجر": اغتيال "نبيل القعيطي" خسارة كبيرة للصحافة العالمية الحرة

تقارير وحوارات

بسام القاضي ونبيل
بسام القاضي ونبيل القعيطي


 قال الناشط الحقوقي اليمني" بسام القاضيرئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية إن اغتيال الصحفي نبيل القعيطي مصور وكالة فرانس برس في اليمن يعد خسارة كبيرة للصحافة العالمية الحرة وهو اغتيال لصوت الإنسانية وللحقيقة وأمانة الصورة والكلمة فقد كان الشهيد واحداً من أهم المصورين الصحفيين ممن كان لهم دور كبير ومؤثر في نقل كل تفاصيل ما مر به اليمن من حروب وأوضاع مأساوية منذ العام 2015م وحتى لحظة اغتياله في 2 يونيو 2020 .

 

وأضاف القاضي في تصريحات خاصة لــ"الفجر"، ساهم المصور القعيطي خلال السنوات الخمس الأخيرة من حياته في نقل معاناة الناس وتغطية الأوضاع الإنسانية والصحية التي عاشتها عدن والمحافظات المجاورة من نزوح وتشرد ومجاعة وأمراض واوبئة وغيرها ، وبرحيلة فإن الصحافة اليمنية قد فقدت صحفيًا مهنيًا وانسانًا نبيلًا، كرس جهده في رحاب صاحبة الجلالة خدمة لقضايا المجتمع والإنسانية .

 

وتابع القاضي حديثه: لقد تحوّل المصور الصحفي نبيل القعيطي إلى رمز عالمي بعد عملية الاغتيال الغادرة التي تعرض لها، وكتبت عنه أهم وسائل الإعلام العالمية، كلام يشيد بعمله وشجاعته وجهوده في نقل كل ما دار خلال السنوات الماضية من قلب المواجهات العسكرية إلى عمق المعاناة الإنسانية، وبما لم يفعله صحفي مثله.

 

وأكد أن الشهيد الخالد نبيل القعيطي بدأ مسيرته الإعلامية في العام 2007 مع بدأ الحراك الجنوبي السلمي في جنوب اليمن بالمظاهرات والاحتجاجات والمطالبة بفك الارتباط عن شمال اليمن والعودة إلى ما قبل وحدة مايو 1990م، كان  من أوائل الإعلاميين الذين رافقوا  مسيرة الحراك الجنوبي السلمي منذ 2007 وحتى 2014، وهو لم يكن خريج إعلام ولا اي كلية جامعية أخرى، اكتفى فقط بتعليمه الثانوي، كرس الأعوام السبعة الأولى من حياته الإعلامية مصور صحفيا يغطي الاحتياجات والفعاليات السلمية الجنوبية في كل ربوع جنوب اليمن من عدن والحج وأبين والضالع إلى شبوة وحضرموت والمهرة، رافق الشهيد مسيرة ثورة الجنوب لسنوات وما من فعالية أو مسيرة أو مليونية للحراك الجنوبي السلمي الا وكان الشهيد نبيل القعيطي حاضراً فيها، لينقل صوت الثوار للرأي العام المحلي والدولي بدون اي مقابل مادي، وكانت  مواده الإعلامية متاحة للنشر للجميع، حبه للجنوب وقضية شعبه العادلة الدافع وراء ذلك، كما وثق الشهيد الانتهاكات التي تعرض لها شعب الجنوب خلال سنوات نضاله السلمي على أيدي قوات نظام صنعاء والمخلوع صالح.

 

وقال أيضا: خلال سنوات الحراك الأولى تعرض الشهيد نبيل القعيطي لاعتقالات وانتهاكات من قبل نظام صنعاء القمعي فتم اعتقاله في 2007  وفي 2011 و2014 نتيجة تغطيته الإعلامية واودع سجون البحث الجنائي والقوات الخاصة لنظام صنعاء أكثر من مرة كما تم مداهمة منزله ومضايقته بشكل مستمر، ومع بدأ الاجتياح الثاني لميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح لعدن والجنوب في مارس 2015  كان الشهيد نبيل القعيطي في طليعه الإعلاميين الذين وثقوا وغطوا تلك الحرب القذارة على عدن والجنوب وكان ذاكرة المقاومة الجنوبية التي تصدت لقوات نظام صنعاء ومنعها من احتلال الجنوب في حينه.

