كيف أعادت مصر ترتيب أولوياتها لدعم الصحة بسبب فيروس كورونا؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


كشفت وزارة الصحة، أن إجمالي عدد الإصابات المسجل بفيروس كورونا حتى اليوم الجمعة، هو 31115 حالة منهم 8158 حالة شفيت بعد خروج 402 من المصابين بفيروس كورونا من مستشفيات العزل، و1166 حالة وفاة، سجلت وزارة الصحة، 1348 حالة جديدة، بالإضافة إلى وفاة 40 حالة جديدة، ومع ارتفاع عدد المصابين اتجهت الدولة المصرية لإعادة ترتيب أولوياتها لدعم الصحة بسبب فيروس كورونا.

تأثير كورونا
كشفت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، أن هذه الأزمة تفرض النظر إلى النظام العالمي والتكتلات الإقليمية، ومن يخرج من الأزمة كلاعب أساسي في حركة التجارة الدولية، كما تفرض إعادة ترتيب الأولويات لتصبح على قمة اهتمامات قطاعات الصحة.

جاء ذلك خلال مشاركة "السعيد" في إحدى اللقاءات عبر منصات التواصل الاجتماعي، لمناقشة الخبراء عن تأثير أزمة انتشار فيروس كورونا على العالم، وكيفية رسم هذه "الأزمة" لمسارات واقع جديد ومستقبل مختلف في المجالات الكثيرة في مصر والعالم.

أضافت "السعيد"، أن الأزمة وضعت كل مايرتبط بحياة الإنسان على قمة الاهتمامات، والتعليم والاستثمار في البحث العلمي، والاهتمام بقطاع الصناعة، والصناعات الدوائية والكيماوية والمستحضرات الطبية، والاهتمام بتوفير الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ولوجيستيات تخزين المواد الغذائية.

وأكدت وزيرة التخطيط، أن الأزمة فرضت الاهتمام بكل ما يرتبط بتكنولوجيا المعلومات، وتعجيل الخدمات الإلكترونية، والتركيز على التجارة الإلكترونية، ووضعت الحكومة المصرية مجموعة من السيناريوهات، لخطط النمو للعام المقبل، تركز على القطاعات التي توليها أولوية مثل قطاع الصحة الذي توجه له استثمارات أكثر من 70%.

وأوضحت، أن خطة الحكومة تتضمن دعم المستشفيات الجامعية وقطاع التعليم العالي من حيث استهداف زيادة الاستثمارات بنسبة 100%، وقطاع تكنولوجيا المعلومات من استهداف زيادة الاستثمارات بنسبة 300%، وهي كلها استثمارات غير اعتيادية بالمقارنة بما يتم توجيهه في الخطط الاستثمارية المعتادة.

حزمة مساعدات 
وأكدت، أن اجراءات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها الحكومة، منها توفير حزمة مساعدات مالية تقدر بـ 100 مليار جنيه بسبب تحقيق بعض القطاعات لمعدلات نمو جيدة خلال الفترة الماضية، حقق قطاع السياحة، حجم نمو 16 مليار دولار وهو أفضل المعدلات تاريخيا بالنسبة لقطاع السياحة في مصر.

أضافت "السعيد"، أن قطاعات الاقتصاد المصري تتميز بالتنوع والمرونة في التعامل مع الصدمات الخارجية، وتأثرت بعض القطاعات مثل السياحة أو النقل الجوي بينما حقق قطاع مثل الزراعة فرصة أكبر للازدهار والتصدير للخارج، موضحة أن الدولة ضخت في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات استثمارات في العامين الآخرين تصل إلى 50 مليار جنيه من خلال مشروع تكامل قواعد البيانات الخاصة، وميكنة الخدمات الحكومية، والخدمات اليومية للمواطن، قطاع التعليم الذي اتضحت نتائج استثمارات الحكومة خلال الفترة الماضية مثل التعليم وعقد الامتحانات الكترونية، وتخلق التحديات، الفرص وتظهر الإمكانيات الحقيقية التي نمتلكها.

ولفتت "السعيد" إلى أن الأزمة غير مسبوقة منذ أزمة الكساد الكبير في أوائل القرن العشرين لأنها تؤثر على الإنسان وصحته حيث أن تقديرات منظمة العمل الدولية لحجم الخسائر في الوظائف بحوالي 25 مليون وظيفة.

أضافت السعيد، أن الأزمة تنعكس على كل قطاعات النشاط الاقتصادي، يقع الضرر على الاقتصاد العالمي كبير، ويظهر في انخفاض حجم معدلات التجارة الدولية، وحجم الاستثمارات، والتأثير على سوق العمل.

عدم اليقين
كشفت "السعيد"، طبقا للبيان اليوم الجمعة، أن ما زاد صعوبة أزمة فيروس الكورونا هو عدم اليقين، أننا لا نعرف متى تنتهي أو تداعياتها في ظل ركود الاقتصاد العالمي وتوقف بعض القطاعات عن العمل مثل السياحة والنقل الجوي وتوقف بعض القطاعات بشكل جزئي.

أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أن مصر مثل باقي دول العالم تضررت نتيجة هذه الأزمة، مازالت مؤشرات أداء الاقتصاد المصري فى وضع جيد سواء مؤشرات معدلات النمو، أو البطالة، والتضخ.

أوضحت السعيد لو كانت أزمة كورونا وقعت في عامي 2016 أو 2017 كان الوضع سيكون ضاغط جدًا في ظل معدل نمو تراوح من 3.5% إلى 4%، ومعدل بطالة وصل حينها إلى 13.5%، موضحة أن الخطوات التى اتخذتها الحكومة المصرية لمواجهة الأزمة، وهو ما ساعد على نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى بدأته الدولة فى 2016.