الدعم النفسي.. كلمة السر في ارتفاع نسب الشفاء من كورونا

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


أجمع علماء النفس والاجتماع في جميع أنحاء العالم، وتقدمتهم منظمة الصحة العالمية، على أهمية الدعم النفسي لمرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، مؤكدين أن هذا يساعد على رفع مناعتهم وسرعة تعافيهم وزيادة نسبة الشفاء بينهم. 
 
وترصد بوابة "الفجر" أهم التفاصيل في السطور التالية: 

لفتة إنسانية في إسبانيا 
في إطار الدعم النفسي وتخفيفًا للآلام النفسية للمرضى بكوفيد 19 في مشهد إنساني رائع من فرق تمريض إسبانيا توجهت الفرق الطبية من طاقم التمريض في مستشفى برشلونة في إسبانيا بأسَرّة المرضى بكوفيد 19 إلى البحر، حتى يرفهوا عنهم ويتنفسون هواء نقي ويساعدوهم على التهيئة النفسية. 
 
ونجحت اللفتة الإنسانية في تزايد حالات التعافي من كورونا في برشلونة بنسبة بلغت 60% وسابقًا أوضحت منظمة الصحة العالمية أن التهيئة النفسية من أهم وسائل وطرق علاج مرضى كوفيد 19. 
 
توصيات الصحة العالمية بالدعم النفسي 
وكانت رسائل منظمة الصحة العالمية لتقديم الدعم النفسي لمرضى كورونا منذ بداية الأزمة والتي تركز على دعم المصاب بكوفيد 19 وهي: 
1- أن مرض كوفيد 19 أصاب أفرادًا من بلاد كثيرة في مواقع جغرافية متعددة فلا تُلصق هذا المرض بأي عرق محدد أو جنسية معينة وتعاطف مع جميع المصابين بمرض كوفيد 19 في أي بلد ومن أي بلد لأنهم يستحقون أن نساندهم ونتعاطف معهم ونرفق بهم. 
 
2- تجنب الإشارة إلى الأشخاص المصابين بكورونا بـ"حالات كوفيد 19" أو"الضحايا" أو "أسر كوفيد19" أو "الممروضين" بل هم "أشخاص مصابون بمرض كوفيد 19" أو "أشخاص يُعالجون من كوفيد 19" أو "أشخاص يتعافون من كوفيد 19". 
 
3- وبعد تمام شفائهم من المرض أخبرهم أنهم سيواصلون حياتهم مع عائلاتهم وأحبابهم ويعودوا إلى عملهم مع عدم تحديد هوية أي شخص عن طريق نسبته إلى مرض كوفيد 19 من أجل الحد من الوصم. 
 
توصيات الخبراء بدور الدعم النفسي في أزمة كورونا: 
لكي يدعم المريض بكوفيد 19 نفسه حتى يتخطى مرحلة المرض ويتعافى فعليه عدة أمور، فبحسب ما ذكرته شبكة " سكاي نيوز" أن الخبير النفسي حسن المزين أوضح أن الحالة النفسية تعتبر نصف العلاج لمرضى كوفيد 19 عن طريق التفاؤل وطمأنة النفس والتثبت من صحة أي معلومة والابتعاد قدر المستطاع عن الإشاعات والابتعاد عن الخوف الزائد وتحويله إلى شيء إيجابي حتى يستطيع المريض بكوفيد 19 الوصول لمرحلة الشفاء التام. 
 
وأوضح المزين أنه بحسب ما أثبتت الدراسات أن التوتر والقلق يُضعفان المناعة ويجعل الجسم عرضة لمُختلف الأمراض. 
 
وعن التواصل الإلكتروني والتكنولوجيا في ظل أزمة كوفيد 19 وعن مساهمته في تعويض سلبيات التباعد الاجتماعي أوضح نيكولاس كريستاكيس عالم اجتماعي وطبيب في جامعة ييل الأمريكية قائلًا:" نحن محظوظون لأننا نعيش في عصر تساعدنا فيه التكنولوجيا على رؤية أصدقائنا وأفراد عائلتنا والاستماع إليهم، حتى عندما تتباعد المسافات بيننا".  
 
كما أكد كريس سيجرين عالم سلوكي في جامعة أريزونا الأمريكية أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الإلكتروني أفضل بكثير جدًا من عدم التواصل. 
 
وعن مسألة الانفعال الجماعي عند رؤية الأسرة مثلاُ الاحتفالات الدينية وعند الأحداث الرياضية أكد ماريو سمول عالم الاجتماع في جامعة هارفارد قائلًا:" إنها تضخم الإحساس بشكل كبير بالنسبة لك في حين تعمل أيضًا على تعزيز فكرة أنك أكبر من نفسك" موضحًا أن الانفعال الجماعي يساعد على تقوية ثقافة بناء التماسك لدى الأفراد. 
 
كما أشار هاني هنري أستاذ في قسم علم النفس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى أهمية تآزر الأسر في مثل هذا الوقت الصعب من أزمة كورونا ودعم مرضى كورونا وتشجيعهم معنويًا ودعم الأطباء وتقديرهم على ما يبذلونه من تضحيات.