 

وثق الشهيد نبيل القعيطي بكاميرته حرب مارس 2015 على عدن والجنوب من قبل مليشيا الحوثيين وقوات صالح، رصد جرائمهم الإنسانية بالصوت والصورة وأبرزها مجزرة قصف أحياء دار سعد ومجزرة قصف أحياء البساتين ومجزرة قصف أحياء المنصورة ومدينة انماء ومجزرة التواهي وقصف قوارب النازحين في عرض البحر أثناء اجتياح الانقلابيين لعدن، وكانت عدسته جبهة إعلامية تواجه شبكة الجزيرة وقنوات الإخوان المسلمين.

 

لقد رافق الشهيد نبيل القعيطي قوات المقاومة الجنوبية في عدن ولحج وأبين والضالع والساحل الغربي وشبوة وحضرموت، وكان عدسته هي الوحيدة التي وثقت الحرب في اليمن خلال 5 أعوام حرب تحرير عدن والجنوب من قوات نظام صنعاء الحوثي وصالح وحرب تطهير عدن والجنوب من الإرهابيين القاعدة وداعش وغيرها.

 

لقد غطت عدسة نبيل القعيطي الحرب في اليمن خلال 5 سنوات وما مرت به اليمن من أزمات إنسانية ومجاعة وأمراض واوبئة وغيرها وكانت عدسته شاهد على أصعب مرحلة مرت بها البلاد ومن خلالها عرف العالم مأساوية الأوضاع في اليمن منذ 2015 وحتى منتصف 2020.

 

في الثاني من يونيو 2020 اغتال مسلحون مجهولين الهوية المصور العالمي نبيل حسن القعيطي بإطلاق الرصاص عليه امام منزلة في مدينة دار سعد  بجنوب اليمن، ولفظ أنفاسه الأخيرة ظهر ذات اليوم في مستشفى أطباء بلا حدود في عدن وباغتياله خسر العالم واحداً من المصورين للفيديو حول العالم.

 

يذكر أن الشهيد نبيل حسن عمر القعيطي من مواليد العام 1986 مديرية دار سعد بمحافظة عدن متزوج وأب لثلاثه أطفال سارة وريتاج وزايد اكبرهم يارهم 7 سنوات واصغرهم زايد عامين وكانت زوجته حامل بطفله الرابع.

 

عمل الشهيد نبيل القعيطي مصور ومراسلا لوكالة الأنباء العالمية فرانس برس AFP في عدن منذ مطلع 2015 وحتى تاريخ اغتياله، وهو مؤسس ورئيس مؤسسة النبيل للإنتاج والتوثيق الإعلامي، كما عمل مصورًا لدى عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية.

 

أقام سلسلة من معارض الصور الفوتوغرافية حول الأوضاع الإنسانية وما خلفته الحروب من دمار وأضرار في المحافظات الجنوبية، كان آخرها: "جرائمهم في صور"، "بصمة الخير"، .

 

اُعتمدت انتاجاته المصورة عن الحرب الأخيرة في اليمن في مواد إعلامية لصحف ومجلات عربية وأجنبية.

 

نال المرتبة الثانية لجائزة "روري بيك" البريطانية كأفضل مصور فيديو مستقل حول العالم عام 2016م، عن تغطياته المصورة اليومية للحرب الأخيرة في محافظة عدن والمحافظات المجاورة .

 

شارك في دورات تدريبية ومحافل إعلامية عربية وعالمية خاصة بالتصوير أثناء النزاعات المسلحة.

 

يعتبر من أبرز المصورين في مجال الإعلام الحربي والناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، كما نشط سابقًا في تغطية الاحتجاجات والاعتصامات الشعبية السلمية للحراك الجنوبي.

 

كرمته هيئات ومنظمات دولية وجمعيات ومؤسسات محلية عن دوره الإعلامي الميداني في تغطية الأعمال الإنسانية والإغاثية وأخبار جبهات القتال وخدمة القضية الجنوبية ونقل أصوات الضحايا والمظلومين وتغطية الحرب في اليمن التي تدخل عامها السادس على التوالي.